تباين أميركي فرنسي حول “وقف الحرب”.. وتحذيرات من “حرب شاملة” تُهدّد الأمن العالمي!
تتوالى الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف بلدات لبنانيّة عدّة، وتهدّد في الوقت نفسه قوات “اليونيفيل” في الجنوب، التي وقعت في مرمى النيران الإسرائيلية أكثر من مرة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوفها.
فبعد الهجوم الذي أدى إلى إصابة جنديين إندونيسيين من القبعات الزرق بجروح، وأثار تنديدًا دوليًا، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أن “هجومًا إسرائيليًا جديدًا على مقر الكتيبة السريلانكية في قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، أسفر عن سقوط جرحى”.
وأفادت الوزارة في بيان بأن “قصفًا استهدف أبراج مراقبة في المقر الرئيسي لليونيفيل في رأس الناقورة وفي مقر الكتيبة السريلانكية ما أدى لسقوط عدد من الجرحى في صفوف اليونيفيل”.
ونددت “بأشد العبارات بالاستهداف الممنهج والمتعمد الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي”.
من جانبه، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط يشكّل تهديدًا خطيرًا للأمن العالمي، مشددًا على أنه “يجب بذل كل الجهود لتجنب حرب شاملة في لبنان”.
وندد غوتيريش، في مؤتمر صحافي على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في لاوس، بالهجمات الإسرائيلية التي أدت إلى إصابة أفراد من الأمم المتحدة، معتبرًا أنها “انتهاك للقانون الإنساني الدولي”.
وأكد في السياق أنه يجب حماية قوات حفظ السلام.
إسبانيا: للتوقف عن بيع الأسلحة لإسرائيل
كذلك، ندد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالهجمات الإسرائيلية على قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، داعيًا المجتمع الدولي إلى التوقف عن بيع الأسلحة لإسرائيل.
وقال بعد اجتماعه مع البابا فرنسيس في الفاتيكان: “اسمحوا لي في هذه المرحلة أن أنتقد وأندد بالهجمات التي تنفذها القوات المسلحة الإسرائيلية على بعثة الأمم المتحدة في لبنان”.
أما تركيا، فقد أعلنت وزارة خارجيتها في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، أن أنقرة تندد بالهجمات الإسرائيلية التي استهدفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وأضافت أن تركيا ستواصل دعم مبادرات ومهام حفظ السلام المماثلة.
تقييم أمني إسرائيلي في جنوب لبنان
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن رئيس الأركان ورئيس جهاز الأمن الداخلي أجريا تقييمًا أمنيًا داخل جنوب لبنان أمس الخميس.
وقال رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي في مقطع فيديو خلال التجمع نشره الجيش: “نواصل العمل ضد العدو ولن نتوقف حتى نضمن إمكانية إعادة السكان (الذين تم إجلاؤهم من الشمال) بأمان، ليس الآن فحسب بل وبنظرة مستقبلية”.
وأضاف: “إذا فكر أي شخص في إعادة بناء هذه القرى مرة أخرى، فسوف يعرف أنه لا جدوى من بناء بنية تحتية للإرهاب لأن الجيش الإسرائيلي سوف يعمل على شل قدراتها مرة أخرى”.
تباين بين أميركا وفرنسا!
من جهة أخرى، أوضحت مصادر مواكبة أنّ “جوهر التفكير الفرنسي هو إقناع لبنان بالموافقة على التطبيق الكامل للقرار 1701، ما ينتزع الذريعة من يد إسرائيل لمواصلة الحرب”. ولكن، واقعيًا، لم يتحقق من هذا الطرح، حتى الآن، سوى خطوة أولية هي إعلان حزب الله موافقته على وقف النار، بمعزل عن مسار الحرب في غزة.
ويعتبر الفرنسيون، بحسب “الجمهورية”، أنّ هذه الخطوة متقدمة، لكنها ليست كافية لإقناع الإسرائيليين بوقف الحرب، ووفق المصادر، فإنّ باريس ترى أنّ وقف الحرب يمكن أن يخلق مناخاً مناسباً لانطلاق المسار السياسي للحل في لبنان، لكن هذا الموقف يصطدم بموقف واشنطن التي تميل إلى مراعاة الطرح الإسرائيلي، أي الضغط على حزب الله حتى انتزاع اعترافه بالقرارات الدولية، أي الـ1701 والقرارات الأخرى ذات الصلة، قبل أي وقف للحرب.
وتخشى المصادر أن يؤدي هذا التباين إلى تطيير المؤتمر الذي تدعو إليه فرنسا، والذي من أجله كانت زيارة وزير خارجيتها جان نويل بارو لبيروت، أو إلى إفشاله في حال الانعقاد.
مواضيع ذات صلة :
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | أميركا تسجل أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة | روسيا تدخل المشهد بقوة… |