هوكشتاين يطأ بيروت وإسرائيل تكثّف النار


خاص 25 تشرين الأول, 2024

قبل أيام حط في بيروت مجدداً المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين محاولاً تسويق صيغة لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701 مضيفاً عليهما هذه المرة انتخاب الرئيس، ورفض أن يكون حاملاً أية تعديلات وإنما آلية للتطبيق، كما أنه لم يطرح أي تراتبية أو تدرج في تحقيق واحدة من القضايا الثلاث الملحة

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

الجميع يريد انتخاب رئيس للجمهورية والجميع يطالب به. لكن من ومتى وكيف؟ تكثر الأسئلة وتكاد تنعدم الأجوبة عليها.

بطبيعة الحال الحرب الوحشية الإسرائيلية على لبنان التي تكثفت منذ شهر جعلت الطلب ملحاً وزادت من الأسئلة بعد مضيّ سنتين على الفراغ الرئاسي الذي بدأ يعوّدنا عليه “حزب الله” الذي يريد وقف إطلاق النار أولاً قبل انتخاب الرئيس، ولكن وقف إطلاق النار يحتاج إلى مفاوضات.

كما يصر “حزب الله” ونبيه بري المكلف به ومنه، وهو ما قاله وأكده نعيم قاسم الذي لا يزال يقوم بدور نائب الأمين العام، أنّ غير وقف إطلاق النار “تفاصيل عندما يحين وقتها تناقش وتتخذ فيها القرارات”. إذاً انتخاب الرئيس هو تفصيل بالنسبة لقاسم وأيضاً لبري الذي يسهل كعادته الأمور في الظاهر ثم يجعلها معقدة وغير قابلة للتحقيق عندما يشترط أن يسبقها وقف إطلاق النار، ثم يبتدع “الرئيس التوافقي” الذي يتطلب برأيه 86 صوتاً لانتخابه. فهل هذا هو التكليف-التسهيل؟ كذلك يطالب رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي الذي يصرف الأعمال بوقف إطلاق النار وانتخاب الرئيس وبتطبيق القرار 1701. إذ أن الموقع والدور يفرض ذلك، ولكن كما يقول المثل “لا حول ولا قوة…” أكثر من أن يعلن بحزم ولو متأخراً رفضه للتدخل ومحاولة الوصاية الإيرانية على لبنان. إلا أنه غير قادر على فرض ضرورة انتخاب الرئيس لأن لا نواب لديه ولا حتى هو نائب في البرلمان، عدا عن أنه ساير “النهج الممانع” طيلة وجوده في السراي. في المقابل، فإنّ جنبلاط يريد انتخاب رئيس وكذلك المعارضة من “القوات اللبنانية” إلى الكتائب إلى “تجدد”، وحتى العونيون الذين خرجوا من صف “الممانعة” بعد أن شاركوا في التعطيل في المرة السابقة إلى جانب “حزب الله” الذي تمكن من فرض ميشال عون رئيساً، والآن هجر جبران باسيل التعطيل والممانعة وراح يتهم “حزب الله” بجر لبنان إلى الحرب, والآن يريد انتخاب رئيس قبل وقف إطلاق النار ! كلام بكلام…

وقبل أيام حط في بيروت مجدداً المبعوث الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين محاولا تسويق صيغة لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701 مضيفاً عليهما هذه المرة انتخاب الرئيس. وبغض النظر عن الجدل والنقاش الذي أثير حول إدخال تعديلات على القرار 1701 أو فرضه تحت البند السابع، فإنّ هوكشتاين رفض أن يكون حاملاً أية تعديلات وإنما آلية للتطبيق، كما أنه لم يطرح أي تراتبية أو تدرج في تحقيق واحدة من القضايا الثلاث الملحة. والغريب أنّ الاثنين، سواء بري أو هوكشتاين يؤكدان أنّ محادثاتهما كانت جيدة ومثمرة. علماً أنّ هوكشتاين يريد أن يحمل أجوبة إلى إسرائيل على مقترحاته، وهي المستمرة بالفتك باللبنانيين وتدمير البلدات والقرى في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي قبل يوم من الأمس عن استخراج جثة السيد هاشم صفي الدين الذي اغتالته إسرائيل بعد أيام قليلة من اغتيال السيد حسن نصرالله، والذي كان معداً لتسلم زعامة “حزب الله” بعد نصرالله، وأفاد بيان الجيش الإسرائيلي أنّ مع صفي الدين نحو خمسة وعشرين جثة أخرى لقياديين لم يعلن عنهم “حزب الله” ويتكتم عنهم حتى الآن. وتستمر إسرائيل في تصفية مسؤولين وكوادر وتلاحقهم أينما وجدوا، سواء في الجنوب أو في البقاع أو في بيروت، أو حتى في جبل لبنان والشمال حيث لا تواجد أساساً لـ”حزب الله”. ويسترسل بعض مسؤولي الحزب بالتبجح عن استعادة الدور وتحقيق بطولات في المواجهة البرية جنوباً في وقت يتوغل الجيش الإسرائيلي ويتقدم ويسيطر على أكثر من ثلاثين قرية ويقطع الخطوط الخلفية التي من شأنها أن تومن الانسحاب لمقاتلي “حزب الله” رغم أنّهم يحظون بدعم ضباط من “الحرس الثوري” الذي يشارك في العمليات العسكرية في الجنوب. فهل تريد إسرائيل وقف الحرب وهي تستمر في القصف حتى عند وصول هوكشاين إلى بيروت، وعن أي وقف لإطلاق النار يتم الحديث وعن أي تطبيق للقرار 1701 ؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us