الأبيض يكشف عن 55 اعتداءً إسرائيليًا على المستشفيات
قدّم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور فراس الأبيض، تقريرًا موثقًا يتضمن جردة تفصيلية باعتداءات العدو الإسرائيلي على القطاع الصحي والإسعافي، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في نقابة الصحافة مع النائب فادي علامة، ممثلاً لجنة الصحة النيابية، والدكتور كامل مهنا، ممثلاً تجمع الهيئات الصحية والإسعافية والإنسانية، ونقيب الصحافة عوني الكعكي.
وتقرير وزارة الصحة يتضمن مقدمة تشرح أهداف التقرير وتداعيات الاعتداءات وتفاصيلها بالأرقام والتواريخ، بعدما عمدت وزارة الصحة العامة إلى توثيقها منذ بداية العدوان وإطلاع المسؤولين في لبنان والعالم عليها، ولا سيما المسؤولين في منظمات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي من واجبها حماية حقوق العاملين في المنشآت الصحية والإسعافية.
استهل الأبيض اللقاء بالدعوة إلى الوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء لبنان، سواء في القطاع الصحي أو الإعلامي، معبرًا عن أسفه “للإعتداء الآثم الجديد الذي ارتكبه العدو الإسرائيلي بحق الإعلام في حاصبيا”، مؤكدًا أن “قطاع الإعلام يقوم بالواجب نفسه الذي يقوم به العاملون الصحيون”.
ولفت إلى، “سقوط ثلاثة عشر شهيدًا من الإعلاميين في لبنان، من بينهم من استشهدوا في ثلاثة استهدافات مباشرة”.
في مقدمة التقرير حول الاعتداءات على القطاع الصحي، أوضح الأبيض، أن “التقرير يشكل وثيقة تهدف إلى تسجيل الاعتداءات على العاملين الصحيين والمرافق والمنشآت الصحية خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، وهو انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقات جنيف التي تنص على حماية المدنيين والعاملين الصحيين والمنشآت الطبية في أوقات النزاع”. كما تهدف الوثيقة إلى تكريم الأبطال الذين استشهدوا خلال أدائهم واجبهم الإنساني، والمطالبة بالمحاسبة، وإعادة التشديد على المسؤولية الجماعية في حماية العاملين الصحيين والإسعافيين والمنشآت الصحية في زمن الصراعات.
تابع الأبيض قائلاً: “بناءً عليه، يهم وزارة الصحة العامة التأكيد على النقاط التالية”:
أولاً: الانتهاك الخطير للقانون الدولي:
إن الاستسهال في تعمد استهداف العاملين الصحيين والإسعافيين والمنشآت الصحية يشكل انتهاكًا لمبدأ التناسب والتمييز، وهو حجر الأساس في القانون الإنساني الدولي.
إن الاعتداءات ليست أحداثًا منفصلة، بل تعكس عدم اكتراث بالمعايير الإنسانية، مما يتسبب بأذية كبيرة للمجتمعات الضعيفة والهشة من خلال إعاقة حصولها على الرعاية المنقذة للحياة.
ثانيًا: واجب التوثيق والتحقق:
إن هذه الجردة الوثيقة تشكل أداة أساسية لجمع الاعتداءات والتحقق منها وحفظها بالتواريخ التي حصلت فيها، مما يؤكد توثيق كل الاعتداءات من دون استثناء وحفظ ذكرى كل حياة فقدت.
إن التوثيق خطوة ضرورية وحتمية في اتجاه السعي للمحاسبة وضمان عدم تجاهل الانتهاكات أو نسيانها أو السماح بتكرارها.
ثالثًا: توجيه التحية لشهداء الرعاية الصحية الأبطال:
نقدم هذه الوثيقة إهداءً لذكرى العاملين الصحيين والإسعافيين الذين قدموا حياتهم خلال أدائهم مهمة الاهتمام بالآخرين. إن تضحياتهم تعكس المخاطر التي يواجهها العمال الإسعافيون والصحيون في الصفوف الأمامية في زمن الحرب.
إننا حريصون على تكريم شجاعتهم والتزامهم، مؤكدين التزامنا برفع الصوت للدفاع المستمر عن حماية الرعاية الصحية في لبنان.
رابعًا: حرمة خدمات الرعاية الصحية والعاملين الصحيين:
إن الطابع الحيادي لخدمات الرعاية الصحية والعاملين الصحيين يستدعي الحماية، ويوجب عدم المس به حتى في أوقات النزاع، لأن هذه المنشآت وهؤلاء الأفراد يمثلون الالتزام الإنساني الجماعي بتخفيف المعاناة والحفاظ على الحياة.
