رجالات الحرب.. رجالات العام
برزت أسماء وغابت أسماء، وصار بإمكان أي مراقب تعداد الشخصيات الأكثر تأثيرًا أو تلك التي غادرت من دون أن تغادر.. فدخلت التاريخ من بوابة الحرب.. يتصدر هذه الأسماء يحيى السنوار ونصرالله، ويُحسب للسيد حسن أنه اغتيل في مركز قيادته في ضاحية بيروت الجنوبية مثله مثل السنوار في غزة، ولم يهرب كغيره من أرض المعركة..
كتب بشارة خيرالله لـ “هنا لبنان”:
بعد سنة ونيف على عملية طوفان الأقصى وبعد شهر ونيف على اشتداد وتيرة الحرب، برزت أسماء وغابت أسماء، وصار بإمكان أي مراقب تعداد الشخصيات الأكثر تأثيرًا أو تلك التي غادرت من دون أن تغادر.. فدخلت التاريخ من بوابة الحرب.
يتصدر هذه الأسماء يحيى السنوار، زعيم حركة حماس الذي نفّذ عملية طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر، والذي ورّط غزّة وأهل غزّة وورّط لبنان وأهله بحرب لم تكن في الحسبان، فتدمرت غزّة على رؤوس أهلها وانتقل الإسرائيلي من حالة الصدمة إلى حالة الاستشراس، ما أدى في أخر المطاف إلى قتل السنوار، الذي أصبح بنظر فئة من الناس بطلًا دخل التاريخ بيده المقطوعة وعصاه الخشبية التي ضرب فيها المسيّرة قبل لحظات من مصرعه.
أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، عاش الحياة السياسية كأسطورة ينتظرها الجميع لتحديد البوصلة السياسية ومعرفة اتجاهات الأمور، إلى أن انزلق خلف السنوار في اليوم التالي على عملية العصر، وغرق وحزبه في ترجمة خاطئة لكيفية الدفاع عن فلسطين، في معركة لم يوافق عليها أي لبناني يخاف على وطنه.. وفي نهاية المطاف، تجرأ الإسرائيلي على اغتياله في عملية لم تكن محسوبة أو متخيلة.. ومع ذلك، يُحسب للسيد حسن انه اغتيل في مركز قيادته في ضاحية بيروت الجنوبية مثله مثل السنوار في غزة، ولم يهرب كغيره من أرض المعركة..
بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل المتعثرة قبل عملية طوفان الأقصى، التي بفضلها وبفضل يحيى السنوار ومحمد الضيف استعاد عافيته السياسية، وبدلًا من دخوله السجن بسبب ملفات فساد كانت تلوح في الأفق، دخل التاريخ من بابه العريض وحصل على تأييد إسرائيلي ليس له مثيل، كما حصل على تأييد العالم أجمع لكل ارتكاباته بحجة الدفاع عن الوجود، كيف لا، وهو من تجرأ على اغتيال اسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف وحسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين وخليفة خليفته نبيل قاووق، وأبهر العالم بعملية استخباراتية ضخمة أدت في نهاية المطاف إلى تفجير أجهزة “البايجر” بشكل سينمائي غير متخيل ولم يكن في الحسبان.. أحد العارفين في الشأن الاسرائيلي، لا يستغرب طبع عملة جديدة عليها صورة نتنياهو.
أفيخاي أدرعي، الضابط الإسرائيلي الضليع باللغة العربية، الذي يتصدر المشهد كل ليلة ليحدد الأمكنة الخطرة ومكان الاستهداف ويسيّر حياة سكّان المناطق المستهدفة على إيقاع تغريداته، حتى وصل الأمر إلى القلق عندما يتأخر عن موعد إطلالته المسائية.
السيد محمد علي الحسيني، صاحب مقولة “إجمع شملك واعهد عهدك واكتب وصيتك، فمن اشتراك، باعك اليوم”، التي سبقت اغتيال السيد حسن نصرالله، وساهمت في نجومية السيد المعمم، الذي تنتظره الجماهير لتقدير ما يمكن تقديره بين سطور كلماته، وهو العالِم بتركيبة “حزب الله”، ما يُسهِّل عليه التقدير، والإيحاء بأنه يعلم كل شيء.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ربط الساحات بدأ في إيران وانتهى في إسرائيل | أي سحرٍ يحوِّل هزيمة “الحزب” إلى انتصار؟ | أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء |