“لبنان يُدمّر ويغرق بمن فيه”.. المطران عودة يُطلق الصرخة “لانتخاب رئيس يُفاوض باسمنا”
تعالت في الآونة الأخيرة مجددًا الدعوات السيادية المطالبة بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، يمثّل لبنان ويتحدث باسمه ويُفاوض نيابة عن جميع اللبنانيين الغارقين في أتون حرب مدمّرة أتت على الحجر وهجّرت البشر، من جراء جبهة المساندة التي قرّر حزب الله فتحها دعمًا لغزة.
وفيما غابت اليوم الأحد، عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، المتواجد في روما، حيث شارك اليوم في حفل تقديس “الأخوة المسابكيين” الدمشقيين الموارنة، فرنسيس وعبد المعطى ورفائيل، وذلك بعد مرور مئة عام تقريبًا على تطويبهم، أطلق متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، نداء جديدًا في عظته، لمجلس النواب، مطالبًا إياه بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ليكون هو المفاوض باسمنا على طاولة المفاوضات.
عودة: لانتخاب رئيس يُفاوض باسمنا
وجاء في عظة قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: “عوض أنْ يَـنْصَرِفَ الجَميعُ لإنْقاذِ البَلَدِ، يَهْتَمُّ كُلُّ فَريقٍ بِما يُنـاسِبُهُ ويَنْفُخُ كِبْرِياءَهُ وَلَوْ على حِسابِ لبنان.
عِوَضَ أنْ يَلْتَفَّ الجَميـعُ حَوْلَ المَصْلَحَةِ العامَـةِ، يَلْتَفِتونَ إلى مَصالِحِهِم الخاصَةِ تـارِكينَ البَلَدَ يَغْرَقُ بمن فيه. بِالمُماطَلَةِ سَوفَ نَخْسَرُ لبنانَ الذي يُدَمَّر. من دونِ انتِخابِ رئيسٍ يَحْمِلُ قَضِيَّةَ لبنانَ إلى المَحافِلِ الدَوْلِيَّةِ سَوفَ يَتَنَطَّحُ الغَريــبُ لِهذه المُهِمَّـة. إنْ لم نُعِدْ تَكوينَ السُـلْطَةِ في بَلدِنا كيف نُسْمِعُ صَـوْتَنا”؟
وأضاف: “نَحنُ في أمَسِّ الحاجَةِ إلى انتِخابِ رئيسٍ يَكونُ هُوَ المُفاوِضُ باسْمِنا عِوَضَ أنْ نَكونَ وَرَقَةً تُباعُ على طاوِلَةِ المُفاوَضـاتِ.
هل انتِخابُ رَئيسٍ بِهذهِ الصُعوبَـةِ فـي البُلدانِ التي تَحْتَرِمُ دَساتيرَها، أمْ أنَّ غِيابَ سُلطةٍ لَديها المَشروعِيَّةُ الكافِيَةُ لِتَحْكمَ لبنانَ، وتَكونَ الناطِقَةُ الوَحيدَةُ باسمِهِ، يُعوقُ مَشاريعَ ومَصالِح أخرى؟
ألَمْ نُدْرِكْ بَعْـدُ أنَّ مَصالِحَ الخـارِجِ لا تَتَلاءمُ مَـعَ مَصْلَحَةِ بَلَدِنا وأنَّ حُقوقَ الشُعوبِ قد تَكونُ وَقوداً لِطُموحاتِ هذا الخارِجِ ومَصـالِحِه”.
المطران عودة أكد “أن على المَجْلِـسِ النِيابيّ القِيامُ بِواجِبِه الدُسْتوريّ في أسْرعِ وَقْتٍ، والواجِب ليسَ خَيارًا بَلْ فَرْضٌ، كما عَليهم عَدَمُ انتظارِ الخارِجِ كائنًا مَنْ كان هذا الخـارِج. المَسؤولِيَّةُ تَقعُ على عاتِقِ اللبنانيين ومُعيبٌ رَمْيُها على الخارِجِ. نحن في حاجَةٍ إلى رِجالِ دَولَةٍ يَتَخِّذونَ مَواقِفَ تاريخيَّةً تُنْقِذُ لبنان”.
وخلص إلى القول إنّ “دَعْوَتنا اليَوْمَ أَنْ نَضَعَ بَلَدنا في صَدارَةِ اهْتِماماتِنـا وأنْ يَقومَ كُـلُّ فَرْدٍ منا بواجِبِه بِأمانَـةٍ نحو وَطَنه، وأنْ نَبقَى مُلْتَصِقينَ بِالمَسيحِ بِوَداعَةٍ ومَحَبَّةٍ وتَواضُعٍ، لا أَنْ نَتْبَعَ الشَّيطـانَ وألاعيبَه الَّتي تُثْقِلُ كاهِلَنا وتُقَيِّدُ نُفوسَنا بِسَلاسِل المَوتِ”.
انتخاب الرئيس لا يتحمّل أي تأخير
يشار إلى أنّ المطران عودة والبطريرك الراعي، لطالما طالبا لا سيما خلال عظات أيام الأحد، بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت.
وقد اعتبر البطريرك الراعي، في عظة سابقة له، أن “السلطة توجب على المسؤولين توطيد الاستقرار والمطلوب تناسي نقاط الخلاف والعمل على انتخاب رئيس يحظى بالثقة الداخلية والخارجية ويسعى إلى تنفيذ الـ 1701 ووقف إطلاق النار”.
وشدّد الراعي على أن “انتخاب الرئيس لا يتحمّل بعد اليوم أي تأخير وعدم انتخابه لمدة سنتين كان جرمًا من قبل المجلس النيابي”.
وقال: “ينبغي أن يتحلّى المسؤول بالأمانة والحكمة والأمانة تفترض المحبة في قلبه، وعليه البقاء على مستوى الثقة والأمانة التي أعطيت له”.
مواضيع ذات صلة :
عودة: لبناء دولة قوية لا تكون ورقة مساومة أو ساحة تصفية حسابات | المطران عودة: لانتخاب رئيس يفاوض باسم لبنان | لبنان يتخبّط بأزماته.. دعواتٌ لانتخاب رئيس واتخاذ “موقف تاريخي إنقاذي” |