كأننا في الـAvant Premiere.. الفيلم لم يبدأ بعد


خاص 15 تشرين الأول, 2024

من يقرأ جيدًا مجريات التطورات بين “حزب الله” وإسرائيل، يعتقد جازمًا اننا في مرحلة الـ Avant premiere وفيلم الرعب الحقيقي لم يبدأ بعد. فهل من يعتبر؟ وهل من يجنب لبنان حفلة الجنون القادمة؟ وهل من يعيد النظر بخنفشارياته التي لم تجلب للبنان غير الخراب والدمار والكوارث؟ أما آن أوان العودة إلى الرشد السياسي حفاظًا على ما تبقّى؟

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

ما حصل في النصف الأول من تشرين الأول سنة 2024 أشبه بحلم أو كابوس، مئات الضحايا بكبسة زر واحدة، بعضهم فارق الحياة والبعض الأخر خرج عن الخدمة.. غارة ما بعدها غارة استهدفت أسطورة محور الممانعة السيد حسن نصرالله، تلتها أخرى استهدفت خليفته السيد هاشم صفي الدين قبل مزاولة مهامه، وقال نتنياهو أنه استهدف خلف الخلف، والمقصود ربما الشيخ نبيل قاووق.

من كان ليتخيل كل ما حدث خلال أيام معدودات، ضربات متنقلة طالت مدن وقرى وبلدات من الجنوب إلى البقاعين الشمالي والغربي، إلى الضاحية الجنوبية وفتوح كسروان وعاليه والشوف.. وصولًا إلى بيروت، والمستهدف هنا، وفيق صفا، بمجرد أنه يستعمل هاتفه الذكي ويتبادل الرسائل المكتوبة عبر واتساب.

أما القنابل الموقوتة، فتتنقل في كل مكان، كان آخرها في أيطو – زغرتا، حيث رصدت العين الإسرائيلية أحد القياديين في “حزب الله”، فلم تتردد في تدمير المبنى على كل من كان فيه..

ماذا بعد، “حزب الله” انزلق إلى وضع لا يُحسد عليه وذهب سيرًا على الأقدام إلى عملية الانتحار الجماعية التي طالت شظاياها قياداته وأركانه وعناصره وعائلات عناصره وبيئته الحاضنة وغير الحاضنة وجيرانه سواء كانوا معه أو ضدّه، وكل مقيم على أرض الـ10452 كلم.. فتشرد نصف لبنان إلى نصفه الآخر واختلط حابل أهل المحور بنابل خصوم المحور السياديين، الذين وضعوا خلافهم السياسي جانبًا، وفتحوا قلوبهم وبيوتهم للنازحين من دون تفرقة سياسية أو دينية أو مذهبية.

لكن الخطورة، كل الخطورة، تكمن في وجود قيادات من “حزب الله” بين الأهالي أو مستودعات، تمامًا كما حصل في أيطو، أو كما حصل في الكرك على سبيل المثال، عندما طافت صناديق الذخائر فوق الأرض بعد تعرضها لغارة، أو كما حصل في رياق عندما تطايرت القذائف كما تتطاير المفرقعات النارية في المناسبات، فأرهبت نيرانها سكان البلدة الآمنين، ودبت الذعر والرعب في المحيط الزحلي.

والأخطر من كل هذا، يكمن في نوايا إسرائيل، التي “ربحت اللوتو” يوم قدم لها “حزب الله” كل الذرائع المطلوبة للقفز فوق الـ1701 وترسيم خطوط أمانها وأمنها بالنار.. وهذا ما يثير الريبة والخشية من توقع وصولها بعد حين إلى تصحير الأرض الجنوبية قبل الوصول إلى الأولي.. حينها ممكن أن تستطيب البقاء (الاحتلال)، وممكن أن تنسحب بضمانات دولية بعد إنهاء “حزب الله” عسكريًا وتجريده من سلاحه بقوة القوة مهما كابر وصمد وسوّق لبطولات جزء منها حقيقي والجزء الأكبر وهم منفوخ.

أما السؤال المفصلي، من يعيد سكان الجنوب إلى ديارهم، من يُعيد إعمار ما تهدّم، من يُعيد إعمار الضاحية ومن أين ستأتي مليارات الدولارات؟ من البلدان العربية التي شيطنها إعلام “حزب الله” طيلة السنوات، أم من إيران غير القادرة على تحصيل (…..)؟

أسئلة عدة تطرح نفسها، فمن يقرأ جيدًا مجريات التطورات بين “حزب الله” وإسرائيل، يعتقد جازمًا أننا في مرحلة الـ Avant premiere وفيلم الرعب الحقيقي لم يبدأ بعد. فهل من يعتبر؟ وهل من يجنب لبنان حفلة الجنون القادمة؟ وهل من يعيد النظر بخنفشارياته التي لم تجلب للبنان غير الخراب والدمار والكوارث؟

أما آن أوان العودة إلى الرشد السياسي حفاظًا على ما تبقّى؟

أي سياسة سينتهج “حزب الله” ليعيد أبناء الجنوب إلى بلداتهم، حتى لو صارت مجرد “كومة أحجار” ومن دون منازل؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us