“حفظة السلام” يتمسّكون بمواقعهم جنوبًا.. واقتراحات هوكشتاين تصطدم بتعنّت نتنياهو
لا تزال المقترحات الدبلوماسيّة لوقف التصعيد عاجزة حتى اليوم عن تحقيق تقدم نوعي يوقف آلة الحرب التي عاثت دمارًا في جنوب لبنان، وهجّرت أهل الأرض من ديارهم، حتى بات البلد يواجه واحدة من أكبر موجات النزوح في تاريخه، في ظلّ أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية تتخبّط فيها البلاد.
في هذا السياق، أشارت صحيفة “الجمهورية”، إلى أنّ بعض الرسائل السياسية والاستهدافات (كتلك التي تعرّض لها وسط مدينة صور أمس) إنما تختزن ضغوطًا على الرئيس نبيه بري لدفعه إلى تقديم تنازلات جوهرية، بالترافق مع زيارات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وغيره، الأمر الذي ردّ عليه رئيس المجلس أمام زواره قبل أيام بتأكيد ثباته في المفاوضات على الموقف الذي يحمي حقوق لبنان وكرامته، قائلاً: “إرادتي مثل البريستو (طنجرة presto) وأنا لا أمشي تحت الضغط، سواء كان ناريًا أم سياسيًا. ويضيف: “كله يهون أمام أرض الجنوب”.
مصادر عين التينة: أي شروط تمسّ بسيادة لبنان “مرفوضة”
ويشير بري، وفق زواره، إلى أنّ “لا مناص في نهاية المطاف من العودة إلى القرار 1701 مهما تأخّر الوقت، ولكن نتنياهو يصرّ للأسف على مواصلة سفك الدماء ويقيس الأمور على ميزان حرارة لم يعد صالحًا، ويتمثل في ما يعتبرها إنجازات حققها منذ فترة، إلّا أنّها توقفت وبالتالي بدأ الوضع الميداني للعدو الإسرائيلي يتخذ مسارًا انحداريًا، فلماذا الاستمرار في تضييع الوقت”؟
في هذا الإطار، أكّدت مصادر عين التينة لـصحيفة “الجمهورية” أنّ “أي شروط أو طروحات تمسّ بسيادة لبنان، هي مرفوضة وساقطة كليًا أمام القرار 1701 الذي نلتزم به ونصرّ على تنفيذه بكل مندرجاته، وبالتالي لسنا معنيين بكل ما يُحكى في الإعلام وغير الإعلام عن ملحقات أمنية أو سياسية سرّية أو علنية لهذا القرار”.
اقتراحات هوكشتاين تصطدم بتعنّت نتنياهو
إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية عبر “الأنباء” الإلكترونية، أن المبادرة التي يحملها هوكشتاين، والتي تصطدم بتعنّت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتضمن تسعة بنود: الاتفاق على هدنة لمدة 21 يومًا للبدء بتطبيق القرار 1701، وقف الأعمال الدعائية وتراجع حزب الله بسلاحه وعتاده من منطقة جنوب الليطاني إلى شماله، كما انسحاب إسرائيل إلى ما وراء خط الانسحاب عام 2000، وتعزيز وجود الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني بـ 8000 جندي، إضافة إلى الدعوة لمؤتمر دولي لدعم الجيش بالعتاد والتمويل والتدريب لإنجاز المهمة، كما تشكيل لجنة أميركية فرنسية بريطانية ألمانية بمشاركة دول أخرى مهمتها مراقبة آلية التطبيق خصوصًا لجهة انسحاب الحزب إلى شمال نهر الليطاني. وانسحاب إسرائيل خلف الخط الأزرق.
كذلك، إيجاد آلية قانونية تتيح لقوات اليونيفيل العمل بحرية في منطقة جنوب الليطاني، وذلك بالتنسيق مع الجيش اللبناني، في حال تبين وجود أي منشآت أو مبنى يشتبَه بخرقه القرار الأممي، وتعزيز الرقابة من قبل الجيش اللبناني في مطار رفيق الحريري الدولي.
بدورها، أكدت مصادر رسمية لبنانية لـ “الأنباء الكويتية” أن الجيش اللبناني قادر على تولي الأمن مع زيادة عدده وتجهيزه بالأسلحة الضرورية بالحد الأدنى من دون مبالغات، “لأنه ليس المطلوب تحقيق توازن في العتاد لجهة نوع السلاح وحجمه. فمثل هذا التوازن هو ضرب من الخيال ولا جدوى منه، لأن قوة الجيش اللبناني هي في قوة القرار السياسي، وإعطائه كامل الصلاحيات لتولي الأمن وليس بقوة السلاح”.
اليونيفيل: لا يزال حفظة السلام في جميع مواقعهم في جنوب لبنان
أكدت قوات “اليونيفيل”، اليوم الثلاثاء، أن حفظة السلام لا يزالون في جميع مواقعهم في جنوب لبنان، ويواصلون أنشطتهم العملياتية مع تكييفها بما يتناسب مع الوضع الراهن.
وتستمر قوافل الإمداد وعمليات تبديل وحدات اليونيفيل من وإلى لبنان كالمعتاد، رغم التحديات.
مواضيع ذات صلة :
هوكشتاين ينفي الحصول على ضوء أخضر إسرائيلي: “ليس دقيقًا” | الاتصال مقطوع مع هوكشتاين | تقدم كبير نحو اتفاق وقف النار.. ماذا في التفاصيل؟ |