النازحون يعيشون تحت وطأة المعاناة والمساعدات تصلهم “بالقطّارة”


خاص 23 تشرين الأول, 2024

يعاني النازحون في مراكز الإيواء من ظروف معيشية قاهرة، في وقت تواجه الحكومة والمؤسسات الإنسانية والمنظمات الإغاثية تحديات وصعوبات في تأمين الاحتياجات الأساسية من غذاء وماء وأدوية للنازحين. فهل يتفاقم الوضع في الأيام المقبلة خصوصاً وأننا على أعتاب فصل الشتاء؟


كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

يعيش لبنان مأساة نزوح قاسية تفاقم معاناة أكثر من مليون ومئتي ألف شخص انتقلوا من مناطق سكنهم إلى أماكن أخرى أكثر أمناً، هرباً من القصف الاسرائيلي الذي طال البشر والحجر على الجبهة اللبنانية.

ومع تزايد أعداد النازحين بشكل يومي، وصلت مراكز الإيواء المؤقتة التي أنشأتها الدولة، والبالغ عددها 1250 مركزاً إلى طاقتها الاستيعابية ما جعلها تواجه تحديات كبيرة من جراء اكتظاظها، ونقصاً حاداً في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.

ولأنّ عددًا كبيراً من النازحين خرجوا من منازلهم تاركين خلفهم كل شيء، فهم بالتالي يحتاجون إلى الدعم والمساعدات من أجل تأمين مستلزماتهم المعيشية.

وفي مراكز الإيواء يؤمّن برنامج الغذاء العالمي وجبات غذائية بشكل مستمر، إلا أنّ عددًا من النازحين اشتكوا من عدم حصولهم على الطعام الكافي وعدم حصولهم على المساعدات كمستلزمات التنظيف والمحارم والمواد الغذائية والفرش وغيرها لأنّ الكميات تصل قليلة فيحصل نازحون على المساعدات فيما يحرم نازحون آخرون منها.

وبحسب المادة 131 من القانون الدولي الإنساني والذي ينص على ضرورة تأمين المأوى، والمأكل والمشرب للنازحين من قبل السلطات إلا أنّ قواعد هذا القانون غير مطبقة في لبنان.

موقع “هنا لبنان” جال على عدد من مراكز الإيواء في بيروت فرصد ما يعانيه نازحون يفتقدون لأبسط احتياجات الحياة اليومية بسبب حرب طالت ولا أفق يلوح لنهايتها.

وطالب النازحون عبر موقعنا الحكومة ولجان الإغاثة والطوارئ بتوزيع المساعدات والإغاثات بشكل عادل وكافٍ على المراكز.

فاطمة التي نزحت من الضاحية الجنوبية إلى أحد مراكز الإيواء في بيروت تقول لـ “هنا لبنان”: “أعيش حالة “تقشف غذائي”، في ظل نقص المساعدات، وأحاول توفير ما أمكن من المساعدات التي تصلني لأنني قد لا أحصل عليها في اليوم التالي، وكي أستطيع تأمين طعام لأطفالي في حال انقطع عني الدعم”.

فاطمة التي نجت مع عائلتها بأرواحهم خرجوا من منزلهم ومعهم فقط مبلغ زهيد من المال، تحاول إدخاره في حال تطورت الأمور واضطروا للانتقال إلى مكان آخر”.

ويقول جواد النازح من منطقة صور إنّ “المساعدات تصلنا بالقطارة، فمن يحصل عليها اليوم قد تغيب عنه لأيام”. ويشتكي جواد من سوء التغذية ففي كثير من الأيام يعمد إلى إدخال أولاده للنوم باكراً كي لا يشعروا بالجوع، فهو غير قادر على شراء المستلزمات المعيشية لأنه لا يملك شيئاً”.

أما بتول النازحة من بلدة حولا الجنوبية فتشتكي بدورها من نقص الطعام والمستلزمات الأساسية وخصوصاً مواد التنظيف ففي كثير من الأوقات يستحمون ويغسلون ملابسهم بالماء فقط.

فيما تقول أم علي التي نزحت من الضاحية الجنوبية وبعينيها حسرة كبيرة: “الحياة اليومية في المركز صعبة جداً، أنا ما بدي أكل ولا شرب، بدي يأمنولي أدويتي”. إذ تعاني من ضغط الدم ومرض السكري وهي بحاجة لتلقي دوائها بشكل يومي.

فيما يقول الحاج فراس الذي نزح أيضاً من الضاحية الجنوبية وفي حلقه غصة عمرها ثلاثة أسابيع “منذ أسابيع وأنا أنام على الأرض علماً أنني أعاني آلاماً حادة في الظهر ورغم كل الوعود بتأمين فرشة إلا أنني لم أحصل عليها بعد”.

وفي المحصلة النازحون في مراكز الايواء يعانون من ظروف معيشية قاهرة، في وقت تواجه الحكومة والمؤسسات الإنسانية والمنظمات الإغاثية تحديات وصعوبات في تأمين الاحتياجات الأساسية من غذاء وماء وأدوية للنازحين. فهل يتفاقم الوضع في الأيام المقبلة خصوصاً وأننا على أعتاب فصل الشتاء؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us