غارات إسرائيلية مكثفة تستهدف “الجنوب”.. دمار واسع وسقوط شهداء!
يتواصل التصعيد في الجنوب، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على عدة مناطق، مخلفة شهداء وجرحى بين المدنيين وأضراراً جسيمة في الممتلكات.
وكانت الطائرات الإسرائيلية، قد شنّت اليوم الخميس، غارة على منطقة الآثار في مدينة صور، تزامنًا مع مرور موكب ضحايا عين بعال.
واستهدفت الغارة شقتين في مبنى داخل الحي، حيث قامت فرق الدفاع المدني بإجلاء السكان، وأسفرت الغارة عن إصابة أربعة أشخاص.
كما استهدفت غارة إسرائيلية سيارة عند حاجز الجيش اللبناني في صيدا، ما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء هم حسين أمين شومر وشقيقتاه ملاك وآلاء.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان أن “الجيش الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ثلاثة عسكريين من عناصر الحاجز وأربعة من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور”.
وفي بلدة الجديدة، نقل الصليب الأحمر اللبناني جثمان الضحية (س.ش) البالغة من العمر 74 عامًا بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منزلها ليلًا وأدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص، حيث نُقل الجثمان والمصابين إلى مستشفيات الهرمل.
وعثرت فرق الصليب الأحمر اللبناني أيضاً على جثتي ضحيتين شرقي بلدة برج الملوك، وتم انتشال الجثتين من المكان.
في المقابل، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية اليوم الخميس غارات هي الأقوى على منطقة تبنين، حيث استهدفت “حارة آل بري” ودمرت بشكل كامل منازل شقيقة الرئيس نبيه بري وعدد كبير من بيوت أقاربه. كما تعرض محيط المستشفى الحكومي في تبنين لغارة جوية تسببت بأضرار جسيمة في المبنى.
وأفادت قناة “روسيا اليوم” في وقت سابق بأن أربعة أشخاص من عائلة الأمين العام السابق لـ”حزب الله” حسن نصرالله، الذي اغتيل في أيلول الماضي، قد استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة البازورية جنوب لبنان أمس الأربعاء. والشهداء هم عم نصرالله وأولاد عمه وحفيدهم، حيث استهدفت الغارة منزلًا كانوا بداخله في البلدة.
من جهته، أطلق “حزب الله” دفعة صواريخ باتجاه مدينة حيفا المحتلة. وأفادت “القناة الـ12 الإسرائيلية” بأن مبنى في حيفا أصيب في الهجوم الصاروخي الأخير، فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو لسيارات محترقة بعد إصابتها بالصواريخ.
في حين يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته بتفخيخ وتفجير حي “الكساير” و”ضهر العاصي” شرقي بلدة ميس الجبل، مما يزيد من حدة الدمار في المنطقة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، اليوم الخميس، عن مقتل خمسة من جنوده وإصابة 16 آخرين خلال المعارك الدائرة في جنوب لبنان في الأسابيع الأخيرة.
121 غارة إسرائيلية خلال 24 ساعة
كما وزّع منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناصر ياسين التقرير الرقم 39 حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والوضع الراهن، وجاء فيه:
“خلال ال 24 ساعة الماضية تم تسجيل 121 غارة جوية على مناطق مختلفة من لبنان بمعظمها في النبطية (56 غارة) وبعلبك الهرمل (24 غارة) والجنوب (23 غارة) ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 12323 إعتداء.
صدر عن وزارة الصحة حصيلة الشهداء والجرحى خلال ال 24 ساعة الماضية حيث تم تسجيل 53 شهيداً و 161 جريحاً ليرتفع العدد الإجمالي منذ بدء الاحداث إلى 3103 شهداء و13856 جريحاً.
لتاريخه تم فتح 1145 مركزاً معتمداً لاستقبال النازحين منها 981 مركزاً وصلت للحد الأقصى من قدرتها الاستيعابية.
وصل العدد الإجمالي للنازحين المسجلين إلى 190740 نازحاً (45189عائلة) في مراكز الايواء حيث تسجلت النسبة الأعلى للنازحين في محافظة جبل لبنان وبيروت ولكن المقدّر أن النازحين هو أعلى بكثير.
من تاريخ 23 أيلول لغاية 7 تشرين الثاني 2024 سجّل الامن العام عبور 369055 مواطناً سورياً و 192739 مواطناً لبنانياً إلى الأراضي السورية.
تعمل اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الازمة مع كافة الوزارات المعنية على تأمين مراكز إيواء إضافية في مختلف المحافظات لاستقبال النازحين.
تقوم كافة الأجهزة الامنية بحفظ الامن والمساهمة في مساعدة النازحين وتوزيع المواد الغذائية والمحروقات وحماية مراكز الايواء ومنع عمليات الاحتكار ومراقبة الأسعار ومراقبة ضبط الحدود”.
أثار لبنان في خطر
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الثقافة اللبنانية، اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلي استهدف بالأمس مبنى “المنشية” التراثي في مدينة بعلبك، القريب جدًا من حرم القلعة، ما أدى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرار غير مباشرة بمحيطه التراثي والأثري. وكلف وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى المدير العام للآثار الأستاذ سركيس خوري بإعداد ملف مفصل عن هذا العدوان وما نتج عنه من أضرار.
كما كلف الوزير المدير العام خوري بالاجتماع فورًا مع الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين الأستاذ هاني شميطلي للتنسيق لتقديم شكوى عاجلة أمام الجهات الدولية المختصة، بهدف محاسبة الجيش الإسرائيلي على أفعاله التي تصيب البشر والممتلكات والمعالم التراثية والأثرية، والتي تعتبر جرائم حرب تستوجب المساءلة وفقًا لأحكام القانون الدولي.