المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة لمباحثات أستانا أيمن العاسمي لـ”هنا لبنان”: سوريا دولة مدنية لا انتقام بها.. والرسائل العربية والغربية أكثر إيجابية مما يظهر في الإعلام


خاص 10 كانون الأول, 2024

في وقت ما زالت فيه السجون السورية تكشف الويلات وما زال الإجرام الأسدي يفجع الرأي العام بطرق التعذيب، هناك من يشوّه المعارضة دون أن يمنحها حتى حق التجربة، فيطلق الاتهامات المسبقة، ومن يتبجح اليوم بالحديث عن القانون والحرية وحماية الأقليات والتخوّف من التطرف، كان في سبات يوم مارس آل الأسد أبشع فصول التطرف وانتهاك الحريات

كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

سقط الأسد، وبقي هناك من يأبى أن يصدق أنّ عهد الطغاة قد ولّى، وأنّ سوريا أمام عهد جديد ومرحلة جديدة، وهي حتماً ستكون أكثر إشراقاً من تاريخ دموي كتبه حافظ الأسد وابنه من بعده لمدة 53 عاماً.

وفي وقت ما زالت السجون السورية تكشف الويلات، وما زال الإجرام الأسدي يفجع الرأي العام بطرق التعذيب، هناك من يشوّه المعارضة، دون أن يمنحها حتى حق التجربة، فيطلق الاتهامات المسبقة، واللافت أنّ من يتبجح اليوم بالحديث عن القانون والحرية وحماية الأقليات والتخوّف من التطرف، كان في سبات يوم مارس آل الأسد، أبشع فصول التطرف وانتهاك الحريات.

إلى ذلك، ما زالت المعارضة السورية ماضية قدماً، نحو “سوريا جديدة”، في حين تمّ تكليف رئيس حكومة الإنقاذ في إدلب، محمد البشير، لتولي رئاسة حكومة انتقالية في البلاد.

توازياً، شهدت نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا، توافداً للعديد من السوريين، الذين قرروا المغادرة بعد التطورات الأخيرة، واللافت أنّ التصريحات التي نقلت لم ترصد أيّ اعتداء تعرض له هؤلاء، فكانت خطوة المغادرة استباقية تبعاً لشائعات عمل على بثها الإعلام العربي والدولي الموالي لبقايا النظام.

في هذا السياق، أكّد المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة لمباحثات أستانا أيمن العاسمي لـ”هنا لبنان”، أن “لا مشكلة مع المدنيين”، مضيفاً: “تحدثنا عبر الإعلام بشكل مباشر وواضح ولا يحتاج الأمر للتأويل، وقلنا أنّ أمن المدنيين في سوريا سيبقى مصاناً مهما كانت مواقفهم وآرائهم”.

ولفت إلى أنّ “هناك من عمل في المرحلة السابقة لحساب النظام، ويعتبر نفسه مستهدفاً. ولكن هذا ليس صحيحاً، ولا يوجد أيّ نوايا انتقامية، ولينظر الجميع اليوم إلى حلب وليرَ كيف انتظم كل شيء”.

وفي ما يتعلق بالذين ارتكبوا الجرائم تحت غطاء النظام الأسدي، قال العاسمي: “لا شيء اسمه انتقام ممنهج، هذا محسوم. وبدل الهرب، هؤلاء بإمكانهم تقديم أنفسهم كي يخضعوا لمحاكمة عادلة، السوريون هم أهل قانون والمعارضة ستطبق القانون والدستور. ونحن كانت مشكلتنا في الأسد بالإضافة إلى تعديلاته التي أدخلها للدستور كانت تجاوز الدستور وعدم تطبيقه”.

وشدّد العاسمي على أنّ ما تسعى إليه المعارضة هو تحقيق العدالة تحت سقف القانون، وأنّ خطوتها الأولى ستكون التوقيع على نظام روما الأساسي (اتفاقية إنشاء المحكمة الجنائية الدولية).

وتحدث العاسمي عن محاولات شيطنة المعارضة، من اتهامها بالإرهاب، لافتاً إلى أنّ “هذا الاتهام فشل، وهناك إشارات دولية إيجابية في ما يتعلق بمتابعة عمل المعارضة والمجموعات العسكرية”.

وتابع: “الآن عادوا إلى الحديث عن قضية الأقليات، علماً أنّ أكثر من ظلم الأقليات هو النظام ومن هجر الدروز هو النظام، ومن هجر المسيحيين إلى أوروبا وأميركا وغيرها هو النظام”.

وأشار العاسمي إلى ما يقوم به بعض الشبيحة، من استخراج فيديوهات قديمة، لبثّ الخوف، معلقاً: “لم يحدث أيّ جريمة في سوريا منذ سقوط النظام، باستثناء جريمة ارتكبها شبيحة الأسد، ونحن لا نريد فرض أيّ شيء في سوريا كما يروّج البعض”.

وأوضح أنّه “لكل سوري اليوم الحق بالمواطنة، بدولة مدنية تناسب مجتمعاتنا، وبدولة ديمقراطية”.

وعن الموقف العربي اليوم، لفت العاسمي إلى أنّ “التواصل لم ينقطع حتى في مرحلة الجفاء، والواقع اليوم مع الدول العربية والغربية هو أفضل مما تعبر عنه الوسائل الإعلامية وتصلنا رسائل جيدة”.

وفي ما يتعلق بتكليف محمد البشير بتشكيل حكومة انتقالية، أوضح العاسمي أنّ “الحكومة مهامها إدارية، وهي حكومة طوارئ لإدارة الظرف”، لافتاً إلى أنّ “الجناح العسكري سيحفظ الأمن حتى تتم عملية إعادة بناء الجيش والفصائل اليوم تضم 120 ألف شخص”.

وشدّد العاسمي على أنّ “الأجهزة الأمنية ستقوم بحماية المواطنين لا الترهيب”، لافتاً إلى أنّ “هذه الفترة الطارئة ستستمر لـ6 أشهر، بعدها سندخل في مرحلة جديدة وهي مرحلة الـ18 شهراً والتي سيتم خلالها الاتفاق على الدستور وعلى إجراء انتخابات حرة والانتقال إلى نظام سياسي جديد في سوريا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us