سلام لـ”هنا لبنان”: الجيش مفتاح استقرار البلاد ولبنان بحاجة للعودة إلى الحضن العربي
تحدث وزير الإقتصاد أمين سلام في حلقة استثنائية من “هنا الاقتصاد” عبر “هنا لبنان” عن العديد من القضايا السياسية والاقتصادية التي تشغل الساحة اللبنانية.
وأكد سلام أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه كان إنجازًا كبيرًا للبنان، حيث صادقت الحكومة عليه ليبدأ تنفيذه، ليقوم الجيش اللبناني بمهامه، خصوصًا في المناطق الجنوبية. وذكر أن دولة الرئيس نبيه بري كان الراعي الأساسي لهذا الاتفاق، وصاحب المبادرة لتهدئة الأمور. وأضاف أن الرئيس بري أشار له إلى أنه بعد وقف إطلاق النار، تم تسجيل أكثر من 54 خرقًا من قبل الجانب الإسرائيلي، مما يشكل تعديًا على سيادة لبنان، معلقًا أنه لا يعرف إذا كان سيتم ضبط الأمور أم لا.
وتطرق سلام إلى التدخل الأميركي، الذي لعب دورًا في التهدئة بعد رد الحزب على الخروقات الإسرائيلية، حيث بدا أن الوضع قد “قطع على خير”.
وأكد أن الجيش اللبناني قدم تضحيات كبيرة في هذه المرحلة، وقال: “الجميع يدفع الثمن”، معربًا عن أمله في الحفاظ على وقف إطلاق النار مهما كلف الأمر.
وفي ما يخص الحوار مع حزب الله، أوضح سلام أن الجو العام في الحكومة أصبح مفتوحًا لحوار هادئ وجدي مع حزب الله، مشيرًا إلى أن الجلسة الأولى بين الأطراف شهدت تقبلاً لموضوع السيادة وسلاح الحزب ونشر الجيش اللبناني على الأراضي اللبنانية. وحضر الجلسة ممثلو الثنائي الشيعي الذين أكدوا أنهم سيتعاونون مع الجيش اللبناني لتطبيق الاتفاق وتطبيق القرار 1701.
علاقة سلام بترامب ومسعد بولس
وفي ما يتعلق بعلاقته بدونالد ترامب ومستشاره اللبناني مسعد بولس، قال سلام إنه تعرف على عائلة ترامب أثناء دراسته بين نيويورك وواشنطن، وكان داعمًا للحزب الجمهوري، حيث كان رئيسًا لغرفة التجارة لدعم مشوار ترامب الانتخابي.
وأوضح أنه زادت قنوات التواصل بينه وبين مسعد بولس، الذي وصفه بأنه “لبناني وقلبه على لبنان”. وأكد سلام أن رسالة ترامب تجاه لبنان لم تتغير، حيث قال إن لبنان لديه فرصة تاريخية، مشيرًا إلى أن وجود مسعد بولس في البيت الأبيض هو بمثابة “رسالة سلام” للمنطقة.
المسار السعودي ولبنان
كما تطرق سلام إلى رؤية السعودية 2030 التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، قائلاً إن لبنان يمكنه أن يعود ليكون “سويسرا الشرق” إذا خاض هذا المسار، وأن ذلك يتطلب انتظام المؤسسات اللبنانية، انتخاب رئيس للجمهورية، وفرض الجيش اللبناني سلطته. وأشار إلى ضرورة انتشال لبنان من “القبضة الإيرانية” وعودته إلى الحضن العربي لاستعادة ثقة الدول العربية ودول الخليج.
وأضاف أن الشروط الأساسية لنهوض لبنان هي انتخاب رئيس، تشكيل حكومة متناسقة، وتسليم سلاح الحزب إلى الجيش اللبناني. وفيما يتعلق بالتطبيع والسلام مع إسرائيل، أكد أنه من المبكر الحديث عن ذلك نظرًا لجروح لبنان التي لم تلتئم بعد.
أما بالنسبة للوضع الإقليمي، قال سلام إن هناك مسارين في الشرق الأوسط: الأول هو رؤية الأمير محمد بن سلمان التي تتضمن رؤية 2030، وخطاب القمة العربية.
وأوضح أن لبنان يجب أن يستفيد من هذا المسار لتحقيق الاستقرار. كما أشار إلى أن ما يحدث في سوريا هو جزء من رؤية الشرق الأوسط الجديد، حيث هناك تشاورات كبيرة بين أميركا وروسيا، وسوريا تقع في معادلة موسكو.
وفي ما يخص النزوح السوري إلى لبنان، أكد أنه لا يمكن التراخي في موضوع عودة النازحين السوريين، وأن هناك تحديات كبيرة في هذا الملف. كما أوضح أن البنك الدولي وصندوق النقد قد وضعا حدودًا لتدخلاتهما في لبنان، مؤكدًا أن أرقامهم لا تخلو من الحسابات السياسية والعالمية.
وفي ما يتعلق بمستقبله السياسي، قال سلام إن هناك حديثًا دائمًا حول ترشحه لرئاسة الحكومة، لكنه أوضح أنه لا يهمه الوصول إلى المنصب إذا لم يكن قادرًا على تحقيق فارق في لبنان. وعبّر عن أمله في أن يكون هناك جيل جديد من الشباب في لبنان، يتعامل مع الخارج بمهنية وحرفية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قائد الجيش في السعودية… و3 مليارات دولار لدعم الجيش بعد تطبيق القرار 1701 | ياسين: حجم الدمار يفوق 5 أضعاف حرب تموز 2006 | حمية: ركام الضاحية “مش رح ينكب بالبحر” |