أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء


خاص 19 تشرين الثانى, 2024

يُمكن توقع أي شيء من أميركا، وأي شيء من حكومة لبنان، وأي شيء من قيادة “الحزب” ووكيلها السياسي رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن لا يُمكن الرهان على قبول نتنياهو بأقل من تدمير كامل البنية العسكرية للحزب، فالإسرائيلي لديه مصلحة باستكمال المعركة ولديه الوقت الكافي لاستكمال العمليات قبل استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب سدّة الرئاسة..

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

هل يُمكن لعاقل أن يُصدِّق أنّ إسرائيل وصلت إلى ما وصلت إليه لتوزع الانتصارات على الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن وموفده إلى لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، و”حزب الله” القادر على تحويل الانكسار إلى انتصار؟

أي عاقل في إسرائيل سينصح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بوقف الحرب على “حزب الله” بعد تدمير السواد الأعظم من قيادته ونسبة كبيرة من منصاته الصاروخية ومن منظومته القتالية لكي يخرج الرئيس جو بايدن من هزيمته الانتخابية منتصرًا، ولكي يطل الشيخ نعيم قاسم على الجمهور وعلى البيئة الحاضنة رافعًا راية النصر المزعوم.

فمن يستمع ويتمعن بما قاله نتنياهو في كلمته الأخيرة يمكن أن يتأكد أنه لا يريد وقف الأعمال العسكرية، ليأتي استهداف “غرفة العمليات” في منطقة “زقاق البلاط” كتأكيد أولي على ما قاله نتنياهو.

كما نعترف لـ”حزب الله” بقدرته حتى الساعة على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، يجب الاعتراف أيضًا أنّ الإسرائيلي وصل إلى أكثر اللحظات تقدمًا منذ نشأة “حزب الله”، بعد أن اغتال أرفع قادته ووضعه في خانة العاجز عن تبرير ما وصل إليه، بعد رفعه شعار “نحمي ونبني” سنة 2022، فأين هي الحماية في ظل كل هذا الدمار..

وعليه، يُمكن توقع أي شيء من أميركا، وأي شيء من حكومة لبنان، وأي شيء من قيادة “حزب الله” ووكيلها السياسي رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن لا يُمكن الرهان على قبول نتنياهو بأقل من تدمير كامل البنية العسكرية لـ”حزب الله”.

فمن اغتال السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، بات بإمكانه اغتيال أي شخصية سواء كانت مدنية أو عسكرية أو سياسية، ومن دمر جزءاً من منظومة الصواريخ يستطيع الإجهاز على ما تبقى منها، ومن دخل إلى كفركلا واللبونة والخيام يمكن أن يدخل إلى قصرنبا وبريتال وبعلبك، ومن نفذ الإنزال في البترون قادر على تنفيذ غيره في الضاحية.. ومن اغتال محمد عفيف سيغتال حتمًا مئة عفيف وعفيف.

من زاوية بعيدة وبمعزل عن أي عواطف، يمكن الاستنتاج أنّ الإسرائيلي لديه مصلحة باستكمال المعركة ولديه الوقت الكافي لاستكمال العمليات قبل استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب سدّة الرئاسة.. ويُمكن لترامب أن يُعطيه فترة سماحٍ إضافية إذا تطلب الأمر وإن كان هناك ضرورة لضرب أهداف في العمق الإيراني توافق عليها الولايات المتحدة الأميركية.

في الثامن من أوكتوبر دخل “حزب الله” حرب الإسناد بكامل إرادته، لكنه حكمًا وحتمًا لم يعد قادرًا على الخروج منها، ولم يعد يملك أيّ حيلة لردع الإسرائيلي عن إنهاء أسطورة سلاحه، الذي استجلب للبنان الويلات ودمر مؤسساته الدستورية والسياسية والادارية والعسكرية والاقتصادية كافة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us