تفاؤل رئاسي وإشارات إيجابية ومشجّعة.. هل انطلق العدّ العكسي لإنهاء الفراغ؟
لا يزال ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية يسيطر على سلّم الأولويات السياسيّة في لبنان، بعد إرساء وقف إطلاق النار، وفي ظلّ التطورات والتحولات الجذرية التي تشهدها المنطقة بشكل عام، والتحديات التي يواجهها لبنان على وجه الخصوص.
في هذا الإطار، لفتت صحيفة “الأنباء” الإلكترونيّة، إلى أنّه يمكن القول إن العدّ العكسي الرئاسي انطلق، فأيام قليلة باتت تفصلنا عن الاستحقاق المنتظر يوم التاسع من كانون الثاني المقبل، وسط تصريح لافت للرئيس نبيه بري جزم فيه أننا سننتخب رئيسًا في هذه الجلسة.
ووسط هذا التفاؤل المستجد، شهدت الساحة السياسية سلسلة لقاءات بين مختلف القوى السياسية، لكن مركزية هذا الحراك كانت في عين التينة، حيث اجتمع بري بسفراء اللجنة الخماسية، كما برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وتحدثت مصادر سياسية، عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية، عن وجود تقاطعات في هذا الملف بدأت تتظهّر معالمها في الاتصالات الناشطة بين الكتل النيابية.
وأشارت إلى أن “المعطيات تفيد بأن المباحثات قطعت شوطًا لا بأس به على مستوى عدد المرشحين، فأصبح هناك 4 أو 5 مرشحين على الطاولة. ومن المفترض أن يرشح عن جلسة 9 كانون الثاني انتخاب رئيس جمهورية”.
ورأت المصادر أن هناك فرصة لانتخاب رئيس يحظى بأكبر احتضان محلي وعربي، وإذا لم يتم ذلك في هذا التاريخ المرتقب، عندها سيكون هناك ضرورة لرافعة عربية ودولية لإنجاز الاستحقاق.
إشارات إيجابية ومشجّعة!
في وقت أكد الرئيس برّي لـ “النهار” مساء أمس، أنّه تلقّى “إشارات إيجابية ومشجّعة من سفراء المجموعة “الخماسية” حيال دعوتي لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية”.
وقال إنّ “جلسة الانتخاب قائمة وفي موعدها، ولن أعمد إلى تأجيلها بعد 9 كانون الثاني المقبل”، وأضاف: “كنتُ أنوي عقد جلسة الانتخاب في 19 كانون الأول الجاري قبل أن أحدّدها في 9 كانون الثاني المقبل، لإفساح المجال أكثر أمام حركة الاتصالات والمشاورات بين الكتل”.
كما رفض “الردّ على القائلين إنّ جلسة الانتخاب المقبلة لن تكون منتجة”، مؤكدًا: “كفانا كلّ هذا الغرق في الشغور”. وتوجّه إلى الكتل النيابية قائلًا: “على الكتل والنواب تحمّل مسؤولياتهم والعمل على انتخاب رئيس للبلاد”.
الملف الرئاسي في مرحلته الأخيرة.. المفاجآت متوقّعة
بدورها، أشارت صحيفة “اللواء” إلى أنّ الملف الرئاسي اللبناني، وضع في مرحلته الأخيرة على الطاولة، وجرت، وتجري حوله اتصالات ومشاورات، دخلت في تصفية الأسماء بين مدنيين وعسكريين، قبل أن يحاول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إبداء استعداده للترشح إذا ما قبلت به كتل معينة بالحد الأدنى.
ولئن كشف لقاء الرئيس نبيه بري مع سفراء اللجنة الخماسية العربية – الدولية حول الملف الرئاسي، غيوم الشكوك، وفتح المجالات أمام أجواء جدية، وإيجابية، وتبشر بانتخاب الرئيس في جلسة 9 ك2 المقبل، أي بعد أقل من شهر، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ “اللواء” إن المشاورات الجارية في الملف الرئاسي لم تصل بعد إلى إخراج الاسم التوافقي للرئاسة بعد، إذ أن ما يحصل في هذا الشأن ليس سوى بحث في بعض العناوين العريضة لا سيما مهمة الرئيس في المرحلة المقبلة.
وقالت إن الحديث عن مفاجآت في هذا الملف متوقع، إنما المؤكد أن جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل ستشهد انطلاقة الجلسات المفتوحة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ما يعني أن الرئيس يُنتخب في مطلع العام المقبل.
تفاؤل رئاسي.. وهذه الأسماء المطروحة
بالتالي، بدا من خلال الحراك الداخلي للكتل النيابية ولسفراء اللجنة الخماسية العربية – الدولية، أن التوجه لانتخاب رئيس توافقي بات جدّيًا، من خلال كلام السفير المصري علاء موسى، الذي أبدت أوساطه ارتياحًا لمسار الحراك الداخلي المكثف باتجاه التوافق، مع بعض الحذر المفهوم والذي ينتظر تبلور أسس التوافق على شخص الرئيس الحيادي. “ولو تم التوافق لكانت الجلسة قد عقدت اليوم”، كما قال الرئيس نبيه بري.
وقالت مصادر متابعة لحراك الخماسية لـ “اللواء”: “إنها متفائلة لأن الرئيس نبيه بري أكد أمام السفراء التزامه بتعهداته بعقد جلسات انتخاب بدورات متتالية في 9 كانون الثاني واستمرار التشاور للتوصل إلى مرشح توافقي أو مرشحين، وكلما قلّ عدد المرشحين كان ذلك أفضل لتسهيل الاختيار. على أن يشمل التوافق قبل جلسة الانتخاب وخلالها أيضًا موضوع تشكيل الحكومة رئاسة وأعضاء لإنجاح الرئيس والحكومة.
ونقلت عن بري قوله خلال الاجتماع الذي استغرق ساعة كاملة، أنه أعطى مهلة أربعين يومًا بين صدور اتفاق وقف اطلاق النار وجلسة الانتخاب لأنها من مخرجات تحقيق التوافق المطلوب. وأكد التزامه بكل ما قاله حول التشاور مع كل الأطراف للتوصل إلى توافق، موضحًا أن التشاور يشمل حزب الله أيضًا.
وحسب المعلومات، تناوب السفراء الخمسة على الاشادة بدعوة بري لعقد جلسة الانتخاب “لأنها باتت أمرًا ملحًا ولم يعد الوضع مناسبًا لمزيد من التأخير في انتخاب الرئيس”. ولم يدخلوا في اقتراح أسماء مرشحين وتركت اللجنة الأمر “كحق حصري وصلاحية حصرية للبرلمان”.
وأكدت المصادر المتابعة أن بري متفائل بنجاح جلسة كانون الثاني في انتخاب رئيس للجمهورية. وأكدت عدم وجود اسم جرى التوافق عليه حتى الآن لا سيما لدى أطراف المعارضة لا اسم متوافق عليه لغاية الآن و”لو كان فيه كانت الجلسة صارت بكرا”.
وأضافت: العمل اليوم هو على إيجاد إسم يحظى بتأييد ثلثي اعضاء المجلس إن أمكن. لكن أجواء أطراف المعارضة لم تتضح بعد، هل تسير بمرشح واحد مع الأطراف الأخرى أم يكون لديهم مرشحهم بوجه مرشح آخر.
مواضيع ذات صلة :
“الرئاسة” على صفيح المنطقة الساخن.. و”جوجلة” مرتقبة بين بري و”الخماسية” | لقاءات لبري في عين التينة | جاكيت بري… هديّة |