الدولة عاجزة عن وقف الحرب


خاص 18 تشرين الأول, 2024

اليوم لبنان عالق في مأزق الحرب لأن الدولة غائبة أو لأن بعض من فيها متورط مع هذا الفريق الممانع أو أنه خائف من ردة فعله، فمن تبقى من مسؤولين في مؤسسات الدولة يتحدثون عن تطبيق القرار ١٧٠١ وعن ضرورة وقف الحرب ولكنهم يريدون تطبيقه بنسخة محور الممانعة غير الموجودة، ومن هنا فإن كلامهم عن ضرورة وقف إطلاق النار لا معنى له

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

يهتم اللبنانيون حالياً بوقف الحرب وعدم تكرارها بعد سنوات، وحده جمهور فريق الممانعة لا يريد وقف الحرب ولا يريد أي تدبير من أجل منع تكرارها في المستقبل على الرغم من سقوط الشهداء والجرحى والدمار والنزوح والمزيد من الكوارث الإقتصادية والمعيشية.

هذا الفريق لن يغير في ممارسته للعبة السياسية وسيظل يرفع شعار تحرير فلسطين بالقوة ولن يتخلى عن وحدة الساحات وربط الجبهات ولا يعني لبنان له سوى أنه أرض قتال وجهاد ضد العدو وأرض انطلاق لتحرير الأراضي الفلسطينية، وكل ما يحكى على مسامع هذا الفريق من أهمية الإستقرار والهدوء والازدهار ليس موجوداً في قاموسه فهو ربما يقبل بمضض هذه الأمور باعتبارها فترة استراحة المحارب تمهيداً للحرب المقبلة.

هذا الفريق لن يقبل بأن يقف أحد في وجه مشروعه أو أن يعرقله أو حتى ينتقده ومن يتجرأ على ذلك يدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً. ولذلك تسود في صفوف بعض المعارضين لهذا المشروع إما حالة خوف وإما متلازمة “ستوكهولم”، ومن لا يعيش هاتين الحالتين يمارس هذا الفريق ضده كل أنواع الترهيب في محاولة لثنيه عن أي مواجهة.

اليوم لبنان عالق في مأزق الحرب لأنّ الدولة غائبة أو لأنّ بعض من فيها متورط مع هذا الفريق الممانع أو أنه خائف من ردة فعله، فمن تبقى من مسؤولين في مؤسسات الدولة ولا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال وغيرهم من وزراء ونواب يتحدثون عن تطبيق القرار ١٧٠١ وعن ضرورة وقف الحرب، ولكن هؤلاء يريدون تطبيق هذا القرار بنسخة محور الممانعة وهي نسخة غير موجودة أي بمعنى أوضح أنهم لا يريدون تطبيقه أو أنهم عاجزون عن تطبيقه. ومن هنا فإنّ كلامهم عن ضرورة وقف إطلاق النار لا معنى له، فالإسرائيلي لن يستجيب بالتأكيد لمطلبهم وكذلك حزب الله، فكيف سيحصل وقف النار إذاً؟

في ما تبقى من الدولة هناك من لا يؤيد ربط جبهة لبنان بجبهة غزة، ولكن هؤلاء أيضاً لا يملكون الجرأة على قول ذلك صراحة وعلناً وهم حتى الساعة لم يقدموا على ذلك خوفاً من إثارة غضب حزب الله، في وقت يرون ويسمعون في كل لحظة أنّ أعداد الشهداء والجرحى والنازحين ترتفع والدمار يتوسع وكأنّ الشهداء تحولوا بالنسبة لهم أرقاماً فقط يكتفون بتعدادها من دون تحمل أي مسؤولية في وقف حمام الدم هذا فقط لمجرد الخوف من حزب الله.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us