سقوط الأسد وانعكاساته.. الحراك يتواصل ولكن “هل يتأخّر الاستحقاق الرئاسي”؟
على وقع التغييرات الجذرية التي تشهدها المنطقة، والسقوط المدوّي لنظام بشار الأسد في سوريا، تتوقّف الأوساط السياسيّة اللبنانيّة عند ملف رئاسة الجمهورية، الذي كان قد عاد إلى واجهة الأحداث بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وترقّب جلسة التاسع من كانون الثاني، التي يأمل المعنيّون أن تكون “حاسمة” لجهة انتخاب الرئيس.
الوضع الجديد بسوريا وتأثيراته على الاستحقاق الرئاسي
وسط هذه الأجواء، أكدت أوساط سياسية لبنانية لـ”الجمهورية”، أنّ التحول الدراماتيكي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، سيترك انعكاسات على مستقبل المنطقة ومن ضمنها لبنان، مشيرة إلى أنّ المطلوب من القوى الداخلية أن تتعاطى بمسؤولية استثنائية مع هذه المرحلة لتحصين الواقع اللبناني وتكييفه مع التطورات الهائلة، على قاعدة أنّ الأولوية هي لحماية الاستقرار الداخلي.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن “الوضع الجديد في سوريا لا بدّ من أن يترك تأثيراته على الاستحقاق الداخلي الأقرب وهو انتخاب رئيس الجمهورية”، لافتةً إلى أنّ “ما بعد سقوط الأسد هو بالتأكيد غير ما قبله، وبالتالي فإنّ فرص الأسماء التي سيكون لها الأفضلية لتولّي الرئاسة قد تختلف على الأرجح عمّا كانت عليه قبل الطوفان السوري”.
ولفتت الأوساط إلى أنّ “حزب الله سيكون معنيًا كذلك بإجراء مقاربة جديدة لمرحلة ما بعد سقوط حليفه الاستراتيجي، خصوصًا أنّ الحزب عاد كليًا إلى لبنان، والأرجح أنّ أولوياته ستتبدّل على هذا الأساس”.
تأخير النقاش في الملف الرئاسي
بدورها، اعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن الانشغال بالتطورات المتسارعة في سوريا قد يدفع إلى التأخير في النقاش في الملف الرئاسي، أقله في اليومين المقبلين، ولفتت إلى أنّ أصواتًا تبدأ بالصدور من أجل عودة الاهتمام بالملف الرئاسي، وانطلاقًا من ذلك فإنّ مروحة الاتصالات قد تقوم بين يوم وآخر حول إمكانية الوصول إلى التفاهم المنشود”.
وقالت المصادر إنّ المدخل الرئيسي لذلك هو طرح أسماء مرشحين يتلاقى حولها الفرقاء السياسيون من دون توسيع الدائرة وجعلها فضفاضة.
أحمد رستم: المطلوب “لبننة” الملف الرئاسي
في السياق الرئاسي أيضًا، اعتبر عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب أحمد رستم أنه “من الطبيعي أن تستأنف الكتلة حراكها بهدف تقريب وجهات النظر والمسافات بين الكتل النيابية، والتوصل بالتالي قبل جلسة 9 كانون الثاني إلى توافق في ما بينها، إما على اسم واحد لرئاسة الجمهورية، وإما على سلة أسماء يفوز من ينل بينها غالبية أصوات مجلس النواب”.
وقال رستم في حديث لـ”الأنباء” الكويتية: “سنلتقي الخميس المقبل للغاية نفسها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، على أن يتبع هذا اللقاء لقاءات أخرى مع التيار الوطني الحر وسائر الأفرقاء الممثلين في الندوة النيابية بما فيها الثنائي الشيعي”.
وعما نقله زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري لإحدى المحطات التلفزيونية المحلية بأن رسالة أميركية وصلت إلى عين التينة قد تفرمل جلسة انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني المقبل، قال رستم: “كلام بري موضع ثقة وقد أكد مرارًا وتكرارًا أن الجلسة في موعدها، على أن يكون سفراء الدول أبرز المدعوين لحضورها، والمطلوب بالتالي العمل على لبننة الملف الرئاسي عبر توافق الكتل النيابية على اسم أو سلة أسماء من القادرين على مواجهة المرحلة الراهنة”.
مواضيع ذات صلة :
الملف الرئاسي بين سليمان فرنجية والنائب افرام | أجواء حامية تخيم على الملف الرئاسي.. جنبلاط يرشح قائد الجيش وفرنجية يتريث! | أجواء إيجابية في الملف الرئاسي.. مصدر في الاعتدال الوطني يكشف الكواليس! |