تفاؤل لبناني مصطنع حيال المقترح الأميركي… بنود لا يمكن تمريرها وزيارة هوكشتاين تتأرجح
في الوقت الذي تتّجه فيه الأنظار إلى زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة، والتي من المتوقع أن يبدأها يوم غد الثلاثاء، سيطر التصعيد الميداني على الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في العاصمة، كسباق قبل إعلان الردّ اللبناني على المقترح الأميركي، الذي تسلمه رئيس مجلس النواب نبيه بري من السفيرة الأميركية ليزا جونسون، بالتزامن مع زيارة كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، وإطلاقه الرسائل الشفهية حيال المقترح، لم يصدر عن إسرائيل أيّ بوادر إيجابية بل على العكس زادت من وتيرة غاراتها على مختلف المناطق اللبنانية، وإستهدفت المسؤول الإعلامي في حزب الله محمد عفيف في غارة على مقر حزب البعث في رأس النبع.
أمام هذا المشهد القاتم تبدو الأجواء تشاؤمية، خصوصاً مع إعلان بيني غانتس صباح اليوم بأنّ شرط أي اتفاق مع لبنان، هو حرية العمل الإسرائيلي بشكل مطلق مقابل كل خرق للاتفاق، هذا الموقف الصباحي لن يتوافق بالتأكيد مع محاولة بث الإيجابيات الخجولة من الجانب اللبناني، والمترافقة مع ملاحظات وإستفسارات حول بعض البنود التي تمسّ بالسيادة وفق أوساط المعنيين، مع ضرورة معرفة حقيقة ما يدور في ذهن بنيامين نتنياهو، فالاقتراح الأميركي يسعى لوقف النار حالياً وبعد ذلك التفاوض لتنفيذ القرار 1701، مما يعني وقف الحرب وإقناع إسرائيل بالانسحاب، والاتفاق على من يضمن سحب سلاح حزب الله من جنوب الليطاني، إلى جانب إحياء آلية لمراقبة التزام الجانبين اللبناني والإسرائيلي بالقرار 1701 تضم ممثلين للولايات المتحدة وفرنسا، كما يتضمّن المقترح إعطاء إسرائيل حق التدخل لضمان تطبيق القرار المذكور، ونشر قوات اطلسية وغيرها من البنود التي يعتبرها الجانب اللبناني تعجيزية، وفق ما أشارت مصادر كتلة التنمية والتحرير لـ”هنا لبنان”، وهذا يعني حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، والجميع يعلم أنّ ذلك غير مقبول ولا يمكن القبول به لأنّه يمسّ بالسيادة. مما يعني أنّ نفق المفاوضات سيكون طويل الأمد، والإيجابيات الخجولة الصادرة عن الرئيس برّي تحتاج إلى الكثير من الإيضاحات، لأنّ الملاحظات تكاثرت حول بعض البنود التي تشكل عقبة أمام إقرار الاتفاق، من ضمنها تعديل بعض النقاط حول الجنسيات التي ستُمثل في آلية مراقبة وقف النار وكيفية عمل هذه الآلية، إذ سُجّل إعتراض من قبل حزب الله على مشاركة بريطانيا وألمانيا في اللجنة، وهنالك مرونة مشروطة حول سقف القرار الدولي 1701. ومع ذلك ووفق مصادر مقرّبة من عين التينة، فالرئيس برّي يعمل على تدوير الزوايا في بعض البنود، للوصول إلى صيغة مقبولة تحقق الحد الأدنى من التوافق.
الى ذلك يبقى مجيء هوكشتاين رهناً بإيجابية ردّ برّي، مما يعني أنّ الساعات القليلة المقبلة مفصلية، مع الإشارة إلى أنّ هوكشتاين لم يطلب موعداً بعد لا من عين التينة ولا من السراي الحكومي، فكل شيء مرتبط بمدى التوصل إلى نقاط مشتركة بين الطرفين، أي أنّ زيارته قد تتأخر لأيّام أو إلى الأسبوع المقبل بإنتظار التوافق على كل البنود.
وعلى الخط الإسرائيلي ترى مصادر سياسية مطلعة، بأنّ تل ابيب سترفض تقديم تنازلات، إذ تعتبر أنّها قدّمتها ولن تقدّم المزيد، كذلك حزب الله الذي يعتبر انه استعاد المبادرة ولن يتنازل طالما ما زال يقاتل. فيما تبدو الإدارة الأميركية الجديدة حاسمة بإنهاء الحرب قبل دخول ترامب البيت الأبيض.
في غضون ذلك وأمام كل هذا التناقض، قال مصدر أمني مطلع لـ” هنا لبنان”: “المفاوضات ولدت فاشلة فلا وقف لإطلاق النار ولا اتّفاق، لأنّ الطرفين يرفضان ذلك ضمنياً، والعملية فشلت وموجات التفاؤل إصطناعية، لأنّ بعض البنود لا يمكن تمريرها لبنانياً، أبرزها إعطاء إسرائيل حرية العمل على الأراضي اللبنانية”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الحرب تلقي بظلالها على موسم الأعياد! | إسرائيل تغيّر استراتيجيتها.. لا تحذيرات وبيروت تحت النار! | مع استمرار الغارات والأمطار… تحذيرات من انهيار المباني في الضاحية الجنوبية |