بايدن ليس ترامب وليس أوباما!
كتب عماد الدين اديب في صحيفة “الشرق”:
بايدن -حتى الآن- غير قادر الى العودة الى سياسات أوباما وغير قادر الخروج من آثار سياسات ترامب!
معادلة صعبة، ومعضلة مؤلمة، وإشكاليات متعددة يواجهها فريقه المحترف في ملفات السياسة الخارجية.
تعالوا نستعرض الصورة الكلية الآن:
– مع إيران، وجد بايدن نفسه غير قادر على إرغام طهران على شروطه وغير قادر على إغرائها بالمكافآت.
– مع إيران الآن يجد بايدن طهران هي اللاعب الذي يحدّد موعد ومكان وأطراف وقواعد التفاوض في «ڤيينا».
– مع روسيا، العلاقة صدامية وتنبّئ بتدهور في العلاقات بين واشنطن وموسكو.
– مع الصين، هناك خلاف تجاري عميق، وتناقض في الرؤية حول حق واشنطن في التدخّل الخارجي لملف حقوق الإنسان والحريات العامة في الصين.
– مع إسرائيل، هناك تأجيل وتعثّر بسبب انتظار نتائج الشكل النهائي للنظام السياسي في انتخابات إسرائيل وانتخابات فلسطين.
– مع السعودية، نصف تقارب ونصف إنتقادات.
– مع اليمن، خطأ استراتيجي في إسقاط تهمة الإرهاب عن الحوثيين فيما إعطائهم الضوء الأخضر للقيام بجرائم حرب ضد أهداف استراتيجية ومواقع مدنية في السعودية.
مع الشرق الأوسط ككل تم تجميد اتفاقات التسليح والمبيعات والتدريب وقطع الغيار مما وجه ضربة قاصمة للبنتاغون والمصالح الأميركية وفتح الباب على مصراعيه لمصانع السلاح في موسكو وبكين وباريس ولندن وكوريا الشمالية.
مشكلة فريق بايدن رغم إحترافيته أنه يتعامل مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة ولديه 3 قيود داخلية:
1- قيد نفسي سياسي أنّ بايدن لا يريد أن يكون مجرّد استمرار لأوباما.
2- قيد داخلي أنّ تركيبة التحالفات داخل مجلس الشيوخ لا تتيح له الأغلبية التصويتية اللازمة لتمرير قرارات كبرى.
3- ان دونالد ترامب، ما زال موجوداً على مسرح الأحداث لكونه يمتلك قاعدة شعبوية مؤثرة داخل جمهور الحزب الجمهوري تقوم بابتزاز النواب والشيوخ وحكام الولايات حالياً حتى موعد الانتخابات التجديدية للمجالس التشريعية بعد 22 شهراً.
أزمة بايدن هي أنّ الواقع الحالي أعقد بكثير من إصلاحه ومشروعاته التي وعد بها وهو مرشح رئاسي.
نجح بايدن حتى الآن في التعامل المبدئي مع ملف كورونا واستطاع في أول مائة يوماً أن يحقق نجاحاً قياسياً في مسألة التطعيم ضد الڤيروس.
نجح بايدن أيضاً في البدء في ترميم كثير من الشؤون السياسية مع الحلفاء في الاتحاد الاوروبي ودول «التافتا».
تحديات بايدن: هي الحرس الثوري الإيراني، دونالد ترامب، فلاديمير بوتين، الرئيس الصيني تشي، بنيامين نتانياهو، رجب طيب أردوغان.
هنا يصبح السؤال من سيبقى منهم على مسرح التأثير الدولي؟ هل يبقى هؤلاء بمشاكلهم السياسية؟ أم يذهب هو بمشاكل الداخل والعمر والصحة؟
مواضيع ذات صلة :
بوتين يُحدّث “العقيدة النووية”.. محاولة روسيّة لرسم “خط أحمر” للولايات المتحدة وحلفائها | لقاء مرتقب بين بايدن وترامب | نتنياهو لبايدن: مقتل السنوار “بداية النهاية” لحرب غزة |