جدلٌ في إسرائيل حول “وقف النار” في لبنان.. ومسار التفاوض لم ينته بعد!
لا يزال الجدل قائمًا في إسرائيل بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف النار مع حزب الله من عدمه، ففيما ترتفع بعض الأصوات المنادية بضرورة وقف الحرب، يشدد البعض الآخر الأشدّ تطرفًا على أهمية استكمال الحرب لـ “سحق” قدرات الحزب.
في هذا السياق، كشف استطلاع رأي للقناة 14 الإسرائيلية، أنّ 55% من الإسرائيليين يعارضون وقف إطلاق النار مع حزب الله في الوقت الحالي، حتى وإن كان مؤقتًا.
بن غفير: لاستمرار الحرب بهدف “سحق” قدرات حزب الله
وفي سياق متصل بهذا الرأي أيضًا، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أن الحرب في لبنان يجب أن تنتهي بتحقيق انتصار حاسم على الطرف الآخر.
وأكد بن غفير أن إسرائيل تواجه “فرصة تاريخية لتركيع حزب الله”، مشددًا على ضرورة استمرار العمليات العسكرية بهدف “سحق” قدراته بشكل كامل.
بالمقابل، اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيليّة يائير لابيد، أنّ “التّسوية مع لبنان جيّدة لإسرائيل، والتّحرّك العسكري يجب أن ينتهي بتحرّك سياسي”.
واعتبر لابيد أنّه “كان من الصّواب التّوصّل إلى تسوية مع لبنان قبل 10 أشهر”، لافتًا إلى أنّ “ما سيعيد الأسرى من غزة، هو صفقة كان من الممكن أن تتمّ في نيسان أو في تمّوز الماضيَين”.
في هذا السياق، أعلن البيت الأبيض أنّ المبعوث الأميركيّ للشرق الأوسط بريت مكجورك سيزور السعودية الثلاثاء، لبحث الاستفادة من وقف إطلاق النار المحتمل في لبنان، في التوصل لاتفاق مماثل ينهي الأعمال القتالية في غزة.
مسار التفاوض لم ينته!
وفي لبنان، أوضح عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم في حديث إلى “الأنباء” الكويتية، أن “ما يحكى ويشاع عن فشل المفاوضات، غير دقيق ولا يمت إلى الوقائع والحقيقة بصلة، فلبنان قام بما عليه وتعاطى مع الورقة الأميركية بمرونة عالية، وقد أدى المفاوض اللبناني قسطه للعلى انطلاقًا من مسلمات وطنية ثلاث غير قابلة للنقاش أو للتنازل عن أي منها، وهي الحفاظ على حقوق لبنان، وحماية السيادة اللبنانية، والالتزام بالقرار الدولي 1701”.
وقال هاشم: “الرئيس نبيه بري كان واضحًا بعد لقائه الأخير مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، في استتباع كلامه عن وجود أجواء إيجابية بعبارة الأمور في خواتيمها، للدلالة على أن الخواتيم المطلوبة ليست في جعبته كمفاوض عن الجهة اللبنانية، بل لدى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المشهود له أنه يضمر عكس ما يعلن، وينقلب بين لحظة وأخرى على التزاماته، الأمر الذي لا يعطي الآخرين الثقة والأمان في مقاربتهم لمواقفه وخياراته او الركون إلى وعوده”.
وعليه، أكد هاشم أن “مسار التفاوض لم ينته بعد، وأن الاتصالات لا تزال قائمة ومستمرة عبر قنوات دبلوماسية يعمل الوسيط الأميركي على تفعيلها وتسريع وتيرتها، بعد أن تباطأت خلال الأيام الأخيرة نتيجة رفض العدو الإسرائيلي للدور الفرنسي في التسوية وحتى كمراقب في اللجنة الدولية، وأنه قد نشهد خلال الأسبوع الحالي حراكًا دبلوماسيًا دوليًا في سياق البحث عن حلول توصل إلى وقف اطلاق النار”.