ما الهدف من إستهداف اسرائيل لـ “اليونيفيل” والمطالبة بإنسحابهم من الجنوب؟


خاص 15 تشرين الأول, 2024

الطلب الإسرائيلي بإنسحاب اليونيفيل يصب في خانة مساعي نتنياهو لإلغاء القرار الدولي 1701، فيما تتواجد تلك القوات في جنوب لبنان وفقاً لقرار صادر عن مجلس الأمن، يسمح لها بالانتشار على الخط الأزرق والإفادة عن كل مَن يقترب من هذا الخط وإبلاغ الأمم المتحدة بذلك

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

في ظل القرار النهائي الذي إتخذه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وهو إتباع سياسة الارض المحروقة في لبنان، وصولاً الى تحقيق مشروع “الشرق الاوسط الجديد”، الذي يسعى إليه مع دعوة إلى بناء تحالف شرق أوسطي في المنطقة.

هذه الصورة القاتمة تفيد وفق تقارير غربية وصلت إلى لبنان، بأنّ الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية، والأوضاع إلى سخونة غير مسبوقة، نتيجة الغارات الإسرائيلية اليومية، وبشكل كثيف جداً على مختلف الأراضي اللبنانية، إضافة إلى الحرب النفسية ضد اللبنانيين، من خلال تصريحات متواصلة عن حرب شاملة وتدمير كلي للبنان، وخلق حالات من الرعب النفسي والتحذيرات، وإطلاق المناشير التهديدية بمغادرة المنازل في القرى والبلدات، فكل هذا سيتفاقم من دون أي رادع، مما يعني أنّ لبنان بات على صورة غزة، وكالعادة يدفع الأثمان مع شعبه عن حرب لم يقرّرها بل فرضت عليه بالقوة، فتحمّل تداعياتها من الموت والدمار والخراب والنزوح.

إلى ذلك لم تسلم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان من تعنّت نتنياهو، بعد دعوته الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى سحبهم من الجنوب، متهماً الأمم المتحدة بتوفير الحماية لحزب الله وحماس، باستخدام قوات اليونيفيل على الحدود اللبنانية والأونروا في قطاع غزة، كدروع بشرية لحماية المقاتلين هناك.

وفي هذا الإطار يواصل الجيش الإسرائيلي إعتداءاته على قوات اليونيفيل، ومنها اقتحام آليات اسرائيلية لموقع لها وقصفه بقنابل دخانية، تسبّبت بحالات إعياء لعدد من الجنود، قرب بوابة رامية على الحدود الجنوبية، بهدف إنسحابهم من المنطقة بالتزامن مع شنّ غاراته اليومية على القرى الحدودية، وكل هذا هدفه تعرّض اليونيفيل للضغوط بهدف إخراجهم من منطقة عملهم، لتحقيق ما تبغيه إسرائيل من اجتياح للجنوب وتدمير المناطق وجعلها محروقة ولكن آمنة بالنسبة لإسرائيل، إضافة الى توجيه رسالة بالنار مفادها أنّ رفض انسحاب تلك القوات من جنوب لبنان، يعني خطر تعرضها للموت.

في السياق يشير مصدر أمني لـ” هنا لبنان” إلى ما اعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بأنّ الجيش الإسرائيلي عازم على تدمير القرى اللبنانية المحاذية للحدود، كما إنّ الخطّ الأول من هذه القرى هو هدف عسكري لحزب الله ويحتوي على كميات كبيرة جداً من الأسلحة والصواريخ ومئات الأنفاق، وقد كرّر ذلك مرات عدة وعلى ما يبدو حان وقت التنفيذ، كما أنّ نتنياهو بصدد إقامة منطقة عازلة محروقة ستمتد من الحدود حتى نهر الليطاني، غير آبه بحجم المجازر التي يقوم بها من قتل مدنيين أبرياء، لا علاقة لهم بكل ما يحدث، مع إفراغ القرى وتدمير المنازل والممتلكات وتشريد الأهالي. مؤكداً على عدم تراجع نتنياهو عن ذلك، مهما كانت الأسباب لانّ القرار إتخذ والضوء الأخضر وصل، لافتاً إلى أنّ الطلب الإسرائيلي بانسحاب اليونيفيل يصب في خانة مساعي نتنياهو لإلغاء القرار الدولي 1701، فيما تتواجد تلك القوات في جنوب لبنان وفقاً له كقرار صادر عن مجلس الأمن، يسمح لها بالانتشار على الخط الأزرق والإفادة عن كل مَن يقترب من هذا الخط، وإبلاغ الأمم المتحدة بذلك لمنع التوتر على الجانبين، كما أنّ طلب نتنياهو من قوات اليونيفيل أن تتراجع مسافة 5 كيلومترات عن الخط الأزرق أمر غير مقبول، وبالتالي فهو تأكيد منه على التوغل المرتقب داخل الأراضي اللبنانية.

في غضون ذلك أصدرت القوات الدولية بياناً، فندت فيه انتهاكات إسرائيلية جديدة تجاه قواتها ومواقعها، وأعلنت عن رصد جنودها في موقع للأمم المتحدة في رامية 3 فصائل من الجنود الإسرائيليين تعبر الخط الأزرق إلى لبنان، مع تعرضهم للعديد من الاعتداءات منها قصف برج مراقبة تابع لهم ومراكز عسكرية خاصة بهم.

أمّا المعني الأكبر في هذا الطلب فهو الجانب اللبناني، الذي رفض دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكداً التمسك بالقرار 1701 وبدور اليونيفيل، وطالب المجتمع الدولي بموقف حازم من كل ما يجري على أرض لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us