إسرائيل ترفع السقف نحو “نزع سلاح الحزب بالكامل”.. ومساعٍ دوليّة لتجنّب “صراع أوسع”!

لبنان 12 تشرين الأول, 2024

على وقع المشاورات الدائرة على أكثر من جهة، في ظلّ استمرار محاولات وقف النار في لبنان، وإقناع جميع الأطراف بالتهدئة ووضع حدّ للحرب المدمرة، تبرز بشكل متواصل مواقف أميركية وفرنسية، على هذا الخط. في وقت تتصاعد الشروط المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، لتحقيق وقف إطلاق النار.

في التفاصيل، أفادت مصادر دبلوماسية معنية لصحيفة “الجمهورية، بأنّ موافقة “حزب الله” على وقف النار كانت كافية لإرضاء إسرائيل في الأشهر الـ11 الأولى من “حرب المشاغلة”، لكن الوسطاء تبلّغوا منها أخيرًا أنّ وقف النار وحده لم يعد كافيًا، وأنّ ما تطلبه حاليًا بات أكبر بكثير من وقف النار، وهو يختصر بنزع سلاح “الحزب” تمامًا لئلا يشكّل في أي يوم، في المستقبل، خطرًا على إسرائيل، كما شكّلت “حماس” خطرًا عليها يوم 7 تشرين الأول 2023. ويعني ذلك، وفق المصادر، تطبيق القرار 1701 بكامله.

وأضافت: “كل من إسرائيل وحزب الله يخبئ النيات الحقيقية التي يريدها من القرار 1701. فالحزب لا يقبل من هذا القرار، في أقصى الحدود، أن يتجاوز “الستاتيكو” الذي كان قائمًا في الجنوب ولبنان كله قبل 8 تشرين الأول 2023، أو قبل انتشار مقاتليه في المنطقة المحاذية للحدود. وأما مسألة إمساك الجيش اللبناني و”اليونيفيل” وحدهما بأمن المنطقة حتى الليطاني، فقد بقيت إشكالية لبنانية داخلية طوال 17 عامًا مضت. لكن عقدة القرار 1701 الحقيقية تكمن في أنّه يقضي بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وفي مقدّمها القرار 1559 الذي ينص على تولّي الجيش وحده مسؤولية الأمن في لبنان كله، لا في الجنوب فحسب. وهذا يعني أنّه ينطوي عمليًا على نزع سلاح “حزب الله” كليًا. وهو ما يرفضه “الحزب” بكل ما يملك من قوة، ويعتبره مسألة حياة أو موت.

في المقابل، أبلغ الإسرائيليون إلى الوسطاء أنّهم لن يوقفوا الحرب قبل أن يُدمَّر سلاح “الحزب” كليًا أو يُنتزَع. وهم يتلقون في ذلك دعم واشنطن التي ترفض ضرب الأحياء الآهلة والمرافق الحيوية في لبنان، لكنها تدعم الهدف الإسرائيلي القضاء على سلاح “الحزب”. وهذا الموقف يعبّر عنه الأميركيون صراحة في النقاشات الدائرة دبلوماسيًا. وكذلك، يطالب الفرنسيون بتنفيذ جدّي للقرار 1559، لكنهم يفضّلون أن يتمّ ذلك من طريق المفاوضات لا الحرب.

المصادر تخشى أن يكون نتنياهو وفريقه في صدد منح لبنان مهلة قصيرة، في الوقت المستقطع لحسم الخيار تجاه طهران، لكي يعلن “حزب الله” موافقته على التنفيذ الكامل للقرارين 1701 و1559، وإلّا فإنّ الحرب ستُستأنف تصاعديًا.

وأشارت المصادر إلى أنّ إسرائيل أبلغت إلى جميع الوسطاء أنّها لن تعود مجددًا إلى العيش في جوار تنظيم مسلح خارج منظومة القوى الشرعية اللبنانية ومرتبط بإيران في الشمال.

في المقابل، رأى “حزب الله” أنّ طلب نزع السلاح يعنيه وجوديًا، وأنّه أشدّ خطرًا من كل الضربات التي استهدفته حتى الآن. ولذلك، هو سيتصدّى له بكل الوسائل.

ماكرون: لوقف صادرات الأسلحة المستخدمة في غزة ولبنان

في سياق متصل أيضًا، جدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوته إلى وقف صادرات الأسلحة المستخدمة في قطاع غزة ولبنان.

وأعلن ماكرون في مؤتمر صحافي في قبرص في ختام قمة (ميد9) التي تجمع دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط: “هذه ليست بأي حال من الأحوال دعوة لنزع سلاح إسرائيل.. بل دعوة لوقف أي زعزعة للاستقرار في هذا الجزء من العالم”.

وأضاف: “أكدنا على ضرورة وقف إطلاق النار، وهو وقف إطلاق نار ضروري في غزة وفي لبنان. إنه ضروري حاليًا لكل من رهائننا والسكان المدنيين الذين هم ضحايا العنف، ولتجنب التوسع الإقليمي للصراع”.

وأكمل: “لهذا السبب دعت فرنسا إلى وقف تصدير الأسلحة المستخدمة في ساحات الحرب هذه.. نعلم جميعًا أنها الطريقة الوحيدة لوضع حد لها”.

يُذكر أن الرئيس الفرنسي قال يوم السبت الماضي إن شحنات الأسلحة المستخدمة في الحرب في غزة “يجب أن تتوقف”، وذلك في إطار جهود أوسع لإيجاد حل سياسي، فيما رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عليه بالقول إن فرض القيود على إسرائيل لن يخدم سوى إيران وحلفائها.

وفرنسا ليست من كبار موردي الأسلحة لإسرائيل، إذ صدّرت إليها معدات عسكرية بقيمة 30 مليون يورو (33 مليون دولار) العام الماضي، وفقًا لتقرير صادرات الأسلحة السنوي الصادر عن وزارة الدفاع.

بلينكن: نسعى إلى حل دبلوماسي في لبنان

بالمقابل، أمل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة، في التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان ومنع اندلاع نزاع أوسع، مؤكدًا دعم واشنطن جهود الدولة اللبنانية لفرض نفسها بمواجهة حزب الله.

وشدد بلينكن مجددًا على أن لدى إسرائيل التي تنفّذ حملة غارات مدمرة في لبنان تستهدف حزب الله، “الحق في الدفاع عن نفسها” في مواجهة الحزب، لكنه أبدى في الوقت نفسه قلقه حيال الوضع الإنساني.

وقال لصحافيين بعد قمة دول جنوب شرق آسيا في لاوس “نواصل اتصالاتنا المكثّفة لمنع نزاع أوسع في المنطقة”، وأضاف “لدينا جميعًا مصلحة كبيرة في محاولة المساعدة على إيجاد بيئة يمكن فيها للناس العودة إلى منازلهم واستعادة أمنهم ويمكن فيها للأطفال العودة إلى مدارسهم”.

وتابع: “لذا فإن لدى إسرائيل مصلحة واضحة ومشروعة جدا في القيام بذلك. الشعب اللبناني يريد الأمر ذاته. نعتقد أن الطريقة الأمثل لتحقيق ذلك هي عبر التفاهم الدبلوماسي، وهو أمر نعمل عليه منذ مدة، ونركّز عليه حاليًا”.

وأفاد بلينكن بأن الولايات المتحدة ستعمل على دعم الدولة اللبنانية في إعادة بناء نفسها بعد سنوات من هيمنة حزب الله.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us