فرنسا على الخط الرئاسي مجدداً.. حظوظ نجاح مهمة لودريان مرتفعة
لم يتراجع الدور الفرنسي تجاه لبنان وقضاياه السياسية والاقتصادية، فقد كانت المواكبة الفرنسية المباشرة لعدد من الملفات واضحة، ومؤخراً في إتفاق وقف إطلاق النار وإن جزئياً من خلال بيان مشترك فرنسي- أميركي بشأن تنفيذ القرار ١٧٠١ وتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
بإقرار كثيرين، لم يتراجع الدور الفرنسي تجاه لبنان وقضاياه السياسية والاقتصادية حتى وإن صوّر للبعض أنه خفت. فقد كانت المواكبة الفرنسية المباشرة لعدد من الملفات واضحة، ومؤخراً في إتفاق وقف إطلاق النار وإن جزئياً من خلال بيان مشترك فرنسي- أميركي بشأن تنفيذ القرار ١٧٠١ وتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني. تدخلت فرنسا كوسيط بحكم علاقتها المتجذرة بالبلاد للاهتمام بمعالجة انقسامات الأفرقاء اللبنانيين. فهل عاد دورها التاريخي إلى لبنان بعد كلام عن انكفاء فعاليته؟
هنا تقول مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” أنّ الولايات المتحدة الأميركية عملت على وساطة وقف إطلاق النار، وكانت لفرنسا حصة، ما يتعارض والحديث عن استبعادها للتوصل إلى هذه المرحلة. تحركت فرنسا ديبلوماسياً وعقدت مؤتمر دعم لبنان، وها هي تتحرك رئاسياً عبر موفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان، في حين أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون أبقى خطوط التواصل مفتوحة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وهناك من يسأل عما إذا كان هذا التحرك هو تعويض على تراجع في ملف الحرب.
وفي هذا المجال، يقول الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي لـ”هنا لبنان” أنّ باريس تتحرك هذه المرة عبر موفدها جان إيف لودريان تحت المظلة الفرنسية بشكل مباشر أكثر من السابق بعدما تبين لها أنها لا تملك الأوراق الكافية لمعالجة الأزمات اللبنانية وتحديداً أزمة رئاسة الجمهورية، فبعد مشاركة فرنسا الجزئية في ترتيبات وقف إطلاق النار بعد ٦٤ يوماً من الحرب الطاحنة، تحاول الآن ملء الفراغ الديبلوماسي بتحرك واسع يشمل جميع القوى السياسية لعلها تحقق ولو في الشكل نجاحاً ما على مستوى الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
ويضيف الزغبي: مما لا شك فيه أنّ تحرّك باريس الراهن له من الحظوظ أكثر من السابق ليس بسبب قدرة مستجدة لدى الديبلوماسية الفرنسية بل لأنّ الأجواء الإقليمية والدولية باتت مهيأة أكثر لحسم مسألة الرئاسة في لبنان خصوصاً أنّ التعطيل المزمن الذي كان يمارسه الثنائي الشيعي بات من الماضي بعدما سقطت عناوين هذا الثنائي قبل الحرب خصوصاً مسألة الثلاثية جيش وشعب ومقاومة، ووحدة الساحات والربط مع غزة، فالحجم الذي يأخذه الثنائي راهناً هو حجم محلي أكثر مما هو حجم مضخم بدعم إيراني فاعل، لذلك بادر الرئيس نبيه بري إلى تحديد موعد لانتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني من العام المقبل مستبقاً الجلسة بوصفها مثمرة، وداعياً سفراء الدول إلى حضورها وهذا يعني أنّ هناك جدية مستجدة في هذا المجلس، وبناءً على هذه الجدية والمتغيرات التي طرأت بعد الحرب، يأتي التحرك الفرنسي وكأنه يجمع حصيلة النتائج ويترجمها في الملف الرئاسي اللبناني.
وسوف يتعين على لودريان مكلفاً من الرئيس ماكرون متابعة الاتصالات الرئاسية من أجل نجاح مسعى انتخاب الرئيس، لعل فرنسا تنجح في إنجاز هذا الاستحقاق فيسجّل لها للتاريخ.