“القمة الروحية” تعقد وسط جراح الوطن.. دعوة للوحدة ورفض للشرذمة
انطلقت، القمّة الرّوحيّة المسيحيّة- الإسلاميّة الاستثنائيّة في الصّرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة مختلف رؤساء الطوائف المسيحيّة والإسلاميّة، من بينهم مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس “المجلس الإسلامي الشّيعي الأعلى” الشّيخ علي الخطيب على رأس وفد، شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدّروز سامي أبي المنى، المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان، ممثّل الطّائفة الأشوريّة المطران حاورجيوس توما، المطران بولس سفر ممثّلًا بطريرك السريان الارثودكس، وآخرين.
وقال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من بكركي، في مستهل القمة “الوطن مجروح في العمق ونحن هنا لعزاء قلوبنا وقلوب شعبنا المصاب بعمق الوطن مجروح في العمق ونحن هنا لعزاء قلوبنا وقلوب شعبنا المصاب بعمق”.
دريان: يجب أن تستعيد الدولة دورها
في حين توجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في مستهل القمة “بالشكر والتقدير على الدعوة والقمة الروحية في بكركي”.
كما شدد على أن “لبنان سيبقى وطننا جميعًا وإيمانه بالله ووحدته الوطنية وأصالة شعبه كفيلة بحفظه واستمراره وردّ العدو عنه”.
وتابع: “اجتماعنا اليوم خير رسالة للعالم أجمع وأبلغ ردّ على العدو الذي يستعمل آلة القتل والدمار ويرتكب المجازر بشكل همجي ووحشي ولا يقيم للأمم المتحدة ومجلس الأمن هيبة”.
واعتبر أن “ما حصل هو امتحان عسير لنا جميعا عرّض لبنان كله للدمار وعلينا أن نتعظ وأن يكون درسا لنا في معالجة مشكلاتنا الحالية والقادمة ولعل أهمها انتخاب رئيس للجمهورية”.
إلى ذلك، أضاف: “كفانا تشرذمًا وفوضى ويجب أن تستعيد الدولة دورها وقرارها ويجب أن نحرص على تطبيق الدستور واتفاق الطائف واللبنانيون بحاجة إلى دولة تحميهم وتوفّر لهم الأمان”.
الخطيب: نحن أهل الدولة
من جهته، أمل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، أن “يصدر موقف من الاجتماع على مستوى هذا الواقع الذي تمارس فيه إسرائيل حرب إبادة موصوفة تستهدف كل لبنان بكل ما فيه”.
وقال: “الأمين العام لحزب الله المتوفي حسن نصرالله قدّم نفسه فداءً للبنان وأهلنا اضطرّوا الى النزوح ونتوجّه بتحيّة إلى الشعب اللبناني بكل طوائفه على فتح أبوابهم لإخوانهم”.
كما تابع مشددًا: “نحن اهل الدولة ورعاتها وحماتها والحريصون على قيامتها وقوتها وسلطتها لكن الدولة طوال عقود سابقة تخلت عن سيادتها ووقفت في موقف العاجز تجاه شعبها ويجب أن يكون التصدي للعدوان المجرم على لبنان شاملاً وكاملاً وعاماً”.
ولفت إلى أن “العدوان لا يستهدف فئة بعينها بل الوطن بأكمله شعباً وكياناً وعائلات روحيّة تشكل نقيضاً لهذا الكيان العنصري الغاصب والمتوحش الذي لا يعيش إلّا على سفك الدماء لذلك يجب التصدي لهذا العدوان شاملاً وكاملاً”.
وأكمل: “السيادة لا تتجزّأ وهي مسؤولية الدولة واللبنانيين جميعاً وتمكّنت المقاومة الى جانب الجيش اللبناني من تحرير الأرض وما زالت تتصدى للوحش المتفلّت الذي تجاوز الحدود في عدوانه والذي تركّز على المدنيين”.
إلى ذلك، أضاف: “نشدّ على أيدي رجال المقاومة الأبطال وندعو إلى بناء دولة حقيقية وقادرة تستطيع القيام بمسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن سيادتها وكرامة شعبها وبناء دولة المواطنة”.
أبي المنى: للتمسك بالشراكة الوطنية
في حين شدد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى على التمسّك “بالشراكة الروحية والوطنية التي هي مصدر قوّة لبنان وثباته”، كما قال: “يجب إسكات الأصوات المنادية بأيّ صيغة من صيغ التقسيم والتشرذم المناطقي أو الطائفي”.
وأكد أن “المطلوب التعاون لإنقاذ الوطن في هذا المنعطف التاريخي الخطير”، محذرًا من “الاستقواء بالخارج على الداخل واستقواء اي طائفة على اخرى فلبنان لا يبنى إلّا على قاعدة تقضي بأن تحافظ كل عائلة روحية على شريكتها في الوطن”.
كما تابع: “نؤكّد أهميّة اتفاق الطائف واحترام القرارات الدولية لا سيما القرار 1701”.
وطالب بالإسراع في انتخاب رئيس بأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق.
اليازجي: سنبقى أبناء هذا البلد بكلّ أطيافه
في المقابل، اعتبر بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي أن “اجتماعنا اليوم هو رسالة للعالم الخارجي علّه يرى أنّنا كنّا وما زلنا وسنبقى أبناء هذا البلد بكلّ أطيافه عائلة روحية واحدة في لحمة وطنية لا يعتريها أي خلل، كما أن اجتماعنا أيضاً رسالة داخلية لشعبنا كي يرى الناس جميعاً أننا سويّة وأنّه لا يفرّقنا أي شيء وأنه علينا أن نكون يداً واحدة مسلمين ومسيحيين”.
وقال: “نرفع الصوت مجدداً مطالبين المجتمع الدولي بالإسراع لوقف هذه الحرب اليوم قبل الغد”.
كما لفت إلى أن “ترتيب بيتنا الداخلي يأتي على رأسه انتخاب رئيس الجمهورية وبناء دولة المواطنة وندعو جميع المعنيين الى التكاتف والتآزر من اجل الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية”.
مواضيع ذات صلة :
قمة روحية في بكركي الأربعاء المقبل! | كنعان: “جايين ناخد بركة البطريرك” | استقبال جثمان البطريرك كريكور بيدروس أغاجانيان في ايلول |