خروقات كادت تُطيح بـ “وقف النار”.. واتصالاتٌ “على أعلى المستويات” لتعزيز الاتّفاق!
اشتعل الميدان الجنوبي مساء أمس الإثنين، وكاد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يقع في “محظور الانهيار”، بعد قصف صاروخي قال “حزب الله” إنّه عبارة عن “ردّ تحذيري أوليّ” على الخروقات الإسرائيلية للاتفاق. فيما استتبعته تل أبيب بسلسلة غارات طالت عشرات القرى والبلدات اللبنانيّة، مهددة من مغبة أيّ خرق يقوم به “الحزب”.
في التفاصيل، وفيما ترتفع الدعوات المحلية والدولية إلى ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار ومنع الخروقات، أعلن “حزب الله” أمس، أنّه نفّذ ردًّا دفاعيًا أوليًا تحذيريًا على الخروقات الإسرائيلية، مستهدفًا موقع رويسات العلم التابع للجيش الإسرائيلي في تلال كفرشوبا.
ردّ “الحزب” هذا أدّى إلى توتر كبير على الحدود اللبنانية الجنوبيّة، إثر موجة واسعة من الضربات الجويّة التي نفذها الطيران الإسرائيلي، تزمنًا مع تصاعد لغة التهديد بـ “رد قاس” على لبنان.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن “إطلاق حزب الله النار على مستوطنة هار دوف يشكل انتهاكًا خطيرًا لوقف إطلاق النار، وإسرائيل سترد بقوة”.
كما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في منشور على منصة “إكس” برد “صارم”.
رسائل مباشرة من هوكشتاين!
تزامنًا، أفادت معلومات موثوقة لـ “الجمهورية” بأنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين نقل رسائل مباشرة بشأن انتهاك اتفاق وقف اطلاق النار إلى المسؤولين الإسرائيليين.
كما أنّ تواصلًا جرى بينه وبين جهات لبنانية معنية بالاتفاق، وقد نقلت إليه كلامًا تحذيريًا بأنّ “إسرائيل تحاول أن تخلق واقعًا يُنذر بمخاطر وانفراط الاتفاق من أساسه”.
الخارجية الأميركية: وقف النار “ناجح” وسننظر في الانتهاكات
وعلى الرغم من الخروقات وتصاعد الأحداث مساء أمس، اعتبرت الخارجية الأميركية أن “وقف إطلاق النار في لبنان ناجح وسننظر في تقارير عن انتهاكات لوقف إطلاق النار في لبنان في الأيام المقبلة، من خلال آلية منصوص عليها في الاتفاق، ونحن توقعنا وجود اختراقات في وقف إطلاق النار وهناك آلية للنظر فيها”.
وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر في تصريح للصحافيين: “إن وقف إطلاق النار صامد، وعندما نتلقى تقارير عن انتهاكات محتملة، لدينا آلية وضعناها مع حكومة فرنسا للنظر في تلك الانتهاكات المحتملة، وتحديد ما إذا هي في الواقع انتهاكات، ثم الانخراط مع الأطراف لضمان عدم تكرارها”.
اتصالات فرنسية لوقف الخروقات
بدورها، نقلت صحيفة “اللواء” عن مصادر دبلوماسية متابعة عن قرب لعمل لجنة الإشراف الخماسية على وقف إطلاق النار في الجنوب، “أن عضو اللجنة الضابط الفرنسي لم يتم تعيينه بعد رسميًا، لكن قد يتم تعيينه بين ساعة وساعة وسيصل إلى بيروت هذا الأسبوع، بالتزامن مع أو قبل زيارة وزيري الخارجية جان نويل بارو والدفاع سيباستيان لوكورنو الفرنسيين المقررة مبدئيًا نهاية هذا الأسبوع، لمواكبة تطبيق قرار وقف إطلاق النار”.
وقالت المصادر لـ”اللواء”: إن اتصالات على أعلى مستوى تجريها فرنسا وبخاصة الرئيس إيمانويل ماكرون مع الجهات المعنية ولا سيما الأميركية والإسرائيلية، بهدف وقف خروقات الجيش الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضحت أنّ “التزام إسرائيل قد يتم بعد انتهاء انتشار الجيش اللبناني في قرى الشريط الحدودي التي يتحرك بها الجيش الإسرائيلي بحرّية نظرًا لانعدام المرجعية القادرة على وقف الخروقات، طالما لم تباشر لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار عملها بعد بانتظار انضمام الضابط الفرنسي”.
جهود فرنسية سعودية لتعزيز وقف النار
في الإطار نفسه، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال اجتماع في الرياض، مساء الإثنين، على أنّهما “سيواصلان الجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان”.
كما دعا ماكرون وبن سلمان إلى انتخاب رئيس للبنان، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية فجر الثلاثاء.
وفي ختام اليوم الأول من زيارة دولة يقوم بها ماكرون إلى السعودية وتستمر ثلاثة أيام، قال قصر الإليزيه في بيان إنّ الزعيمين “دعوَا إلى إجراء انتخابات رئاسية في لبنان بهدف جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستقرار البلد وأمنه”.