إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟
الهدف من التدمير الكلي للقرى الأمامية هو إيلام الأهالي والإثبات لهم أنّ “الحزب” لا يستطيع تطبيق شعاره “نبني ونحمي”، بل على العكس هو من ورّط الناس بدخوله حرب الإسناد وإصراره على ربط الساحات
كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:
تحولت المناطق المحاذية للشريط الحدودي إلى قرى منكوبة، لا سيّما قرى القطاع الغربي: يارين، الضهيرة، البستان، الزلوطية، مروحين وأم التوت، والتي حوّلتها الآلة العسكرية الإسرائيلية خلال أيام إلى “صحراء” خالية من الحياة.
هذه القرى وغيرها من البلدات الحدودية كانت قد تعرّضت إلى قصف إسرائيلي مركز قبل أن يتم تفخيخ المنازل وتجريف الطرقات، ما أدى إلى تغيير في معالمها.
ووفق إحصاء أولي نشره أحد فعاليات هذه القرى الست عن حجم الخسائر، فإنّ ما لا يقل عن 5000 وحدة سكنية وعشرات الفيلات، 9 مساجد، 15 قاعة اجتماعية، 6 مدارس رسمية وخاصة، 5 مباني قصور بلدية، مركزان طبيان، 6 مراكز دينية، مركز لجمعية، 14 خزان مياه، 15 بئر ارتوازي، 3 معاصر زيتون، آلاف الأشجار، بالإضافة إلى خسائر البنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء وهواتف وطرقات.. جميعها تم تدميرها.
شراء صور
لإستحالة الوصول إلى هذه المناطق في الوقت الحالي، يقوم أبناء هذه القرى بشراء صور مأخوذة من الأقمار الإصطناعية لمساحات ضيقة تُظهر لهم بيوتهم وأراضيهم، عبر أصدقاء وأقارب لهم يقيمون في الخارج، حيث أن هذه الصور لا يمكن الاطلاع عليها من لبنان، فهي لا يمكن تحديثها.
كذلك بعض الأهالي تعرفوا إلى منازلهم المهدّمة من خلال مقاطع فيديو ينشرها إسرائيليون على مواقع التواصل الإجتماعي، كُتب على إحداها “تم تحرير بلدتي يارين والضهيرة من قِبل الجيش الإسرائيلي”.
“ساحات مكشوفة”
وبحسب مصدر عسكري قال لـ”هنا لبنان” إنّ “الهدف من التدمير الكلي للقرى الأمامية هو إيلام الأهالي والإثبات لهم أنّ “حزب الله” لا يستطيع تطبيق شعاره “نحمي ونبني”، بل على العكس هو من ورّط الناس بدخوله حرب الإسناد وإصراره على ربط الساحات”.
أما أمنيًا، فيوضح المصدر لـ”هنا لبنان” أنّ الجيش الإسرائيلي يعمد على جعل المنطقة المقابلة لحدوده خالية من الأبنية بعدما أخلاها من ناسها بشكل كلي وتحويلها إلى ساحات مكشوفة، ما يسهّل مهمة مراقبة القرى الحدودية ويضمن عرقلة أي إمكانية لهجوم يستهدف شماله”.
ويضيف: “تستغل إسرائيل قدراتها الجوية العالية في التدمير الممنهج لبلدات الشريط الحدودي وتتبع إستراتيجية الأرض المحروقة، وهي تقول للبنان أنّها قادرة على إبعاد الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني بالقوة بعدما رفض ذلك”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الحرب تعيد أزمة جوازات السفر.. انتظار طويل وتزاحم و”كوتا”! | “محفوفة بالمخاطر”.. الحرب تخلق مهنة جديدة! | عن ذكريات محتها الحرب |