تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار
أصبحت تجارة وحدات الدم تجارة مربحة لأصحاب المستشفيات والمختبرات الخاصة، وسلعة صعبة المنال على المرضى وذويهم، وتختلف أسعارها من مستشفى إلى آخر ومن بنك إلى آخر، حيث تتراوح بين 100 و 130 دولار للكيس الواحد بحسب الفصيلة، أما الفصائل النادرة فقد يصل سعرها إلى 200 دولار
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
كيس واحد من الدم كفيل بإنقاذ حياة مريض قد يفارق الحياة إن لم يتوافر له فى الوقت المناسب، هذه ليست نظرية بل حقيقة علينا التنبه لها، خصوصاً بعد المعاناة ورحلة بحث المرضى لتأمين الدم وارتفاع أسعارها وتفاوتها بين مستشفى وآخر، حتى أصبحت تجارة مربحة لأصحاب المستشفيات والمختبرات الخاصة، وسلعة صعبة المنال على المرضى وذويهم.
وتختلف أسعار وحدات الدم وما يشابهها من وحدات البلازما من مستشفى إلى آخر ومن بنك دم إلى آخر، حيث تتراوح بين 100 و 130 دولار للكيس الواحد بحسب الفصيلة، أما الفصائل النادرة فقد يصل سعرها إلى 200 دولار، هذا عدا عن الحالات والحوادث الطارئة حيث تصبح أسعار الأكياس بأضعاف مضاعفة. في حين تباع أكياس الدم في المستشفيات الحكومية بين 13 و20 دولار في حال تواجدها. أما بالنسبة لـ “بلاكات الدم” فعلى من يريدها دفع مئات الدولارات.
فؤاد (اسم مستعار) وهو والد لطفلة مصابة بالسرطان وتحتاج لوحدات دم باستمرار، وفي معظم الأحيان يضطر إلى دفع ثمن الكيس بين 100 و120 دولار.
وقبل أيام وبعد أن تأزم وضع ابنته المتواجدة في إحدى مستشفيات الصرفند، أبلغته الادارة بأنّ عليه دفع مبلغ 300 دولار مقابل 3 وحدات دم لتأمينها من خارج المستشفى كونها مفقودة لديهم، ولأنّ وضعه المادي لا يحتمل نفقات إضافية، أطلق حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتأمين الوحدات، إلا أنّ محاولته باءت بالفشل. فاضطر إلى جمع المبلغ من الأقارب ودفعه للمستشفى. هذه المعاناة نفسها التّي يعيشها عشرات المواطنين يومياً.
فمن المسؤول عن هذه الأزمة التي تضيف هماً إضافياً على المرضى؟ ولماذا على المواطن دفع المال مقابل الحصول على الدم وماذا عن تفاوت الأسعار؟ وهل من أزمة في تأمين الدم في لبنان؟
نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون يؤكد لـ “هنا لبنان” أن “لا أزمة في تأمين وحدات الدم، ولكن الصليب الأحمر في حال انخفض ما لديه من مخزون يطلق نداء للمواطنين من أجل التبرع بالدم ولكن هذا لا يعني أنّ وحدات الدم لا يكفي”.
أما من ناحية التكلفة فيقول أن كيس الدم تجرى عليه فحوصات مخبرية دقيقة للتأكد من سلامته تجنباً لنقل الأمراض من شخص لآخر، وعادة ما يكون سعرها 60 دولار بالنسبة للوحدات وهو أمر يجب الالتزام به، أما بالنسبة للبلاكات فيشير إلى أنّ أسعارها تكون أعلى بكثير وذلك بسبب نوع الماكينة التي يتم استخدامها “بلازما فاريز” إضافة إلى الأدوية المستخدمة والفلاتر، وهي عملية معقدة جداً وكلفتها عالية جداً”.
أما الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة فيقول ” أن مسالة أسعار الدم مرتبطة بالمستشفيات الخاصة ووزارة الصحة ولا علاقة للصليب الأحمر بها، ويوضح أنّ الصليب الأحمر يوزع الدم من كل الفئات بحسب توفرها للمرضى مجاناً بعد أن يتم فحصه بدقة”.
ويلفت كتانة إلى “موضوع في غاية الأهمية وهو ضعف عدد المتبرعين ورغم كل الظروف ما زال الصليب الأحمر يقوم بواجبه على أكمل وجه ولا يتوانى في تأمين الدم وتقديمه للمرضى”.
وعن عدد وحدات الدم التي يقدمها الصليب الأحمر يقول كتانة: “نقدم بين 50 ألف و60 ألف وحدة دم سنوياً بعد إجراء الفحوصات المطلوبة عليها في حين أننا نحتاج فعلياً إلى 120 ألف وحدة تقريباً لتلبية طلبات المرضى في المستشفيات”.
ودعا كتانة “لمزيد من التبرع بالدم كي يتسنى للصليب الأحمر تأمين وحدات الدم لأكبر عدد ممكن من المرضى وأنّ المطلوب هو وجود متبرعين دائمين على أن يتم تسجيلهم في لوائح الصليب الأحمر لتقديم الدم بشكل دائم”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! | مصير النازحين بلا أفق.. إلى أين سيتجهون بعد الحرب؟ |