معركة خارجيّة “عالمنخار” في لبنان… فمن يربح؟

أخبار بارزة, لبنان 14 نيسان, 2021

كتب كبريال مراد في موقع mtv:

تعيش البلاد منذ ما بعد انفجار الرابع من آب على وقع “المبادرة الفرنسية”، والتي يقول بعض العارفين إنها دخلت قبل ايام غرفة العناية الفائقة، وتصارع بين الحياة والموت للبقاء كخريطة طريق حلّ الأزمة اللبنانية.
ويذهب البعض الى حدّ القول إن القضية باتت أكثر من مشكلة حكومة، واصبح من المفترض مقاربتها كأزمة حكم ونظام، والاّ فإن الأيام ستدور دورتها لتعود المشكلة للبروز مجدداً، بعد شهر او سنة، بأشكال مختلفة.

ولكن، وبعيداً من السياسة، وترنّح المبادرة على وقع الشروط والشروط المضادة داخلياً، وانتظار السلام والكلام والنظرة والابتسامة بين واشنطن وطهران، فإن عوامل أخرى تؤشّر الى أن التأثير الفرنسي على الساحة اللبنانية يصارع للبقاء والصمود. لماذا؟ لأن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً للفرنكوفونية في لبنان، والجمهورية التي نشأت على اعتبار فرنسا “الأم الحنون”، باتت تتقاسم حنانها مع اللغة الانكليزية، التي باتت تسير “الكتف على الكتف” مع اللغة الفرنسية.
من هذا الباب تحديداً، يُفهم سبب حرص وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لو دريان على دعم المدارس الفرنكوفونية في لبنان بمبلغ 15 مليون يورو. فبعدما كان لبنان فرنكوفونياً بامتياز، صارت المعركة “ع المنخار” بين الـbonjour والـ good morning في المدارس والجامعات، وسوق العمل، والعلاقات بين المؤسسات المحلية ومراكز الدراسات الخارجية.
وتظهر الأرقام الأخيرة الصادرة عن “الدولية للمعلومات”، وفق مستندات المركز التربوي للبحوث والإنماء، ان 50،5% من الطلاب يعتمدون اللغة الفرنسية كلغة اولى، بينما يعتمد 49،5% منهم الانكليزية كلغة اولى، بعدما كانت الهوة كبيرة بين المنهجين واللغتين قبل عشر سنوات، اذ بلغت 62،4% للفرنسية و37،6% للانكليزية، و67،7% للفرنسية و32،3% للانكليزيّة قبل عشرين عاماً.
تبدّل المشهد اذا، خلال عقدين من الزمن، ويتوقّع العارفون بمزيد من التقدّم الانكليزي في السنوات المقبلة.

هو مؤشر لافت الى أن المطبات السياسية تشكّل انعكاساً طبيعياً لكون باريس لم تعد اللاعب الاكثر تأثيراً في تربية اللبنانيين. قد نحتاج لدراسة جديدة في وقت قريب لرصد اثر “تربية Netflix” على فهم ومقاربة ومتابعة وردود افعال اللبنانيين… لننتظر ونر!

 

MTV

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us