نفوذ إيراني ساطع يطغى على لبنان… نواب وسياسيون يرفضون استباحة السيادة
من احتلال إلى آخر… ومن نفوذ سياسي يعيده التاريخ كل فترة، إنّه المشهد المتكرّر في لبنان من خلال السيطرة التي تُمارسها إيران على لبنان، بعد خروج جيش الاحتلال السوري، اليوم المشهد مشابه، احتلال سياسي إيراني للبنان من خلال حزب الله ، فالتدخّل السياسي الايراني تخطى مسارات السيادة بعدما أصبح للإيرانيين رأي بكل مسارات لبنان الذي بات رهينة تنطق طهران باسمه في ملفات هامة، مع تبجّح بما يقوم به مسؤولوها وكأنها الولي الآمر على لبنان، واستعمال بيروت ورقة تفاوض، الأمر الذي أثار غضب وإستنكار معظم النواب والمسؤولين اللبنانيين لهذه الإستباحة، من خلال تسابق المسؤولين الايرانيين للمجيء الى لبنان، لإعطاء التعليمات لحزب الله والرسائل الشفهية للمسؤولين الرسميين، قبل أي زيارة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، ما يؤكد بأنّ السيطرة أصبحت ساطعة ومعلنة، على الرغم من كل محاولات الهروب مما يقومون به، مع تذكيرهم الدائم بشعارات تأييد سيادة وإستقلال لبنان، وعدم تدخلهم في شؤونه، فيما الحقيقة تؤكد أنّهم يقضمون سيادته.
آخر هذه المشاهد الإستفزازية، تلك الرسالة الايرانية التي حملها قبل أيام مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إلى رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، بخصوص المفاوضات مع إسرائيل والملاحظات على المقترح الاميركي الذي علم به لاريجاني ولم يعلم به النواب اللبنانيون ورؤساء الاحزاب والشعب اللبناني ، فقط ترك الايرانيون للبنانيين تحمّل تداعيات الحرب التي شنّوها على إسرائيل من الاراضي اللبنانية، وبدماء اللبنانيين ودمار وخراب بلدهم، أما التسوية التي يتم بحثها فلا علاقة للبنانيين بها، لأنّ الكلمة الفصل تعود لطهران التي تكرّر مع كل زيارة، بأنها تدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية لتطبيق القرار 1701، وتؤيّد انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون، أي تكرار تصريح لا ينطلي على أحد.
سعيد: نأسف لغياب لبنان عن التفاوض الفعلي
للإضاءة على ما يجري أجرى” هنا لبنان” إتصالات مع بعض النواب والسياسيين المعارضين لما يجري في هذا الاطار، من ضمنهم النائب السابق فارس سعيد الذي كان أوّل المعارضين لهذه الإستباحة فقال: “لا بدّ من الإشارة إلى ما جاء في بيان لقاء سيدة الجبل، من دعوة النواب للمطالبة بفتح جلسة استثنائية في مجلس النواب، لمناقشة الاقتراح الأميركي، لأنّ اللبنانيين لهم الحق بالاطلاع على بنود اتفاق يساهم في تحديد مستقبلهم. وقال: إن احتكار مناقشة الاقتراح بين الولايات المتحدة والرئيس برّي وإطلاع الرئيس ميقاتي عليه، مع مناقشته مع النائبين علي حسن خليل ومحمد رعد أمرٌ مرفوض، لأنّ اختزال لبنان بفريق واحد يلغي معنى الشراكة الوطنية “.
ورأى سعيد بأنّ هذه المفاوضات تهدف إلى إخضاع حزب الله بشروط تفرضها إسرائيل وأميركا، لذا من الأفضل أن يسلّم حزب الله سلاحه إلى الدولة اللبنانية، ويوقف العناد والمكابرة خصوصاً أنّ طهران تفاوض باسمه ولا مكانة للبنان داخل هذا الحزب، مبدياً أسفه لغياب لبنان عن التفاوض الفعلي، فيما إسرائيل وإيران والولايات المتحدة يفاوضون عنه، وسط غياب القوى المسيحية والاسلامية.
عبد المسيح: تولي المفاوضات يعود الى رئيس الجمهورية
ومن جهته، اعتبر النائب أديب عبد المسيح إنّ الاتفاق الحالي المزمع أن يبرمه لبنان عبر الوساطة الأميركية غير دستوري، ما لم يمرّ عبر رئيس الجمهورية، بحسب المادتين 52 و65 من الدستور اللبناني، إذ يعود له تولّي هذه المفاوضات التي تتعلّق بمصلحة لبنان العليا وسلامته.
وقال:”إذا سلّمنا جدلاً بالسماح بأن تتمّ هذه المفاوضات، مع رئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال، عندها من الواجب عرض هذا الاتفاق على الحكومة للتصويت عليه بالإجماع، ومن ثم إرساله إلى مجلس النواب لمناقشته. ونحن كأفرقاء نمثل أكثر من نصف الشعب اللبناني، لذا سيثار هذا الملف في الإعلام، وسأدعو الزملاء النواب إلى التجمّع يوم عيد الاستقلال في البرلمان، لرفع الصوت وتجديد الاستقلال الحقيقي الذي نؤمن به ونريده ونسعى إليه”.
الكتائب
وفي السياق، لفتت مصادر كتائبية إلى أنّ موقف الحزب واضح، وهذا الأمر يؤكّد أنّ القرار في لبنان ما زال مخطوفاً، وأنّ إيران تمسك بالورقة اللبنانية وتفاوض بدماء اللبنانيين من أجل مصالحها ونفوذها. وأشارت إلى أنّ هذا الملفّ سيكون الموضوع الأبرز في البيان المرتقب للمكتب السياسي الكتائبي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
موجة ثانية من الغارات العنيفة على الضاحية.. دمار وركام يسيطر على المشهد | استغلّ أزمة النزوح.. واحتال على جمعيّات! | الدويهي لميقاتي: فلتُعلن ضرورة أن تكون بيروت “خالية من السلاح” |