الارتطام الكبير بات وشيكاً.. والمعرقلون لن يجدوا بلداً يحكموه!
المصدر: غسان ريفي – سفير الشمال
لا شيء في لبنان يوحي بأن الأزمات قد تسلك طريقها نحو الحل، لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في المال ولا في الأمن ولا في لقمة العيش الذي بدأت الطبقات الفقيرة تستجديها لشهر رمضان المبارك
بل على العكس فإن كل الأمور توحي بأن الوضع الى مزيد من الانزلاق وصولا الى الارتطام الكبير الذي بات وشيكا وسيؤدي الى تشظي البلد وإنهياره بالكامل.
كل ذلك والمعنيون بتشكيل الحكومة يؤكدون يوما بعد يوم أنهم يفتقدون الى الحد الأدنى من الحس الوطني ومن المسؤولية المجتمعية، ويقدمون أنفسهم كذئاب يلهثون وراء فرائس من مصالح ومكاسب ومناصب، ولو كان ذلك على حساب الخراب الذي لن يكونوا بمنأى عنه.
بعد أكثر من خمسة أشهر على التكليف والتعطيل وفتح الحروب الجانبية، والاتهامات المتبادلة التي وصلت الى درك مخزٍ أمام معاناة اللبنانيين، لا بد من الاشارة الى سلسلة من الخلاصات حول الوضع القائم والتي وصل إليها كثير من المتابعين.
أولا: لا حكومة في الأفق اللبناني حتى يحصل جبران باسيل على “الثلث المعطل”. ولا توقيع على مراسيم حكومية من قبل عون إذا لم يتم إرضاء باسيل الذي حوّل نفسه الى رئيس الجمهورية الفعلي، بعدما وضع يده على كل المفاصل الأساسية في قصر بعبدا.
ثانيا ـ المستهدف الأول في لبنان اليوم هو إتفاق الطائف الذي خاض الرئيس عون حروبا ضارية لمنع إنجازه في العام 1989.
والخلاصة الثالثة هي أن حرب إلغاء جديدة تلوح في الأفق بين الرئيس عون والقوات اللبنانية بدأت بوادرها تظهر وحرب على صلاحيات رئيس الحكومة التي كفلها إتفاق الطائف من قبل فريق العهد الذي يريد إدخال الرئيس عون كشريك مضارب للرئيس المكلف.
رابعاـ هناك حقد شخصي يسعى الحريري الى تصفيته مع باسيل بتجاهله وعدم التعاطي معه وصولا الى تعطيل أي تواصل أجنبي معه.
والخلاصة الخامسة هي بأن التاريخ يعيد نفسه في الخلاف الكبير بين بكركي والرئيس عون، خصوصا بعدما حسم البطريرك الراعي الموقف بأن لا “تدقيق جنائي” قبل تشكيل الحكومة.
وأخيرا، تخبط ضمن حزب الله بين التحرر من حليفه ميشال عون وإنقاذ الوضع، أو دعم توجهاته على حساب الانهيار الكامل.
في غضون ذلك، فلتان أمني أفقي، سرقات تتنامى وصولا الى السطو المسلح، لا سقف لارتفاع سعر صرف الدولار، أزمات في الخبز والمحروقات والكهرباء والدواء واللحوم، وحجب كل أنواع المساعدات عن لبنان بإنتظار تشكيل حكومة.
أمام هذا الواقع الأليم، ثمة من يسعى الى طموحات حكومية وتطلعات رئاسية، في حين تشير كل المعطيات الى أنه في وقت قريب لن يجد أي من المعرقلين لتشكيل الحكومة بلدا ليحكموه.