المواجهة المكلفة
لقد أصبحت الخيارات أمام اللبنانيين واضحة ولا تحتمل أي تأويل فعليهم الإختيار بين الدولة واللادولة، بين السلم والحرب، بين الازدهار والإنهيار، بين الانفتاح والإنعزال، بين النظام والفوضى، بين الدستور والشغور..
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
يقف لبنان عند مفترق طرق مهم جدا والخيار فيه سيقرر مصيره ومصير شعبه ولا سيما لجهة مستقبل هذا الكيان والصيغة التي سيحكم من خلالها، ولا بد من القول بأن المسألة هذه هي في يد اللبنانيين أو أكثريتهم إن عرفت أين تكمن المصلحة اللبنانية.
لقد أصبحت الخيارات أمام اللبنانيين واضحة ولا تحتمل أي تأويل فعليهم الإختيار بين الدولة واللادولة، بين السلم والحرب، بين الازدهار والإنهيار، بين الانفتاح والإنعزال، بين النظام والفوضى، بين الدستور والشغور،وفي كل هذه الخيارات وغيرها يجب علينا ألا نتردد في اختيار ما هو إيجابي لأن الخيارات السلبية الأخرى قادتنا وستقودنا نحو المزيد من الخراب والمآسي.
هذه الخيارات الإيجابية أصبح التوجه نحوها ممن كانوا في محور الحرب والقتال أكثر إلحاحا لأن الظروف المحلية والإقليمية والدولية لم تعد تتيح لهم الإستمرار في نهج التخريب والمشاريع السياسية الإنتحارية، فالمنطقة تنتقل إلى مرحلة سياسية أخرى تسقط أحلام هؤلاء والشواهد على ذلك كثيرة ابتداء مما جرى في قطاع غزة مرورا بحرب لبنان ووصولا إلى حرب سوريا،فالواضح في كل هذه التطورات أن هناك عصرا يشارف على نهاية تأثيراته في هذه المنطقة أو في ثلاثة بلدان على الأقل وهي فلسطين ولبنان وسوريا حيث يواجه التفوذ الإيراني تحديات كبيرة جدا تنذر بأنه سيفقد التأثير والدور لا سيما وأن الأحداث تؤشر إلى أن القرار بضرب هذا النفوذ أو تقليصه إلى حد كبير قد اتخذ وأن مواجهة هذا القرار كانت مكلفة وستكون مكلفة أكثر إن أصرت طهران وأذرعها على مقاومته ولن تغير هذه المقاومة في المصير المرسوم.
إن اللبنانيين المحسوبين على هذا المحور مدعوون إلى قراءة جيدة وواضحة لما يجري في المنطقة وأن تسليمهم بأن الظروف والمعادلات قد تغيرت ليس استسلاما للطرف الأخر بل هو إعادة تقييم واستخلاص عبر مما جرى يفترض أن تؤدي في النهاية إلى قرار حكيم يجنب لبنان وجميع اللبنانيين المزيد من المآسي ويعبر عن لبنانية هؤلاء ويدفعهم باتجاه ولاء وحيد هو والولاء للبنان ونحو إيمان بأن الدولة هي من يحمي ويبني الحاضر والمستقبل.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مصائب قوم | دروز سوريا يؤكدون على هويتهم.. وإسرائيل تدعي العمل لحمايتهم | بين سوريا الأمس وسوريا اليوم |