تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب”


خاص 15 تشرين الثانى, 2024

ليس وقف النار في لبنان بالسهولة التي يتصورها البعض وكذلك فإنّ تطبيق القرار ١٧٠١ ليس أيضاً بالسهولة أو اللامبالاة التي يتصورها البعض، فالمطلوب إسرائيلياً ودولياً وعربياً تطبيق صارم لهذا القرار من دون أي مواربة واحتيال وتطبيقه حرفياً يعني مفاعيل القرار ١٥٥٩، فهل سيقبل الحزب بذلك؟

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

تتفاوض الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل على شروط وقف إطلاق النار في لبنان وقد يحمل الموفد الأميركي آموس هوكستين هذه الشروط إلى لبنان ولكن المشكلة التي سيواجهها مجددا هي أن لا وجود لطرف رسمي لبناني مفاوض،فدور رئيس مجلس النواب نبيه بري ودور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ليس سوى ساعي بريد ينقل الشروط لحزب الله فإما أن يوافق وإما أن يرفض،وينقل الرسميون هذا القبول أو الرفض للأميركيين.

ما يجري على هذا الصعيد هو دليل قاطع على غياب الدولة والشرعيةفمصلحة اللبنانيين عامة ومصلحة الدولة والشرعية لا تتوافق مع مصالح حزب الله المرتبط ارتباطا وثيقا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وخياراتها وإذا كانت هذه الجمهورية جادة في ما قاله رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف للرئيس بري من أنها تقف إلى جانب لبنان وتؤازره بتنفيذ القرار ١٧٠١،فعليها أن تقرن القول بالفعل وأن تطلب بداية من حزب الله وقف إطلاق النار وتسليم قرار التفاوض على شروط الحل الطويل الأجل للجانب الرسمي اللبناني وتحديدا للجيش اللبناني الذي هو الأداة التنفيذية الأساسية للقرار ١٧٠١ ويدرك كيفية التعاطي مع حزب الله وسلاحه وانتشاره ولا يفتقد الجيش اللبناني للوطنية أبدا فهو يعرف كيف يحافظ على السيادة ويعرف ما هو مقبول في هذا الإطار وما هو مرفوض والأهم أن هذه المؤسسة تحظى بثقة المجتمع الدولي والدول العربية على عكس المسؤولين في المناصب الرسمية الذين خسروا منذ سنوات كل مصداقية وثقة تجاه العالم نتيجة لمحاولاتهم المستمرة في التذاكي ورفض الإلتزام بأي من الموجبات التي تساهم في إنقاذ لبنان.

يحتاج الجيش كي يقوم بهذه المهمة إلى قرار سياسي واضح يدخل في كل تفاصيل تطبيق القرار ١٧٠١ بحيث لا يترك مجالا لأي التباس أو صدام بينه وبين حزب الله والسؤال هنا هل هناك استعداد من المستوى السياسي في لبنان لإعطاء الجيش الضوء الأخضر في هذا السياق أو بالأحرى هل هناك قدرة لدى هذا المستوى على اتخاذ هكذا قرار بالتنسيق مع حزب الله المرتبط قراره بالجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

ليس وقف النار في لبنان بالسهولة التي يتصورها البعض وكذلك فإن تطبيق القرار ١٧٠١ ليس أيضا بالسهولة أو اللامبالاة التي يتصورها البعض فالمطلوب إسرائيليا ودوليا وعربيا تطبيق صارم لهذا القرار من دون أي مواربة واحتيال وتطبيقه حرفيا يعني مفاعيل القرار ١٥٥٩ فهل سيقبل حزب الله بذلك؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us