بيار الجميل.. عريس “ثورة الأرز” الذي استشهد رافعاً اسم السيادة
يصادف اليوم الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الوزير الشاب بيار الجميل، الذي اغتالته يد الغدر عشية الاستقلال عام ٢٠٠٦، لكن قضيّته بقيت ولم تمت والرصاصة التي اغتالته لم تغتل حلم الحرية وبناء الدولة المستقلة
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
إذا كانت “الثورة شيئاً تحمله في أعماقك وتموت من أجله” فإنّ صاحبها لن يخرج عما قدرته لها.. لعل هذا ما ينطبق على الوزير الراحل بيار أمين الجميل الذي يصادف اليوم الذكرى الثامنة العشرة على استشهاده.
التصقت مبادئ الثورة بالوزير الشاب الذي قتلته يد الإجرام في مقتبل العمر لأنه نادى بوطن حر ومستقل. كان الوزير الراحل الحاضر الأول في ساحات الانتفاضة والنضال ضد الاحتلال السوري، وأبرز صناع ثورة الأرز، عشق لبنان إلى أقصى الدرجات، فبعد عودته من فرنسا رغب في امتهان السياسة وهو الذي ساهم في إعادة شمل المحازبين والمناصرين في حزب الكتائب . في العام ٢٠٠٠، خرق منفرداً الانتخابات النيابية. وأثناء تسلمه وزارة الصناعة، نقلها إلى مراتب متقدمة، وكان صاحب شعار “بتحب لبنان حب صناعتو”.
هو “عريس الشهداء “، كما يقول نائب رئيس حزب الكتائب ميشال خوري لموقع “هنا لبنان” ويشير إلى أنّ الوزير الراحل امتاز بتواصله مع الفريق الآخر في لبنان، إذ عاد صغيراً من الغربة ولم يكن يعرف شيئا عن المسلمين، وكانت الطرقات معروفة وقتها بـ “الشرقية َ” و”الغربية”، إنما بيار قطع المتحف، وكانت محطات بيان المطارنة الموارنة ولقاء البريستول وقرنة شهوان مناسبة للتواصل مع الفرقاء، من الاشتراكي إلى المستقبل وإلى الشيوعي.
ويضيف: كان الراحل صاحب مبدأ وبنى علاقات مميزة مع الجميع وكانت تربطه مودة مع الرئيس سعد الحريري الذي اتخذ شعار لبنان أولاً وهو شعار الكتائب، موضحًا أن جده الراحل الشيخ بيار ركز على العيش المشترك وهذا ما اكتسبه الوزير الشهيد منه.
في عهد بيار الجميل تحول بيت الكتائب إلى محطة وطنية ، فزاره كل من كان على تباين سياسي معه، ودخل إلى هذا المركز سمير فرنجية ووائل أبو فاعور والحزب الشيوعي وغيرهم.
وبالنسبة إلى خوري، أصبح بيار الحفيد ماركة مسجلة فهو يحمل اسم الجد وله صفات وطنية لا تعد ولا تحصى.
بيار الجميل شخصية نادرة واستثنائية وعشية الاستقلال من العام ٢٠٠٦ ، قتل وهو الذي حمل لواء فرح العطاء ، ولكن بقيت قضيته ولم تمت والرصاصة التي اغتالته في ذلك اليوم في منطقة سن الفيل لم تغتل حلم الحرية وبناء الدولة المستقلة.