كابتن قاليباف: تبّاً لك


خاص 22 تشرين الأول, 2024

إختزل قاليباف الشعب اللبناني بـ”الحزب” وبيئته. ولا ينقص تكريس عدم التدخل سوى انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية في جلسة يرأسها الكابتن في ساحة النجمة


كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

وُلِد “حزب الله” في السفارة الإيرانية كمنظمة عقائدية جهادية مطلع ثمانينات القرن الماضي في دمشق على يد سعادة السفير الإيراني علي أكبر محتشمي. لم يكن هذا الرجل سفيراً عادياً، بل كان يشرف على توزيع ملايين الدولارات التي كانت تتدفق عليه لتمويل عمليات الحرس الثوري وهو أحد مؤسسيه في كل من سوريا ولبنان. واعتُبر محتشمي الأب الروحي للحزب والراعي الرسمي للهجوم الإنتحاري على السفارة الأميركية في بيروت (نيسان 1983)، كما لتفجيري مقري المارينز والمظليين الفرنسيين الدمويين في العاصمة اللبنانية في تشرين الأول من العام نفسه.

شبّ “الحزب” ونما وترعرع في كنف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحافظ في أربعة عقود ونيّف على الولاء المطلق للإمام الخميني وخليفته السيد علي الخامنئي الذي انتخب وليًّا فقيهاً بأكثرية لامست الإجماع. “حزب” تموّله إيران وتسلّحه إيران ويشارك في قيادة حروبه ضبّاط من الحرس الثوري الإيراني ويتولى اليوم الإشراف عليه كوصي، بعد تصفية قادته، الإيراني محمد فلاح زاده. يكفي ما سبق لدحض كلّ الأقاويل الّتي تتّهم إيران بالتدخل بالشأن اللبناني الداخلي. باطل كل الحكي. من جهتها أكدت الخارجية الإيرانية، المشهود لها بالموضوعية، أنّ إيران “لم يكن لديها أبداً أيّ نية أو تصرّف يوحي بالتدخّل في الشؤون الداخلية للبنان أو أيّ دولة أخرى”!

لا في شؤون سوريا الداخلية تدخّلت أو تتدخّل إيران. لا في العراق تتدخّل. لا في اليمن تتدخّل. لا في فلسطين تتدخّل. ولا في لبنان. بالكاد تقدّم مشورة للسلطة السياسية القائمة ومساعدات إجتماعية للحزب الديمقراطي الإجتماعي الواعد لم تتعدّ في أفضل الظروف الـ 600 مليون دولار سنوياً إلى تقدمة ترسانة صاروخية للـ “حزب” لا تُقدّر بثمن.

يوم تأسس “الحزب” في العام 1982 كان محمد باقر قاليباف رئيساً لقوات الإمام رضا وهو في عمر الحادية والعشرين وقبل ذلك كان قائداً لفرقة رسول الله بعدها صار قائداً لقوات النصر ثم قائداً لمقرّ خاتم الأنبياء فقائداً لسلاح الجو في الحرس الثوري. في كلّ مسارات حياة قاليباف الأرضية والجوية والبرلمانية هو قائد فذٌّ ومستفزّ،لامع ومفوّه.

فقوله لصحيفة “لوفيغارو” إنّ طهران مستعدة للتفاوض مع باريس بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 في لبنان ووقف إطلاق النار في المواجهة الحادة المفتوحة منذ نحو شهر بين إسرائيل و”حزب الله”، إستفزّ حتى نجيب ميقاتي اسفنجة السياسة اللبنانية. زميله رئيس مجلس الشورى اللبناني نبيه بري لم ينبس ببنت شفة تعليقاً على حديث كابتن قاليباف. الكابتن نفسه أعلن قبل أيام “الركيزة الأساسية للشعب اللبناني هي إيران وقائدها المرشد علي خامنئي”.

إختزل قاليباف الشعب اللبناني بـ”الحزب” وبيئته. ولا ينقص تكريس عدم التدخل سوى انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية في جلسة يرأسها الكابتن في ساحة النجمة. ختاماً، وبأسلوب المسلسلات المكسيكية المدبلجة نتوجه كجزء من الشعب اللبناني إلى كابتن قاليباف بكلمتين لا أكثر ولا أقل: تبّاً لك!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us