إنطلاقة هشّة لإتفاق وقف النار… العميد جورج نادر لـ “هنا لبنان”: سنرى ردّة فعل”الحزب” الموافق على الشروط

خاص 29 تشرين الثانى, 2024

منذ الرابعة من فجر الأربعاء، بدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، بعد سنة وشهرين من الحرب الضارية وتداعياتها خصوصاً على لبنان. هذا التنفيذ يشكل إختباراً للطرفين يمتد لستين يوماً تمهيداً لوقف دائم للقتال، لكن ومنذ اليوم الأول بدا الاتفاق هشّاً لا يطمئن بصموده في ظل الاتهامات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله بالخروقات، منذ لحظة عودة النازحين إلى القرى الحدودية مع بدء سريان الاتفاق، على الرغم من دعوات وتوجيهات الجيش اللبناني بعدم العودة قبل ضبط الوضع من كل النواحي، إلا أنّ حزب الله كان المشجع الأول للنازحين للعودة، لا بل طلب وفق المعلومات من بعض النازحين بالإسراع إلى بلداتهم تحت عنوان “الانتصار للمقاومة”، فكان تحذير سريع من الجيش الإسرائيلي إلى النازحين لعدم الرجوع أو الاقتراب من مواقعه في المنطقة، حيث حاول بعض العائدين الاقتراب من هذه المواقع فأطلق عليهم النار.

إلى ذلك، إستهدف سلاح الجو الإسرائيلي منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين الصواريخ متوسطة المدى، عند الأطراف الشرقية لبلدة البيسارية، وقد جاءت رداً بحسب الجيش الإسرائيلي على انتهاكات حزب الله، بمحاولة دخول مشتبه بهم إلى مناطق حدودية، واصفة ذلك بإنتهاك مباشر لإتفاق الهدنة.

ومن الخروقات أيضاً غارة على سيارة في بلدة مركبا الحدودية بهدف إبعادها عن المنطقة المحظورة، فضلاً عن قذائف على عدد كبير من القرى الحدودية، مع تأكيد التحذير الإسرائيلي فجر اليوم إلى 68 بلدة تمتد من شبعا في القطاع الشرقي إلى المنصوري في القطاع الغربي.

وعلى خط حزب الله فقد وجهّت الاتهامات إلى إسرائيل، من خلال النائب حسن فضل الله بانتهاك الاتفاق من خلال استهداف المدنيين العائدين إلى قراهم.

في هذا الاطار يشير العميد المتقاعد جورج نادر لـ” هنا لبنان” إلى أنّ الاتفاقية المذكورة جاءت لصالح إسرائيل، التي وضعت شروطاً للتدخّل حين تدعو الحاجة مع ورقة ضمانات أميركية، إذ تحتفظ بحقها في الرد لدى استشعارها أي تهديد، ولهذه الغاية منعت العودة إلى القرى والبلدات الحدودية، وقال:” الأنظار متجهة اليوم إلى حزب الله لمعرفة ردة فعله، فهل ستكون كما في السابق؟ مع الإشارة إلى أنه وافق مع الرئيس برّي على الشروط ، وأبرزها إحتفاظ إسرائيل بحق الرد، أي أنّ حزب الله وافق على مفاعيل هذا الاتفاق، مع كل ما يتضمّن من بنود لصالح إسرائيل”.

ورداً على سؤال حول رأيه بالانتصار الذي احتفل به حزب الله، ردّ العميد نادر: “للحقيقة لم أجد بعد مفهوماً لإنتصاره، لأنّ المنتصر هو الذي يحقق أهدافه، منها إسناد غزة التي دمرّت بيوتها بنسبة 80 في المئة، أما وحدة الساحات فقد ألغاها الحزب حين وافق على وقف إطلاق النار، مما يعني أنه لم يحقق شيئاً، وبالتالي فميزان الربح “طابش” لصالح إسرائيل، لكن كل ما فعله حزب الله من احتفالات بالنصر يهدف إلى إرضاء بيئته”.

وعن إمكان حصول تصادم بين الجيش وحزب الله في الجنوب حين سينفذ قرار سحب السلاح منه، أشار إلى أنّ دخول الجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني هو لتطبيق القرارات الدولية تدريجياً، وحزب الله وافق عليها، من ضمنها سحب سلاحه، وقيادة الجيش اليوم على المحك وستنفذ القرارات، وليس من مصلحة حزب الله أن يتصادم مع الجيش الذي يحظى بإجماع داخلي وخارجي كبير جداً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us