نشدد على الحاجة لإعادة التأكيد على حرمة الرعاية الصحية، وأن الاعتداء عليها هو اعتداء على القيم الإنسانية المشتركة.
خامسًا: نداء للمجتمع الدولي:
ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في تطبيق القانون الإنساني الدولي، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، والتأكد من عدم تكرار ارتكاب هكذا فظاعات.
إن هذه الجردة الوثيقة تشكل من جهة شهادة على الانتهاكات، ومن جهة أخرى تذكر بأن العدالة لا يمكن أن تكون انتقائية. إن الإفلات من العقاب يؤدي إلى المزيد من الانتهاكات المستقبلية.
سادسًا: دعوة للمسؤولية الجماعية والتضامن:
لا نتطلع فقط إلى توثيق الماضي، بل نطالب بالتضامن من خلال تقرير خطوات عملية. هذه الدعوة موجهة إلى كل ذي ضمير وكل الدول والمنظمات الدولية والأفراد للانضمام إلى الدفاع عن الرعاية الصحية في زمن الصراعات.
الدروس المستقاة من هذه الحرب تتخطى الحدود، وتسلط الضوء على أن حماية الرعاية الصحية واجب جماعي. أي تهديد يطال أي رعاية صحية في أي مكان من العالم، سيطال مبدأ حماية هذه الرعاية بشكل إجمالي، ولن يكون أي منها آمنا بشكل فعلي.
تابع الأبيض مؤكدًا أن “التقرير يوثق الاعتداءات بالمكان والزمان وطبيعة الاعتداءات، ليس لردع إسرائيل، بل لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته. إن وزارة الصحة العامة تريد أن تكون شاهدة على ما يقوم به العدو من خرق للقوانين”.
وأعلن الأبيض عن، خريطة الاعتداء على المستشفيات كالتالي:
تسجيل 55 اعتداء على المستشفيات، منها 36 استهدافًا مباشرًا للمستشفيات.
إقفال 8 مستشفيات بشكل قسري، والعمل الجزئي في 7 مستشفيات.
خلال هذه الاستهدافات، استشهد 12 شخصًا وأصيب 60 بجروح، وتضررت 24 آلية.
الاعتداءات على الجمعيات الإسعافية:
في خريطة الاعتداءات على الجمعيات الإسعافية، أكد الأبيض، أن الاستهدافات تشمل جميع الجمعيات الإسعافية التي تعمل في لبنان، ويمكن مراجعة التفاصيل الواردة في التقرير للتأكد من الموضوع، حيث يتبين التالي:
عدد الاعتداءات على الجمعيات الإسعافية بلغ 201.
عدد الشهداء الذين سقطوا 151.
عدد الجرحى 212.
مجمل شهداء القطاع الصحي والإستشفائي حتى الآن هو 163 شهيدًا و272 جريحًا.
عدد المراكز المستهدفة 51.
عدد سيارات الإسعاف المستهدفة 158.
عدد سيارات الإطفاء المستهدفة 57.
عدد آليات الإنقاذ المستهدفة 15.
وأشار الأبيض إلى “سقوط 8 شهداء مسعفين في مثلث العديسة الطيبة رب تلاتين قبل أسبوعين، ولا يزالون في ثلاث سيارات الإسعاف حتى الآن بسبب رفض العدو الإسرائيلي السماح بسحب جثامينهم. كما لا يزال 6 عاملين إطفاء تحت الردم في برعشيت ولم يتمكنوا حتى الآن من سحب جثامينهم”.
الاعتداءات على مراكز الرعاية الصحية الأولية:
تابع الأبيض معلنًا أن “الاعتداءات الإسرائيلية على مراكز الرعاية الصحية الأولية هي كما يلي:
اعتداءات مباشرة على 25 مركزًا.
58 مركزًا مقفلًا قسرًا بسبب الاعتداءات الحاصلة في محيطه”.
وختم الأبيض مؤكدًا أن “وزارة الصحة العامة تعتبر أن الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع الصحي والإسعافي في لبنان هي اعتداءات مباشرة ومقصودة، ولا يستطيع العدو الإسرائيلي الذي يتبجح بأن لديه معلومات استخبارية دقيقة عن كل ما يحصل في كل بقعة من لبنان أن يقول إن الاستهدافات حصلت خطأ أو من غير قصد. إنها جريمة حرب. ولذلك، تشكل هذه الجردة الوثيقة محور تعاون مع وزارة الخارجية لتقديم شكوى أمام مجلس الأمن والجمعيات الحقوقية في لبنان”.
مواضيع ذات صلة :
أضرار جسيمة إثر غارة الدوير | إصلاح الأعطال بالشبكة الكهربائية في صور | يومٌ دامٍ في البقاع على وقع الغارات الأعنف! |