القطاع الصحي في لبنان يحارب الأزمات… فإلى متى يمكن للمستشفيات الصمود؟
نتيجة الحرب والأزمات المستمرة، يعاني القطاع الصحي في لبنان من ضغوط هائلة تتجلى في نقص الموارد والتمويل. إذ تواجه المستشفيات تحديات متزايدة في تقديم الرعاية اللازمة، ما يثير تساؤلات حول قدرتها على الاستمرار في العمل وتلبية احتياجات المرضى في ظل هذه الظروف الصعبة.
في هذا السياق، أكد نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أنّ الحاجات اليوم لا تزال تفوق الجهود المبذولة، وقال: “لا أعلم ما إذا كانت الدولة ككل يمكنها تحمّل هذا العبء”.
وردًا على سؤال حول مدى قدرة المستشفيات على الاستمرار، أشار هارون في حديث لـ MTV إلى أن “الأحداث كبيرة جدًّا و”نقطّع كلّ يوم بيومه” ولا يمكننا الحديث عن الصمود لأشهر عدة؛ “لنرى ماذا سيفعلون”.
من جهته قال وزير الصحة العامة فراس الأبيض: “لدينا اليوم حوالى 2200 شهيد وأكثر من 10 آلاف جريح ومليون و200 ألف نازح جراء الحرب”.
وفي حديث للـ MTV، أضاف الأبيض: “استحدثنا منذ أسبوعين غرفة لتنسيق المساعدات تعمل على استلامها ومكننتها لتأمين قدر كبير من الشفافية مع المواطنين”.
وتابع قائلاً: “هناك 850 مركز إيواء في مناطق آمنة وحوالى 250 مركزًا غير مسجّلة”.
وأضاف: “نحن كوزارة نؤمّن الأدوية فقط لهذه المراكز، أما كل شيء آخر فهو ناتج عن جهود شخصية وتحركات بعض الجهات الدولية المانحة، لذلك نعمل على وسيلة تؤمّن لهم التمويل”، مؤكدًا “ما فينا نتركهم لحالهم”.
بدوره، أعلن نقيب الأطباء يوسف بخاش أن “الإحصاءات حتى يوم أمس السبت سجّلت أكثر من 9 آلاف إصابة جراء الحرب”.
وقال بخاش في حديث للـ MTV: “اعتمدنا مع وزارة الصحة مبدأ استيعاب الصدمة، أي تطبيب الجرحى ثم توزيعهم للحفاظ على القدرة الاستيعابية في المستشفيات، مما خلّف عددًا كبيرًا من الجرحى المتروكين لمصيرهم وهم بحاجة لعلاج طويل. ومن هنا جاءت فكرة إطلاق المراكز العلاجية لمتابعة جرحى الحرب في المستشفيات الحكومية، وبدأنا بمستشفى رفيق الحريري الجامعي ومستشفى بعبدا الحكومي”.
كما أشار إلى أن “الطواقم الطبية كافية نوعًا ما لتلبية الحاجات الحالية بعدد الإصابات اليومية، ولكننا نعاني من نقص نسبي في لحظات الذروة”.
وأضاف بخاش: “الأدوية موجودة في مراكز الإيواء والرعاية الأولية، ولكننا بحاجة إلى اختصاصيين، لذلك نحن بصدد التحضير لمشروع بالتنسيق مع وزارة الصحة بهدف تأمين التمويل للاختصاصيين لضمان استمرارية العلاج للمرضى”.
حوالي الألف صيدلية خرجت عن الخدمة
في المقابل أعلن نقيب الصيادلة جو سلّوم، أن “حوالي ألف صيدلية مقفلة بين الجنوب والبقاع والضاحية غير تلك التي دُمّرت بالكامل وإذا لم نستخرج الأدوية منها لإعادة توزيعها فلا يمكن عندها التحدث عن الصّمود لـ3 أو 4 أشهر”.
وتوجّه سلّوم، في حديث للـMTV بنداء إلى الصليب الأحمر واليونيفيل وإدارة الطوارئ والحكومة لوضع خطّة من أجل سحب الأدوية من الصيدليات المقفلة بالتنسيق مع النقابة وأصحاب الصيدليات.
كما أشار إلى أن “هناك صعوبة في استيراد الأدوية من الخارج لأنّ المطار تحوّل للطائرات المدنيّة فقط والمساعدات التي تأتي إلى لبنان لا تصل إلى الصيدليات”.
وشدّد سلّوم على أن “لبنان غير مُجهز لحرب من هذا النّوع خصوصاً بعد الاستنزاف منذ العام 2019 حتّى اليوم والصيادلة اليوم يُعانون ويتحدّون المخاطر لتأمين الدواء للمواطنين”.
وقال: “أنشأنا شبكة من الصيادلة المتطوّعين في كلّ لبنان يُرشدون المرضى إلى كيفية استخدام الأدوية إضافة إلى جمع أدوية من الصيدليات وتوزيعها مجاناً لمراكز الإيواء كما نتواصل مع نقابات في الخارج لتأمين مساعدات لمراكز الإيواء تصل إلى وزارة الصحة التي بدورها تسلّمها للمراكز”.
كذلك، ناشد سلّوم “المسؤولين وضع مرضى السرطان والتصلّب اللويحي والأمراض المزمنة في أولوية الأولويات وتخصيص أموال لهم في أول مؤتمر للمانحين”.
ولفت إلى أنه “من أصل 3400 صيدلية توقّف ثلث الصيدليات عن العمل وهناك حوالى 400 إلى 500 صيدلية موجودة في الأماكن التي تتعرّض للعدوان ما زالت مستمرّة بعملها ولكن “باللحم الحي””.
مواضيع ذات صلة :
حصيلة ضحايا القطاع الصحي منذ بدء الحرب | 281 اعتداء على القطاع الصحي.. وشكوى لبنانية إلى مجلس الأمن | القطاع الصحي في دائرة الخطر.. المخاوف تتصاعد ودعوات إلى تحييد المستشفيات! |