سقوط الذراع الثالثة لإيران… سوريا
تقاطعت مصالح أكثر من دولة وفريق على وضع حدٍّ لأداء النظام السوري، فكان تقاطع بين تركيا مع أكثر من طرف ودولة، ولكن النتائج تحققت وقُطِعت الذراع الثالثة لإيران بعد قطع الذراعين السابقتين، وهكذا بعد سقوط “ثلاثية الأذرع”، فإنّ إيران ستكون خارج المعادلة اللبنانية بعدما قطِعت أوصالها مع سوريا والمسألة مسألة وقت
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا، تتيح الاستنتاج أنّ الوضع عند بدء الكتابة، قد يتبدَّل عند انتهاء الكتابة، فما يحدث في سوريا فاق كل التوقعات وجعل العالم يقف مشدوهاً أمام ما جرى ويجري منذ فجر السابع والعشرين من تشرين الثاني الفائت ، الذي شكَّل الساعة الصفر لبدء العمليات العسكرية . وبعد إثني عشر يومًا أنقلبت الأوضاع الميدانية في سوريا رأساً على عقب، وبات النظام في وضعِ المهدَّد للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية في آذار من العام 2011.
ماذا تعني هذه التطورات المتسارعة؟ لا حرب من دون أهداف سياسية، فما هي الأهداف لهذه الحرب التي صار عمرها ثلاثة عشر عامًا؟
توقيت اندلاع الحرب ليس مصادفة على الإطلاق، فأين المصادفة حين يبدأ سريان مفعول وقف إطلاق النار في لبنان، عند الرابعة من فجر الأربعاء السابع والعشرين من تشرين الثاني الفائت، وفي الوقت عينه تندلع المعارك في سوريا، بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ الرئيس السوري بشار الأسد “يلعب بالنار”، في إشارة إلى أنّ الأسد يستمر في السماح لحزب الله باستخدام الأراضي السورية لتمرير الأسلحة إلى لبنان، ولتخزينها في مستودعات في سوريا، وإنشاء مصانع لإنتاج بعض الأسلحة والذخائر. حصل كل ذلك فيما استمر النظام السوري يدير الأذن الصماء للنصائح والطلبات بأن يبتعد عن البقاء في أحضان الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كانت عمليات “التأديب” يتولاها الجيش الإسرائيلي من خلال العمليات التالية: اغتيالات لقادة من حزب الله ومن الحرس الثوري الإيراني.
ضرب شاحنات كانت تُقل ذخيرة من المستودعات السورية التي تخزِّن الأسلحة والصواريخ لحزب الله.
المعابر غير الشرعية التي يتجاوز عددها الثلاثين معبرًا، وهذه المعابر كانت تحت سيطرة حزب الله بغطاء مباشر من النظام السوري.
هذه المعطيات استمر العمل بموجبها منذ الثامن من تشرين الأول من العام 2023، وصولًا إلى الرابع والعشرين من تشرين الثاني الفائت ، تاريخ وقف النار. وعند هذا الحد انقلبت الأمور رأسًا على عقب:
تقاطعت مصالح أكثر من دولة وفريق على وضع حدٍّ لأداء النظام السوري الذي يعتبرونه أنه متفلت من كل ضوابط :
فكان تقاطع بين تركيا، التي رعت الجولاني ، مع أكثر من طرف ودولة، ولكن ، ولأنّ العبرة بالنتائج، فإنّ النتائج تحققت وقُطِعت الذراع الثالثة لأيران بعد قطع الذراعين السابقتين ، ذراع حركة “حماس” وذراع ” حزب الله ” ، وهكذا بعد سقوط “ثلاثية الأذرع”، فإنّ إيران ستكون خارج المعادلة اللبنانية ،بعدما قطِعت أوصالها مع سوريا، والمسألة مسألة وقت.
مواضيع مماثلة للكاتب:
من هنري حلو2 إلى ميشال عون 2 | متى يتغيَّر النظام السوري في لبنان | جلسة انتخاب الرئيس… هل تكون آخر ” أرانب” بري؟ |