يتحدث “العبرية” ويتابع القنوات الإسرائيلية.. من هو يحيى السنوار الذي أعلنت اسرائيل اغتياله؟
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنه إلى جانب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، اغتالت إسرائيل القياديين في حماس محمود حمدان وهاني حميدان.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن السنوار قتل في اشتباك مع قوات من الجيش الإسرائيلي المتواجدة في رفح.
وأضافت إن الاشتباك مع السنوار وقع في تل السلطان في رفح وكان يرتدي جعبة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر.
في المقابل، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن إسرائيل “ستطارد” أعداءها “وتقضي عليهم”، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه يتحقق من مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في عملية في قطاع غزة.
وكتب غالانت عبر منصة إكس “لا يمكن لأعدائنا أن يختبئوا. سنطاردهم ونقضي عليهم”.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أكّدت مقتل السنوار في غزة، وجاء في بيان مشترك للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والشاباك أنه “خلال عملية قام بها مقاتلو الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، تم القضاء على ثلاثة إرهابيين”.
وأضافت أن قوة من الجيش الإسرائيلي “حددت مجموعة من الإرهابيين في مبنى على الأرض، وأطلقت النار عليهم، ومن ثم بدأ تبادل إطلاق النار. ودخلت القوة إلى المبنى ووجدت أن أحد الإرهابيين يشبه السنوار”.
وبحسب المصادر العسكرية، فالمبنى الذي كان يقيم فيه السنوار كان محاصرا، وتم العثور على سترة عسكرية مليئة بالقنابل اليدوية على الجثة.
وبعدها تم إرسال طائرة بدون طيار لمكان المبنى في حي تل السلطان برفح، وهي من تعرفت على ما يمكن أن يكون جثة السنوار قبل أن يصل الجنود إلى هناك، كما تم جلب المحققين الذين حققوا مع السنوار سابقا أثناء اعتقاله في إسرائيل للتعرف على جثته قبل إجراء فحص الحمض النووي.
وجرى فحص DNA واختبارات الأسنان للجثة، وأكدت مصادر عسكرية اسرائيلية إن النتائج كانت إيجابية.
من هو يحيى السنوار؟
ولد السنوار في أوائل الستينيات في مخيم للاجئين في قطاع غزة، وأصبح ناشطا طلابيا وكان قريبا من مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين.
وعندما تحولت حماس من حركة إسلامية إلى جماعة مسلحة في أواخر الثمانينيات، ساعد السنوار في تشكيل جناحها العسكري، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وتنقل “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين في حماس القول إن السنوار ساعد كذلك في إنشاء وحدة أمن داخلي مهمتها مطاردة المخبرين.
في عام 1988، اعتقل السنوار وأدين فيما بعد بقتل جنود إسرائيليين وحكم عليه بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة.
في السجن، أصبح السنوار أحد كبار مسؤولي حماس المسجونين، كما أمضى ساعات في التحدث مع الإسرائيليين، وتعلم ثقافتهم و”كان مدمنا على القنوات الإسرائيلية”، كما يؤكد مسؤول كبير سابق في خدمة السجون الإسرائيلية للصحيفة.
وتعلّم السنوار في العقدين اللذين أمضاهما في السجن ا استخدام اللغة العبرية بطلاقة، ما دفع صحيفة “وول ستريت جورنال”، إلى اعتبار أنّ أكبر قادة حماس في غزة استخدم هذه المعرفة في الحرب مع إسرائيل.
في المقابل نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن طبيب الأسنان الإسرائيلي، يوفال بيتون، الذي قدم مساعدة طبية للسنوار عندما كان في السجن، حيث كان يعاني من مرض دماغي غامض، كاد أن ينهي حايته، “لكننا سارعنا إلى نقله إلى المستشفى حيث أُجريت له عملية عاجلة”.
ويقول الطبيب الإسرائيلي إنه كان يبلغ من العمر 37 عاماً، وكان يدير عيادة الأسنان في مجمع سجون بئر السبع، في صحراء النقب بجنوب إسرائيل، حينما أنقذ حياة السنوار.
وأضاف قائلا: “عندما خرجت من مقابلة بعض المرضى في أوائل عام 2004، وجدت العديد من زملائي مرتبكين بشكل واضح، وهم يحيطون بالسنوار، الذي كان يشكو من ألم في رقبته”.
ويوضح بيتون أنه أبلغ زملاءه أن السنوار يعاني من مشكلة في دماغه، ويجب نقله إلى المستشفى، على وجه السرعة، وبالفعل جرى نقله إلى مركز سوروكا الطبي القريب، وأجريت له عملية جراحية طارئة لإزالة ورم في المخ.
ويشير الطبيب الإسرائيلي إلى أن السنوار شكره على الخدمة الطبية التي قدمها له، وقال له إنه “ممتن له بحياته”.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، وثق بيتون علاقة بالسنوار، إذ أمضى مئات الساعات كطبيب أسنان، وبعد ذلك ضابط استخبارات كبير في مصلحة السجون الإسرائيلية، ما مكنه من التحدث إليه وتحليل شخصيته.
ويوضح الطبيب أنه سأل السنوار ذات مرة عن مقترح حل الدولتين، فرفض الفكرة قائلا إن “فلسطين أرض المسلمين، ولا نستطيع التنازل عنها”.
بعد اختطاف حماس للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006، تم وضع السنوار في الاعتبار في المفاوضات بين إسرائيل وحماس التي أدت لاحقًا إلى إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيًا مقابل إطلاق سراح الجندي.
بعد إطلاق سراحه، صعد السنوار بسرعة في صفوف حماس، حيث اختير لقيادة الحركة في غزة في عام 2017.
ويعتبر مسؤولو الأمن الإسرائيليون السنوار أحد الأعضاء الأكثر تشددا في حماس وحلقة وصل بين القيادة السياسية والجناح العسكري، المتمثل بكتائب عز الدين القسام، بقيادة الضيف.
ومؤخراً، وبعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران، تمّ انتخاب السنوار خلفاً له.
مواضيع ذات صلة :
مسؤول لبناني يكشف لـ”رويترز” أبرز تعديلات لبنان على الورقة الأميركية | غالانت يرد على خطة إسرائيلية في غزة | لأول مرّة.. استهداف مجرى نهر الليطاني بمناطق البقاع الغربي |