تصعيد ميداني في الجنوب… غارات إسرائيلية على الخيام وانتشار للجيش اللبناني
تشهد المنطقة الجنوبية من لبنان تصعيدًا ميدانيًا بعد عودة الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدة الخيام، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا. هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث بدأ الجيش اللبناني تنفيذ خطط الانتشار في المنطقة بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل”، وسط استمرار الطائرات الحربية الإسرائيلية في التحليق المكثف.
الوضع الميداني
وفي التطورات الميدانية، اغارت مسيرة إسرائيلية على ساحة بلدة الخيام، وأفادت معلومات أولية عن وقوع شهيد وجريحين.
من جهة أخرى، أفادت “الوكالة الوطنية” بعملية تفجير لمنازل قام بها الجيش الإسرائيلي في المنطقة الواقعة بين بلدتي شمع وطيرحرفا في قضاء صور.
كما تم العثور على أشلاء من جثة شهيد في مبنى دمرته الطائرات الإسرائيلية عند مفترق معركة، حيث عمل الدفاع المدني في جمعية “كشافة الرسالة الإسلامية” – صور على دفنها إلى جانب الجثة التي تم سحبها سابقاً من الفريق نفسه مع بداية الحرب.
وتشهد العاصمة بيروت حالياً تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الإسرائيلي المسير على علو منخفض.
يُذكر أن الطيران المسير لم يغِب عن سماء بيروت والضاحية الجنوبية منذ صباح اليوم وحتى اللحظة.
الجيش اللبناني ينتشر في الخيام
يُشار إلى أن الجيش اللبناني قد بدأ المراحل الأولى من الانتشار في البلدة اليوم، وطلب من المواطنين عدم التوجه إلى بلدة الخيام قبل صدور قرار من الجهات المختصة يسمح لهم بالدخول.
ودخلت إلى المنطقة ناقلات جند من نوع هامفي وعدد من سيارات الإسعاف. وبعد الكشف على المنطقة وخلوها من أي متفجرات أو قذائف غير منفجرة أو عبوات ناسفة، بدأ فوج الهندسة بإزالة الركام وفتح الطرقات في النقاط الخمس التي تم تحديدها مسبقاً ضمن المرحلة الأولى من الانتشار بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل”. النقاط الخمس هي: وطى الخيام، الجلاحية، مثلث الحمام، الدردارة من جهة القليعة، وباب ثنية لجهة برج الملوك.
كما صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: “تعمل وحدات من الجيش على فتح طرقات نبع إبل والشريقي وحي جبلي المؤدية إلى بلدة الخيام – مرجعيون من الجهة الشمالية، من خلال إزالة الردم والذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) وذلك ضمن خطة الانتشار في المنطقة.
وتعيد قيادة الجيش تأكيد خطورة اقتراب المواطنين من المنطقة، وأهمية التزامهم بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار.”
وكانت قد تمركزت وحدات الجيش في 5 نقاط حول بلدة الخيام، بالتنسيق مع “اليونيفيل”، ضمن إطار المرحلة الأولى من الانتشار في المنطقة، بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي منها، وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها لجنة الإشراف الخماسية.
ولم يستكمل لغاية الساعة الانتشار، في انتظار الوحدات المختصة لدخول البلدة وإجراء مسح هندسي لها بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة.
وقد دعت قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة بتاتاً والتزام تعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار.
ميقاتي: غدر موصوف ومخالفة لكل التعهدات
في السياق، أوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنه “لم تمر اربع وعشرون ساعة على بدء الجيش الانتشار في منطقتي الخيام ومرجعيون تطبيقاً لقرار وقف اطلاق النار حتى عاود الجيش الاسرائيلي استهداف بلدة الخيام بغارة ادت الى سقوط شهداء وجرحى”.
أشار في بيان، عصر اليوم الخميس، إلى أن “هذا الغدر الموصوف يخالف كل التعهدات التي قدمتها الجهات التي رعت اتفاق وقف النار وهي الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، والمطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الاسرائيلي. هذه الخروقات المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلفة الاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار والمطلوب منها معالجة ما حصل فورا وبحزم ومنع تكراره”.
مواضيع ذات صلة :
إسرائيل تواصل عمليات النسف في الجنوب… وتحركات دبلوماسية لوقف الخروقات | الجيش الإسرائيلي يواصل عمليات التجريف والنسف في الجنوب | ميقاتي: نحيي جهود الجيش التي من شأنها إرساء الاستقرار في الجنوب |