“ليس لدينا إلا الصمود والاستمرار”… نعيم قاسم: المفاوضات تجري لتحقيق نتائج مرضية للبنان
أكد الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، في كلمة متلفزة، أن “الكلام للميدان والنتائج مبنية على الميدان بقسميه في البر وعبر قصف الصواريخ والمسيرات ولدينا القدرة على الاستمرار لمدة طويلة”، معلنًا أنه “لا يمكن أن تهزمنا إسرائيل وتفرض شروطها علينا ونحن رجال الميدان”.
وكشف قاسم أن “الحزب تسلم الورقة التي تبحث في المفاوضات ودرسناها وأبدينا ملاحظاتنا عليها”، وقال: “نحن استلمنا ورقة المفاوضات وقرأناها جيدًا وأبدينا ملاحظات عليها ولدى الرئيس نبيه بري ملاحظات كذلك وهي متناغمة ومتوافقة وهذه الملاحظات قدمت للمبعوث الأمريكي وتم النقاش فيها بالتفصيل. ونحن قررنا عدم التكلم عن مضمون الاتفاق ولا عن ملاحظاتنا”. وأضاف قاسم: “تلقينا المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار وقدمنا ملاحظاتنا عليه”.
أضاف: “تفاوضنا تحت سقفين، وقف العدوان بشكل كامل وشامل وحفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق للعدو أن ينتهك ويقتل ويدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة”. وتابع: “أعددنا لمعركة طويلة ونحن نتفاوض الآن ولكن ليس تحت النار لأن إسرائيل أيضًا تحت النار”.
وقال: “قررنا أن يسير مسار الميدان الذي يسير بشكل تصاعدي مع مسار المفاوضات. وقررنا أن نكون أهل إحدى الحسنيين: إما النصر أو الشهادة”.
وكان الشيخ قاسم استهل كلمته بالإشارة إلى أنه “مر أسبوع على أربعين أخي الحبيب السيد هاشم صفي الدين وهو رفيق الدرب في هذه المسيرة الإلهية المقاومة”. وقال: “عرفت السيد هاشم صفي الدين رساليًا أصيلا مثقفًا واعيًا وهادفًا. لقد كنت عضدًا للسيد نصر الله وكنت حاضرًا في الميدان دائمًا ولقد خسرناك وربحت”.
وتحدث عن استشهاد مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” الحاج محمد عفيف النابلسي الذي “استشهد في ميدان الإعلام المقاوم على طريق القدس والتحرير”. وقال: “الحاج محمد عفيف أيقونة إعلامية متابع ومثابر وهو صاحب رؤية استراتيجية وإلمام واسع. الحاج محمد عفيف سد ثغرة إعلامية مهمة بمؤتمراته الصحفية من أجل فضح العدو وتبيان إنجازات المقاومة وليرد على الافتراءات التي كانت تُكال على المقاومة”.
وأكد أن “الحاج محمد عفيف، أغاظ العدو كثيرًا ولذا اغتاله، خافوك فقتلوا الجسد لكنهم لن يتمكنوا من قتل روح المقاومة”. وقال: “الحاج محمد عفيف استشهد في منطقة رأس النبع، يعني أن العدو اعتدى عليه في العاصمة وهو في موقع الإعلامي المدني الذي من المفترض أن يكون محميًا في مثل هذه الحالات”.
وأضاف: “العدو لم يكتفِ بالاعتداء على رأس النبع بل اعتدى أيضًا على مار الياس وزقاق البلاط في قلب العاصمة بيروت، لذا لا بد أن يتوقع أن يكون الرد على وسط تل أبيب. لا يمكن أن نترك العاصمة تحت ضربات العدو ‘الإسرائيلي’ إلا وأن يدفع الثمن في وسط تل أبيب”.
وشكر قاسم كل من عزى بشهادة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومن هنأ بتعيين الأمين العام الجديد.
وأكد قاسم “حرصنا على أن نقدم الإسناد لغزة آخذين في الاعتبار الظروف في لبنان”. وقال: “يشرفنا أن نكون من القلة الشرفاء الذين دعموا غزة مع العراق واليمن وإيران بينما العالم كله يتفرج”. وأضاف: “صحيح أن الإصابات مؤلمة وموجعة لكن لدينا الكثير من الكوادر من أولي البأس الشديد”.
وعن مسار الاتفاق، لوقف إطلاق النار، قال: “كنا قد وافقنا سابقًا على طرح بايدن – ماكرون على قاعدة أنه يمكن إنهاء الحرب لكنهم اغتالوا الأمين العام”.
وكشف قاسم “أن الحزب مر في حالة ارتباك لمدة 10 أيام، بعدها استعدنا عافيتنا في كل المجالات بعد اغتيال أميننا العام السيد حسن نصر الله”. وقال: “بعد شهرين من الحرب على لبنان، النتيجة هي صمود أسطوري للمقاومة”.
ولفت إلى أن “المقاومة ليست جيشًا ولا تمنع جيشًا من التقدم بل تقاتل الجيش حيث تقدم، معتبراً أن “المقاومة تعمل لقتل العدو ومنع استقرار احتلاله وقدّمنا نموذجًا استثنائيًا في هذه المواجهة”.
وأشار الشيخ نعيم قاسم أيضًا إلى أنه “حتى لو تحول الميدان إلى معركة استنزاف لنا فنحن قادرون على الصمود، وليس لدينا إلا الصمود والاستمرار حتى ولو طال الزمن”.
وأشار قاسم أن الحزب تلقى المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار وقدم ملاحظات عليه. وأوضح أن حزب الله قادر على الاستمرار بالوضع الميداني القائم لمدة طويلة، مشيرًا إلى أن ملاحظات الحزب والدولة اللبنانية على هذا المقترح كانت متناغمة ومتوافقة.
وأضاف أن وقف النار مرتبط بالرد الإسرائيلي على اتفاق النار، وأن المفاوضات تجري في هذا السياق لتحقيق نتائج مرضية للبنان.
وأكد أن “تفاوضنا ليس تحت النار لأن إسرائيل هي تحت النار أيضًا”. وأضاف: “انتصارنا هو بمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها”. وأردف قائلاً: “أوجه تحية خاصة لحركة أمل ولا فرق بين حزب الله وحركة أمل، إذ نحن عائلة واحدة”. كما أشار إلى أنه “نحاول أن نؤمن ما يمكننا من مساعدات للنازحين وأنتم أهل الصبر”. وأكد أن “حزب الله سيسهم بشكل فعال في الانتخابات الرئاسية بعد وقف النار”، وأضاف: “نتمسك بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في حكم لبنان”.
وختم أن “حزب الله سيبني مع الدولة والدول التي ستساعد في إعادة الإعمار وسنقدم مساهمتنا لانتخاب رئيس بالطريقة الدستورية وستكون خطواتنا السياسية تحت سقف الطائف وسنكون حاضرين في الميدان السياسي لنبني ونحمي”.
مواضيع ذات صلة :
بيار الجميل.. عريس “ثورة الأرز” الذي استشهد رافعاً اسم السيادة | لا يطلب وقف النار إلا الخاسر | إنذار إسرائيلي عاجل إلى سكان حارة حريك |