ترامب في سباق العودة للبيت الأبيض: هل يشهد التاريخ أول رئيس أميركي بفترتين غير متتاليتين؟
قد يدخل المرشح الجمهوري دونالد ترامب التاريخ إذا فاز بانتخابات 2024 ليصبح ثاني رئيس أميركي يشغل فترتين غير متتاليتين، بعد غروفر كليفلاند الذي فاز في 1884 ثم خسر وعاد للرئاسة في 1892. وتعد عودة ترامب للترشح بعد هزيمته الأولى حدثًا نادرًا لم تشهده الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن، في خطوة يراها مؤيدوه فرصة لاستعادة سياسات كانت محل جدل وتأثير.
سياسات ترامب: الهجرة على رأس الأولويات
يضع ترامب ملف الهجرة في مقدمة وعوده الانتخابية لعام 2024، حيث أعلن عن خطط لإصلاحات شاملة تهدف إلى خفض أعداد المهاجرين غير الشرعيين.
وتضمنت خططه “أكبر عملية ترحيل” في تاريخ الولايات المتحدة، إذ تعهد بطرد نحو 11 مليون مقيم دون تصريح قانوني، وتوسيع العمليات في مواقع العمل لتحديد العاملين غير القانونيين، وزيادة أعداد وكلاء حرس الحدود.
من ناحية أخرى، يعتزم ترامب استئناف بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، وتفعيل سياسة “البقاء في المكسيك”، التي تُلزم طالبي اللجوء بالانتظار خارج الولايات المتحدة حتى يتم البت في طلباتهم. كما صرح بأنه سيصدر أمرًا تنفيذيًا يلغي “حق المواطنة بالولادة”، الذي يمنح الجنسية لأي طفل يولد على الأراضي الأميركية. وقد أثارت هذه السياسات المقترحة انتقادات منظمات حقوقية، بينما يراها مؤيدوه ضرورة للحفاظ على أمن البلاد.
المخاوف الأوروبية من عودة ترامب
تثير عودة ترامب المحتملة قلق القادة الأوروبيين، الذين يخشون من تأثير سياساته الاقتصادية والأمنية. ومن المتوقع أن يتبنى ترامب نهج “القومية الاقتصادية”، ما قد يدفع نحو فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات الصناعات الأوروبية، في خطوة تهدد الاقتصاديات الأوروبية.
وفي السياق الأمني، تترقب الدول الأوروبية مدى التزام ترامب المحتمل بدعم حلف الناتو، خاصة في ظل أزمات متصاعدة مثل الحرب الروسية الأوكرانية. واستعدادًا لذلك، بدأت أوروبا في تطوير خطط لتعزيز دفاعاتها العسكرية وتقليل اعتمادها على الحماية الأميركية.
دور بارز للعرب الأميركيين
برز دور الناخبين العرب الأميركيين هذا العام كعامل مؤثر في بعض الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا، إذ يُقدر تأثيرهم المتزايد وسط تنافس شديد بين ترامب وخصومه. وتعمل الحملات الانتخابية على استقطاب أصواتهم، خاصة في قضايا السياسة الخارجية والقضايا المحلية التي تهم شريحة واسعة منهم، حيث قد تميل كفة الميزان في هذه الولايات بحسب أصواتهم.
ماذا لو تعادل المرشحان؟
هذا السيناريو قد يزيد التوترات، حيث تتوقع بعض التحليلات احتمالية التعادل في المجمع الانتخابي، ما يعني حسم الانتخابات عبر الكونغرس في تصويت خاص، وهي آلية نادرة لم تُستخدم منذ انتخابات 1800. وفي حال تحقق هذا السيناريو، يُمنح كل وفد ولاية في مجلس النواب صوتًا واحدًا لاختيار الرئيس، بغض النظر عن عدد السكان، مما قد يؤدي إلى توترات داخلية وزيادة التعقيد الدستوري.