ربط الساحات بدأ في إيران وانتهى في إسرائيل
اليوم وبعد سنة ونيّف على الحرب الإيرانية مع إسرائيل، ها هو بنيامين نتنياهو يربط الساحات كما يحلو له، منتزعًا من إيران هذه القدرة، مانعًا “الحزب” على سبيل المثال لا الحصر، من التحرك نحو سوريا، التي هددها نتنياهو علنًا في خطابه الذي أعلن فيه الهدنة
كتب بشارة خيرالله لـ “هنا لبنان”:
لطالما جاهرت إيران بقدرتها على ربط الساحات الموالية لمشروعها في المنطقة، من عملية السابع من أكتوبر التي نفذتها حركة حماس، إلى إعلان السيد حسن نصرالله بدء حرب المساندة من الجنوب اللبناني في الثامن من أكتوبر، إلى إطلاق صواريخ حوثية بعيدة المدى من اليمن، إلى إطلاق أرتال من المسيرات والصواريخ من إيران باتجاه إسرائيل إلى محاولة زجّ العراق وسوريا في المعركة.
أما اليوم، وبعد سنة ونيّف على الحرب الإيرانية مع إسرائيل، ها هو بنيامين نتنياهو يربط الساحات كما يحلو له، منتزعًا من إيران هذه القدرة، مانعًا “حزب الله” على سبيل المثال لا الحصر، من التحرك نحو سوريا، التي هددها نتنياهو علنًا في خطابه الذي أعلن فيه الهدنة، وقال إنّ الرئيس السوري بشار الأسد يلعب بالنار، ما تزامن مع سقوط مواقع سورية عدة من يد جيش النظام من دون أي تدخل حقيقي، لا من إيران ولا من روسيا ولا من تركيا ولا حتى من “حزب الله المنتصر”، الذي يترجم “انتصاراته” بالاعتداء على الصحافيين في الضاحية وفي بعلبك وفي بلدة الدوير الجنوبية، بحجة تخوين هؤلاء وتحليل دمهم أمام البيئة الحاضنة للحزب.
وبالعودة إلى الهدنة الهشة بين “حزب الله” وإسرائيل، تؤكد المعطيات والمصادر المتابعة أنّ العودة إلى الأعمال الحربية احتمال وارد في أيّ لحظة ومع أي غلطة أو هفوة أو محاولة للتذاكي على الاتفاق المغطى دوليًا.
وتعتبر المصادر أنّ إسرائيل اليوم، باتت قادرة على ضرب أهداف في غزة وفي لبنان وفي سوريا وفي اليمن وفي إيران متى تريد وربما في آن واحد، على عكس المحور الإيراني الذي يلملم خيباته وجراحه ويكابر مزهوًا بانتصار ليس له أيّ أثر ولا يمكن أن تراه العين المجردة.
وتسأل المصادر “أين كنا وأين أصبحنا”، من الصلاة في القدس، إلى الدخول إلى الجليل، إلى إيقاف إسرائيل على “إجر ونص”، إلى توازن الرعب أو الردع، إلى تدمير عاصمة مقابل عاصمة ومرفأ مقابل مرفأ ومبنى مقابل مبنى.. وصولًا إلى القبول بتسوية فرضها الإسرائيلي كما يريد وتفرغ بعدها لخلخلة أعمدة النظام السوري من دون أن يعترف بذلك، بعد أن دمّر بلدات بأكملها في الجنوب وفي البقاع وفي الضاحية وضرب كل منشآت “حزب الله” واغتال كبار قادته ولا يزال ينتشر في البلدات الجنوبية ويحدد أوقات التنقل ويمنع الدخول إلى أكثر من خمسين بلدة جنوبية..
مواضيع مماثلة للكاتب:
أي سحرٍ يحوِّل هزيمة “الحزب” إلى انتصار؟ | أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ |