تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض
حين بدأت الحرب فعليًا، وتحديدًا في السابع عشر من أيلول يوم تفجير أجهزة البيجر، بدأت إسرائيل عمليات تدمير البنى التحتية للحزب. التدمير توزّع في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية وفي البقاع ولم يستثنِ العاصمة بيروت، في بعض ضرباته، وكذلك بعض مناطق جبل لبنان .وبما أنّ الأنفاق والمستودعات تقع تحت منازل وأبنية سكنية، أو تمر بمحاذاتها، فإنّ التدمير تحت الأرض يعني دمارًا فوق الأرض
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
إلى أن تنضج الحلول، وهي ليست قريبة، ، يكون تدمير ما هو تحت الأرض، قد تسبب بدمار هائل فوق الأرض. لا جدال في أن حزب الله بنى ترسانته تحت الأرض ، ليس منها شيء ظاهر ، لا الصواريخ ولا المسيَّرات ولا الراجمات ولا المدفعية ولا الذخائر ولا خزانات الوقود . كل ذلك كان تحت الأرض ، إما في مستودعات وإما في أَنفاق .
حين بدأت الحرب فعليًا ، وتحديدًا في السابع عشر من أيلول ، يوم تفجير أجهزة البيجر، بدأت إسرائيل عمليات تدمير البنى التحتية للحزب . التدمير توزّع في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية وفي البقاع ولم يستثنِ العاصمة بيروت ، في بعض ضرباته، وكذلك بعض مناطق جبل لبنان .
الغارات التي شنتها إسرائيل استخدمت في بعضها القذائف الارتجاجية التي تُحدِث تصدعات وتدميرًا كبيرًا ، وبما أن المستودعات والأَنفاق تقع تحت منازل وأبنية سكنية ، أو تمر في محاذاتها، فإن التدمير تحت الأرض يعني دمارًا فوق الأرض ، وبما أن الأنفاق لا تمر تحت أراض لا أبنية عليها ، فهذا يعني أن تفجيرها ، لتدميرها ، سيؤدي حتمًا إلى دمار ما فوقها ، هذا ما حصل عند تفجير الأَنفاق في القرى والبلدات الجنوبية المحاذية للخط الأزرق ، وما ساهم في هذه العملية أن الجيش الاسرائيلي أسر عددًا من قوات النخبة ، قوات الرضوان ، وهؤلاء ساهموا في كشف خرائط الأَنفاق ما سهَّل عملية تفجيرها. وبما أن مئات الأطنان استُعمِلت في عملية التفجير ، فإنها أحدثت ما يشبه الزلزال واحدثت دمارًا هائلًا في منشآت ما فوق الأرض من أبنية ومتاجر واسواق تجارية .
الأمر ذاته حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تلقت سلسلة ضربات أشبه بالزلازل : من ضرب المربَّع الذي كان يقيم تحته الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى ضرب الذي كان يقيم تحته رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين إلى ضرب مقر إقامة الشيخ نبيل قاووق. كما أن بعض الضربات التدميرية أحدثت دمارًا هائلًا: في اغتيال القيادي فؤاد شكر إلى اغتيال القيادي ابراهيم عقيل .
الخطة العسكرية التي اعتمدتها إسرائيل ، والتي تختصَر بالتدمير ، هي التي أحدثت الدمار، وفي اعتقاد إسرائيل أنها تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد ، فعدا الاغتيالات التي نجحت في تنفيذها من جراء هذا التدمير ، فإنها تسببت بدمار هائل، ما يمكن أن يتسبب بامتعاض لدى البيئة الحاضنة لحزب الله من باب التساؤل عن كيفية إعادة إعمار ما تهدم ، وهنا لا يصح الحديث إلا عن إعادة إعمار ما بعد الإعصار ، فأي دولة أو دول ستجرؤ على مقاربة هذا الموضوع الهائل؟
إلى أن يأتي الجواب ، فإن اللبنانيين سيكونون أمام مشهد مخيف : تدمير تحت الأرض ودمار فوق الأرض . والمناطق التي ينطبق عليها هذا التوصيف ستكون شاسعة وفي أكثر من منطقة على امتداد الوطن.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | الحرب أسقطت ثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة” |