سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”!
أبرز قتلة الحريري “قُتلوا” في سوريا حيث استباح الحزب صوت الشعب ليحمي بشار الأسد غير آبه بجرائم النظام، ولا بقتل الأطفال، ولا بالبراميل التي كانت تُرمى فوق رؤوس المدنيين، ولا بمشاهد المجاعات!.. لن نقول إنّ ما حصل عدالة، فالإسرائيلي لن يحقق العدالة! ولكنه ربما مستحق، أن يُقتل القاتل في الأرض التي عبث بها!
كتبت نسرين مرعب لـ” هنا لبنان”:
لم تتحقّق العدالة بين أروقة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولم يتمّ تسليم أيّ من المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كي يلقوا الحساب الذي يستحقونه!
فمن هندس جريمة 14 شباط، ومن خطط ونفذ التفجير المروع يوم عيد الحب، كان حريصاً على الإطاحة بالوطن ومؤسساته.
ولا نبالغ إن قلنا إنّ من اغتال الرئيس رفيق الحريري، اغتال الوطن، اغتال السيادة والاستقرار والوجه المشرق للبنان، وأخرج بيروتنا من دائرة باريس الشرق كي تتحول على يد القتلة ومن تحالف معهم إلى عاصمة يتيمة.
ولا نبالغ إن اتّهمنا من فجّر الحريري بالتورط في تفجير مرفأ بيروت، وباغتيال قافلة من الشهداء، كلّ جريمتهم هي الإيمان بلبنان!
ولا نبالغ إن قلنا أيضاً إنّ من يتحمل مسؤولية غياب المحاسبة الفعلية في اغتيال الحريري هو نفسه اليوم من يغتال لبنان، ويدفعه نحو الموت، من خلال زجّه في حروب إسناد عبثية، برعاية إيرانية!
ربما يطول الحديث عن رفيق الحريري.. فما حصل ليس اغتيالاً عادياً، بل هي جريمة زلزلت لبنان، وما زلنا حتى اليوم، وبعد 19 عاماً من الاغتيال، ندفع فاتورتها، وتداعياتها، وما نتج عنها من فراغات على الساحة الوطنية.
ولعل بشاعة الاغتيال هي التي دفعت اللبنانيين إلى الالتفاف حول الحريري شهيداً أكثر مما أحاطوا به وهو رئيس.
وهذه البشاعة يمكن تفنيدها بنقطتين:
أولاً، حجم التفجير، فاليد السوداء التي وقّعت قرار الاغتيال أبت إلاّ أن تُفجر أيّ فرصة للنجاة، فاستعملت في جريمتها البغضاء 2.5 طن من المتفجرات.
وثانياً، بتعطيل القضاء، وعدم الاستجابة لأحكامه لا محلياً ولا دولياً، فضلاً عن خطابات المكابرة والعنجهية واستباحتنا في 7 أيار.
وبالعودة إلى تفاصيل ملف اغتيال الحريري، والذي تولّت التحقيق به محكمة دولية خاصة بلبنان، فإنّ الوقاحة كانت بعدم ذهاب أيّ من المتهمين إلى جلسات التحقيق، التي استمرت 11 عاماً، وأفضت إلى قرار صدر عام 2020 بإدانة سليم عياش، العضو في حزب الله، بتهمة القتل العمد.
علماً أنّ المحكمة كانت قد اتهمت كلاً من عياش والقيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين باستخدام شبكات اتصالات للتنسيق لاغتيال الحريري، وقالت إنهم حاولوا تغطية عملية الاغتيال بتحميلها لشخصيات وهمية.
غير أنّ مصطفى بدر الدين لم يُقدَّر له أن يُدان، فقُتل متّهماً في سوريا في العام 2016.
وفي سوريا أيضاً، حيث يتوارى مجرمو الحزب، قُتل أمس، سليم عياش، ووفق المعلومات فإنّ عياش كان قد أصيب إصابات بالغة في الهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف منذ أيام بلدة القصير الحدودية.
إذاً، أبرز قتلة الحريري “قُتلوا”، وأين؟ في سوريا! حيث استباح حزب الله صوت الشعب واندفع ليحمي بشار الأسد غير آبه بجرائم النظام، ولا بقتل الأطفال، ولا بالبراميل التي كانت تُرمى فوق رؤوس المدنيين، ولا بمشاهد المجاعات!
لن نقول إنّ ما حصل عدالة، فالإسرائيلي لن يحقق العدالة! ولكن ما حصل هو ربما مستحق، أن يُقتل القاتل في الأرض التي عبث بها! وأن يدفع ثمن جرائمه في لبنان وسوريا في غارة معادية!
لن نهلّل لإسرائيل، بل تباً لها اليوم وغداً وأبداً، فهي العدو المطلق. ولكن أيضاً، لا أسف على سليم عياش، ولا أسف على كل من قتلنا ودمرنا واستباحنا!
في المجالس الضيّقة نردّد أحياناً، عندما نكون أمام عدوّين: “اللهمّ اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين”.. هذه باختصار حالنا بين مجرم إسرائيلي، وبين مجرم لا يملك الوطنية ولا يتقن إلّا لغة الموت!
لذا، بين ظالم وظالم، لا همّ لنا إلّا أن يخرج الوطن من بينهما سالماً معافى بلا ميليشيا ولا أذرع “فارسية”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! | إلى الشيخ نعيم قاسم.. عن أيّ توفيق تحدثنا؟! | بين “صواريخ” إسرائيل” و”صواريخ” محمد عفيف.. من يحمي الإعلام من الاغتيال والشيطنة؟! |