“مواقف نعيم قاسم خيالية”… جعجع: الحملة ضد الجيش أكبر عملية تجنٍ وغشٍ نشهدها
أشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى إن الدعوة إلى جلسة انتخاب رئاسية يمكن أن تتم حتى في غياب الطائفة الشيعية، موضحًا أن الدستور والميثاق الوطني يجيزان ذلك.
وأكد في حديثه عبر برنامج “جدل” على قناة الـ”LBCI” أن الاعتراض على جلسات انتخابية إذا غابت عنها بعض الأطراف السياسية يتسبب في تعطيل البلد، مذكّرًا أن الرئيس نبيه بري قد رفض عقد الجلسات من دون مشاركة “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، وهو موقف يعود إلى عدم رغبته بعقد أي جلسة انتخابية، مشيرًا إلى أن هذا المبدأ خاطئ ويؤدي إلى تعطيل الانتخابات في لبنان منذ أكثر من أربعين عامًا.
كما أشار جعجع إلى أن الحل يكمن في تعديل الدستور أو الاستمرار بتطبيقه كما هو، رافضًا فكرة التوافق المسبق قبل الانتخابات الرئاسية. وفي معرض حديثه عن الأوضاع الداخلية، أكد جعجع رفضه لسياسة التخويف الدائم من الفتن، مشيرًا إلى أن لبنان مرّ في انتخابات نيابية صعبة قبل عامين ولم يحصل أي انفجار أمني. واعتبر أن محور الممانعة هو من عطل الانتخابات الرئاسية منذ البداية، بزعم أنه “لا رئاسة قبل وقف إطلاق النار”، في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة استراتيجية وإنسانية.
جعجع شدد على أن الفئة التي تعطل الانتخابات يجب أن تتحمل المسؤولية، داعيًا إلى أن يتوجه النواب الـ87 بشكل تلقائي إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس، في حال استمر الرفض. وأضاف أنه لا يمكن لأي مجموعة تعطيل البلد، لأن هذا يعني مشكلة أعمق تهدد الدولة. كما ذكر أن سياسة المسايرة التي استمرت 40 عامًا يجب أن تنتهي إذا أردنا الخروج من الأزمة.
فيما يتعلق بالحرب الدائرة، أشار جعجع إلى أن حسابات “حزب الله” كانت خاطئة، وهو ما أثبتته النتائج الميدانية، قائلاً إن خطاب الشيخ نعيم قاسم الأخير هو خير دليل على ذلك، حيث أن الحزب لا يدرك أن ما يحدث الآن هو ما كان يخطط له الإسرائيليون. واعتبر أن “حزب الله” يسعى لاستمرار القتال رغم أن ما يحدث في الواقع يخدم أهداف إسرائيل. كما انتقد حزب الله لعدم تطبيقه لقرار 1701، الذي من شأنه أن يحقق الاستقرار في الجنوب، مشيرًا إلى أن الحزب يرفض هذا القرار لأنه يشكل انتصارًا لإسرائيل.
جعجع طرح أيضًا سؤالًا موجهًا لحزب الله، قائلاً: “كيف وصل الإسرائيليون إلى البترون؟” معتبرًا أن الحزب هو المسؤول عن تسهيل وصول القوات الإسرائيلية إلى تلك المنطقة، لا الجيش اللبناني الذي لا يتخذ قرارات الحرب. كما أضاف أنه من غير المقبول أن يُهمّش الجيش اللبناني الذي كان في السابق مستهدفًا من قبل حزب الله كما في حادثة استشهاد الضابط سامر حنا. وأوضح أن الجيش لم يعد قادرًا على اتخاذ القرار في المعركة، وأن كل اللبنانيين يعرفون حقيقة ما حدث في البترون.
كما شدد على أن إسرائيل لم تجد صعوبة في تنفيذ عملية الإنزال في البترون، حيث استخدمت الزوارق المطاطية التي لا تلتقطها الرادارات، وأن الحزب لم يتحرك لوقف هذه العمليات. وأضاف أن موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي وصف تأخير “حزب الله” في فصل جبهة لبنان عن غزة بأنه شجاع، كان من المفترض أن يأتي في وقت مبكر.
جعجع أشار أيضًا إلى أن الحملة على الجيش اللبناني تهدف إلى تحجيمه لأن الجيش هو الوحيد القادر على سد الفراغ في الجنوب، لافتًا إلى أن تطبيق القرارات الدولية مثل 1559 و1701 سيكون الحل لتجنب المزيد من التدهور. وعلق على تصريحات الشيخ نعيم قاسم، معتبرًا إياها خيالية وتظهر أن حزب الله يواصل العيش في وهم رغم الواقع المرير.
وفيما يتعلق بالمواجهة العسكرية مع إسرائيل، أكد جعجع أن الإسرائيليين يواصلون الاستعدادات للمرحلة البرية الثانية، وأنهم يعملون على إبعاد “حزب الله” حوالي 30 كيلومترًا عن حدودهم. وتوقع جعجع أن تتواصل المعارك إذا لم يتم تطبيق القرار 1701 بشكل جاد. ورأى أن عدد الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله أصبح قليلًا، وأن الرد الإسرائيلي على الصواريخ التي يطلقها الحزب بات أكثر فاعلية.
جعجع تحدث أيضًا عن ضرورة بناء دولة لبنانية قوية من خلال انتخاب رئيس يمتلك مواصفات إنقاذية، وهو ما طرحه في “لقاء معراب”. وأضاف أنه لا يمانع ترشيح قائد الجيش، لكن يجب أن يكون هناك حوار مع مرشحي الرئاسة لمعرفة كيفية مقاربتهم للأمور السياسية، مثل معالجة مسألة التهريب على الحدود.
وأخيرًا، جعجع أكد أنه لا يخشى من اندلاع حرب أهلية في لبنان، قائلاً إنه لا يوجد فريق لبناني يود الحرب الأهلية، وأشار إلى أن اللبنانيين في مناطق مثل دير الأحمر أثبتوا أنهم قادرون على التعايش في الأوقات الصعبة. كما دعا إلى ضرورة التوقف عن المسايرة وأن يكون هناك موقف واضح، لأن لبنان لا يحتمل المزيد من التدمير.
مواضيع ذات صلة :
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | الجيش يضبط المطار: نموذج سيعمم على كل لبنان | عمليات دهم للجيش وتوقيف 8 أشخاص في مناطق مختلفة |