اقتصاد “ما بعد الحرب”.. ما هي السيناريوهات المتوقعة؟
يتطلع اللبنانيون بحذر إلى عام 2025 في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المعقدة، وتتباين التوقعات حول مستقبل الاقتصاد اللبناني بين ثلاثة سيناريوهات رئيسية: الإيجابي، الوسطي، والسلبي. وتحمل هذه السيناريوهات في طياتها احتمالات متعددة تتوقف على تطورات الأوضاع السياسية والأمنية، ومدى القدرة على تنفيذ الإصلاحات والحصول على الدعم الدولي. فهل سيحمل العام الجديد بصيص أمل أم مزيداً من التحديات؟
كتب أنطوان سعادة لـ”هنا لبنان”:
شهر واحد يفصلنا عن نهاية العام 2024، عام من الدمار والخراب والانهيار، فإذا أردنا أن نمنحه لقباً لكان “العام المنحوس”، ولو توقعنا الآتي لما كنا احتفلنا في أول دقيقة من بدايته. ولكن ماذا عن عام 2025 وما هي السيناريوهات الاقتصادية المتوقعة له؟
يوضح كبير الاقتصاديين ورئيس قسم الأبحاث في بنك عودة مروان بركات في حديث لـ”هنا لبنان” أن الدراسات تتمحور حول 3 سيناريوهات أساسية للاقتصاد اللبناني خلال عام 2025 وهي: السيناريو الإيجابي وممن الممكن أن يتحقق بنسبة 40%، السيناريو الوسطي ومن المحتمل أن يتحقق بنسبة 40% ليتبقى 20% وهي نسبة حصول السيناريو الأخير للعام الجديد وهو السلبي.
وأضاف بركات أن السيناريو الإيجابي يعتمد على استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله وإلتزام الطرفين بتطبيق القرارات الدولية، مع حصول مساعدات خارجية ودولية لتمويل عملية إعادة الإعمار، وحل النزاع السياسي وانتخاب رئيس للجمهورية والبدء بالإصلاحات التشريعية والتنفيذية المطلوبة لإعادة النهوض. في حال تحقق هذا السيناريو، نسبة النمو سترتفع إلى ما بين الـ8 والـ9% مع فائض في ميزان المدفوعات بقيمة 4 مليار دولار، وتضخم بنسب ما دون ال10%، وارتفاع في احتياطيات مصرف لبنان بقيمة 5 مليارات دولار مع نهاية عام 2025 وطبعا مع استقرار في سعر صرف الدولار في السوق الموازية.
وشدد بركات أنّ السيناريو الوسطي يعتمد على التزام وقف إطلاق النار إنما مع استمرار النزاع السياسي الداخلي دون أي حل على المستوى الرئاسي مع مواصلة انهيار المؤسسات العامة في ظل حكومة تصريف أعمال، بعيداً عن الإصلاحات المالية، التشريعية والتنفيذية، بالإضافة إلى حصول لبنان على مساعدات دولية لإعادة الإعمار بشكل محدود. في حال حصول هذا السيناريو من المتوقع أن يسجل النمو 2%، دون أي فائض أو عجز في ميزان المدفوعات، مع 30% تضخم في الأسعار، وتراجع في احتياطيات مصرف لبنان من 10،2 مليارات دولار إلى 9 مليارات دولار، واستقرار في سعر الصرف.
وختم بركات حديثه أنّ السيناريو السلبي يعتمد على عودة الحرب خلال عام 2025، في ظل خسائر يومية بمئات ملايين الدولارات بشكل مباشر وغير مباشر بمختلف قطاعاته، مع مواصلة النزاعات السياسية الداخلية والخارجية وعدم التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وعدم إتمام أي نوع من الاستحقاقات المالية والاقتصادية. في حال حصول هذا السيناريو وهو الأسوأ سيؤدي إلى انكماش في الناتج المحلي الإجمالي مع نمو سلبي بنسبة 20% ونسبة تضخم تفوق 200% وعجز في ميزان المدفوعات بحدود ال5 مليارات دولار واستنزاف لاحتياطيات مصرف لبنان بقيمة 5 مليارات دولار مع نهاية عام 2025 بالإضافة إلى تدهور في سعر الصرف ليتجاوز حاجز الـ200 ألف ليرة للدولار الأميركي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الحكومة تبدأ بخطة أولية لإعادة الإعمار … فما هي تفاصيلها ؟ | في حال أنفقت الدولة كل “السيولة”.. هل تتجه إلى إحتياطي مصرف لبنان؟ | بعد إنتخاب ترامب.. ما هي التداعيات الاقتصادية على لبنان؟ |