لبنان أمام المزيد من الرهانات؟
ترجمة “هنا لبنان”
كتب Marc Saikali لـ “Ici Beyrouth“:
أهذا هو شكل الرد المرتقب على الرد؟ مواقع عسكرية مقابل مواقع عسكرية. لا تجاوز لأي خطوط حمراء.
بالمختصر، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي نحو عشرين قاعدة عسكرية في عدة مناطق في إيران، وتحديداً في طهران. وفي ختام المهمة، عادت نحو مئة طائرة إسرائيلية مقاتلة إلى قواعدها. لم يمس أحد بالمنشآت النووية ومحطات إنتاج المواد الهيدروكربونية وفاء “للوعد”. لا أحد يرغب بانجرار المنطقة إلى صراع شامل. ويبدو أن الأميركيين لم ينجحوا فحسب بضبط حدة الرد، بل إن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن هذه الحلقة الأخيرة يجب أن تمثل نهاية المواجهة بين إسرائيل وإيران. بالتالي، يبقى كل شيء تحت السيطرة، على هذه الجبهة. الإيرانيون في حال جيدة بشكل مفاجئ. فماذا الذي يحدث خلف الكواليس؟ وما هو الثمن الذي وافق الإيرانيون على دفعه مقابل هذه الدرجة من ضبط النفس؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بأن تحمل لنا الإجابة. ولكن ما شهدناه بالفعل يمنح بعض المؤشرات. وبمجرد طي صفحة تبادل التهديدات وإعلانات الانتصار، ستعود الأنظار كالعادة إلى لبنان. فهل سنشهد تجدد أعمال العنف، أم بداية انحسار المعارك؟
إيران تخلت بوضوح عن حلفائها وتركتهم لمصيرهم.. لا يحتاج مثل هذا الاستنتاج لقدرات تنبؤ خارقة. وعلى حزب الله أن يحسم أمره: فإما أن يستمر في حرب لا ناقة للبنان فيها ولا جمل، وإما أن يفكر بطريقة تنقذ وجوده السياسي. ولعل أذكى طريقة ممكنة للبقاء والتحرر من نفوذ طهران المالي والعسكري تكمن في “لبننة حزب الله”. ولكن هذا الطرح الشهير منوط بوجود شخصية تتحلى بالشجاعة.. شخصية قادرة على أن تشرح لمن فقدوا كل شيء، أنّ حرب 2024 لم تكن سوى ورقة ضغط لإيران قبل التفاوض. في بعض الأحيان، تكمن الحكمة في قول الحقيقة: ليس هناك من “محور للمقاومة” ولا من “وحدة ساحات”.. لقد خدع اللبنانيون الذين صدقوا ذلك (وأعدادهم تتناقص). لقد تركوا في الميدان.. دون أي سند، وفي حالة من الضعف. لقد آن الأوان للتحرك. ولن ينجح أحد بإخراج البلاد من دوامة العنف والدمار. الأمر منوط بالحلول الداخلية، ولا بد من ترك النقاشات والانتقال إلى مرحلة العمل الفعلي.
ولعل أهم الأولويات تقتضي رص الصفوف والوقوف خلف الجيش اللبناني وقائده. بهذه الطريقة فقط، يمكن تجنب الفوضى الداخلية. وبالتوازي، لا بد من انتخاب رئيس، دون التوقف عند “الترتيبات” و”المظلات” الدولية المتأخرة. الجيش جاهز للانتشار على الحدود وكفانا عراقيل سياسية! لا بد من تنفيذ قرارات الأمم المتحدة. كل ذلك من أجل مصلحة لبنان وشعبه الذي يتحمل وحده وطأة المعاناة. لقد دقت ساعة العمل.. لبنان ليس منفذاً لطموحات الآخرين والوقت لا يحتمل الإضاعة!
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |