لبنان يترقّب “نضوج” اتصالات وقف النار.. هل من “نهاية قريبة” للحرب؟!
على الرغم ممّا يظهر من انسداد لأفق الحلّ في لبنان حتى اللحظة، وتصاعد المواجهات الميدانيّة وتوسع رقعة الاستهدافات الإسرائيلية، كان لافتًا أمس التصريحات التي نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول رفيع بشأن اقتراب انتهاء العملية البرية في لبنان، قائلًا إنّها قد تتواصل لمدة أسبوع أو سبوعين.
في هذا السياق أيضًا، وفيما تبدو المستويات السياسية والرسمية على اختلافها في لبنان في حال انتظار نضوج حركة الاتصالات الخارجية الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار، توقّع مرجع سياسي في حديث لـ “الجمهورية” نهاية قريبة للحرب.
وقال المرجع: “هناك عاملان يعززان احتمال انتهاء الحرب في وقت قريب، الأول، هو أنّ الجهود الدولية تتسمّ بجدّية فائقة، والأميركيون أكثر حماسة في هذه الفترة، والفرنسيون جادون جدًا. وأما العامل الثاني فهو الميدان العسكري الذي يعاكس الأهداف الإسرائيلية ويمنع تحقيقها، وكما نرى فإنّ الميدان يتصاعد وخسائر إسرائيل تتصاعد أيضًا، وتبعاً لذلك فإنّ ميدان المواجهة يتولّى حاليًا مراكمة وقائع من شأنها أن تعجّل في وقف إطلاق النار، وبلوغ تسوية لا تمسّ بسيادة لبنان”.
إجماع دولي على الـ1701.. ولا توجّهات لتعديله
إلى ذلك، وفي موازاة تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أنّ ما يجري بحثه الآن هو التفاهم على وقف إطلاق نار نهائي، مشدّدًا على التمسك بالقرار 1701، أبلغ دبلوماسي أممي “الجمهورية” “أنّ القرار 1701 يشكّل المرتكز الأساس لوقف العمليات العدائية، الذي يستوجب التقيّد الكامل والشامل والصارم من قبل كل الأطراف بكل مندرجاته، وتوفير كل الدعم لقوات حفظ السلام ورفدها بكل ما يمكنها من إنجاز مهمّتها في حفظ الأمن والاستقرار على جانبي الخط الأزرق”.
وردًا على سؤال عن المطالب الإسرائيلية بتعديلات لهذا القرار، قال الدبلوماسي: “القرار واضح وثابت، وحتى الآن لا توجد أي توجّهات لتعديله، أو صياغة قرار جديد، بل بالعكس، هناك إجماع دولي على هذا القرار”، مشيرًا إلى “أننا سمعنا كثيرين من مسؤولي الدول المشاركة في قوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني، ولا سيما من الفرنسيين، يتحفظون أو لا يوافقون على المسّ بالقرار 1701”.
وبحسب معلومات موثوقة لـ “الجمهورية”، فإنّ ما حُكي عن مطالب وشروط إسرائيلية لوقف إطلاق النار على جبهة لبنان، (حق القيام بعمليات برية، والطلعات الجوية الدائمة في الأجواء اللبنانية)، كانت محل بحث ونقاش بين مسؤول لبناني ومسؤول أوروبي رفيع خارج لبنان، حيث شكّك المسؤول الأوروبي بجدّية هذه المطالب، وأبلغ إلى المسؤول اللبناني أنّ “مثل هذه المطالب تطيح بالقرار 1701، فضلًا عن أنّه لا يمكن لأي دولة ذات سيادة ومهما كانت ضعيفة أن تقبل بها”.
“رؤية متكاملة” لأمن الجنوب وإنهاء الفراغ الرئاسي!
في إطار متصل، أعلن مصدر وزاري لبناني أن “الموقف الرسمي اللبناني موحد من كل القضايا الملحة القائمة راهنا”.
ولفت المصدر في حديث لـ”الأنباء” الكويتية، إلى “تمسك لبنان بالتفاهم على وقف إطلاق النار النهائي، مشيرًا إلى أن “التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل هو أولوية لبنانية ملحة، ويؤسس لمسار يهدف إلى ضرورة تحقيق استقرار طويل الأمد وعدم الاكتفاء بوقف مؤقت للأعمال العدائية”.
وقال: “يركز هذا الطرح على حماية الجنوب من أي مواجهات متكررة تهدد الأمن الوطني”.
وأوضح المصدر أن “الموقف اللبناني ينطلق من أن الجيش اللبناني سيتولى الجانب التنفيذي من القرار الدولي 1701، ما يعكس ثقة بدور الجيش في المحافظة على سيادة لبنان وضمان الاستقرار”، لافتًا إلى أن “هذا التوجه يدعم فكرة تعزيز الثقة بالجيش باعتباره الجهة الوطنية القادرة على ضبط الأمن ومواجهة التهديدات المتكررة، ونزع كل الذرائع من إسرائيل”.
وأشار إلى أن “التأكيد المستمر من القيادات الرسمية اللبنانية على بدء العمل لانتخاب رئيس توافقي فور تحقيق وقف إطلاق النار، يعكس إصرارًا على إنهاء الفراغ السياسي بأسرع وقت ممكن”.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |