لبنان على موعد مع أشهر صعبة
أيام وأسابيع وأشهر صعبة تنتظر لبنان يتوقع أن تكون فيها منطقة جنوب الليطاني وما بعدها مسرحاً لأقسى حرب برية، حيث ستكون نتيجة هذه الحرب الأساس لمسودة وقف إطلاق النار، وسط احتمالين لا ثالث لهما: إما أن يصمد الحزب فيفرض وقفاً لإطلاق النار، أو تحقق إسرائيل تقدماً برياً نوعياً وسط استمرار الغارات في العمق اللبناني، فتكون النتيجة أمراً واقعاً لا بد من التعامل معه
كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:
لماذا الحرب ستكون طويلة؟ لا يردد وليد جنبلاط هذه العبارة من فراغ. على هامش محاولات التوصل إلى وقف إطلاق النار الذي تبذله إدارة بايدن، التي تستعد للرحيل عن البيت الأبيض، تستعد كلّ من إسرائيل وحزب الله لحرب طويلة، وتوضع من الطرفين أهداف بعيدة المدى.
يحصر حزب الله جهده باستمرار إشغال إسرائيل بالصواريخ والمسيرات، ومحاولة تكبيدها خسائر في توغلها البري، وهو ينطلق من معادلة أنّ القدرة على منع تحقيق هدفها في إعادة سكان المستوطنات الشمالية، سيعني فشل الحرب، ورضوخها لوقف إطلاق النار بشروط معقولة.
أما إسرائيل، فهي بحسب المعلومات والتسريبات، تستعد لتطوير عمليتها البرية وتعميقها في الجنوب، منطلقة من دوافع عدة أمنية واستراتيجية، بهدف تقليص قوة حزب الله وتهديداته، عبر تدمير أو إضعاف ترسانة الحزب الصاروخية، بحكم أنه ما زال يمتلك آلاف الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، القادرة على ضرب العمق الإسرائيلي. وبالتالي، فإنّ إسرائيل قد ترى في توسيع عملياتها البرية محاولة لتدمير قواعد إطلاق الصواريخ، وتحييد بعض قدرات حزب الله الصاروخية وسلاح المسيرات ومقار إدارة المعارك ومخازن الأسلحة.
ويهدف توسيع العملية البرية بحسب المعلومات، إلى السيطرة على مواقع استراتيجية في الجنوب، التي تسمح بإطلاق صواريخ أو شن هجمات نحو الداخل الإسرائيلي.
وفي سياق الأهداف الإسرائيلية، يكمن الهدف أيضاً في تحقيق الردع الذي تحقق ولكن ليس بنسبة كافية لفرض وقف إطلاق النار وبدء التفاوض على الترتيبات الأمنية.
وتخوفت مصادر دبلوماسية بأن يبدأ توسيع الحرب البرية في وقت قريب، بشكل موازٍ لمحاولات ترتيب وقف إطلاق النار، لتصعيد الضغط على الحكومة اللبنانية، إذ أنّ توسيع العمليات البرية قد يحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أكبر للحد من نشاط حزب الله في الجنوب، ذلك على الرغم من أنّ حكومة الرئيس ميقاتي لا تسيطر فعليًا، ولو على الحد الأدنى من قرار الحزب، إلا أنّ هذا النوع من الضغط يمكن أن يؤثر على الموقف اللبناني السياسي والدبلوماسي.
أيام وأسابيع وأشهر صعبة تنتظر لبنان، في ظل انسداد أفق الحلول، والتحضيرات جارية على قدم وساق، للانتقال إلى مراحل جديدة من الحرب التي اندلعت عملياً في 17 أيلول، ووصلت إلى الذروة في الاجتياح الجوي، وفي اغتيال رأس الهرم في حزب الله.
أيام وأسابيع، يتوقع أن تكون فيها منطقة جنوب الليطاني، وما بعد جنوب الليطاني مسرحاً لأقسى حرب برية، حيث ستكون نتيجة هذه الحرب الأساس لمسودة وقف إطلاق النار، وسط احتمالين لا ثالث لهما: إما أن يصمد حزب الله فيفرض وقفاً لإطلاق النار، أو تحقق إسرائيل تقدماً برياً نوعياً وسط استمرار الغارات في العمق اللبناني، فتكون النتيجة أمراً واقعاً لا بد من التعامل معه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ترامب اللبناني | نعيم قاسم شهيد بتوقيع نصرالله | بري: دقت ساعة القرار |