من الضابط المتمرّد الى القاضية المتمرّدة
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
صنع ميشال عون رمزيّته وشعبيّته وهالته في فترة كان يوصف فيها بـ “الضابط المتمرّد”. كان عون رئيس حكومة تدّعي الشرعيّة، في مقابل حكومة يرأسها سليم الحص وتدّعي الشرعيّة أيضاً.
ظاهرة ميشال عون، في تلك الأيّام، قد لا تتكرر. المتعطشون حينها للخروج من سطوة الاحتلال وممارسات الميليشيات وجدوا في الضابط المتمرّد صورة الدولة والجيش والقوّة، في وقتٍ كانت مؤسسات الدولة منقسمة ومهترئة.
بعد سنواتٍ طويلة، ها هي القاضية غادة عون تظهر بصورة المتمردة. الفارق هنا أنّنا في فترة سِلمٍ ومؤسسات و”عهدٍ قوي”، ومع ذلك اختارت عون التمرّد والقيام بمهمّة ليست من صلاحيّاتها والاستعانة بعناصر جهاز أمني يعرف الضابط المسؤول عنهم أنّه يرتكب مخالفة تنضمّ الى سلسلة مخالفات فاضحة ارتكبها مع القاضية عون، بالتكافل والتضامن والتآمر.
تمرّد غادة عون، ومعه سلوك أمن الدولة وتظاهرة ما يسمّى “الحرس القديم” ومجموعة “متحدون” التي تديرها يجعلون من ميشال عون، وهو في سدّة الرئاسة مالكاً لشرعيّة كاملة، متمرّداً من جديد.
التمرّد هنا على المؤسسات والقانون والقضاء والأجهزة الأمنيّة الذين يمثّلهم عون نفسه، وهو رأسهم ورمزهم.
من فعل هذا كلّه بالرئيس الرمز؟ من الذي جعل صورة عهده قاضية ترقص على شرفة بعد تحيّة “جمهورها”، وبعد صراخها على محامين وموظفين وإعطاء أوامر لعسكريّين؟
حلمنا بعهد بناء الدولة والشراكة ومحاربة الفساد، فإذا به عهد الفوضى، وهو أشبه ما يكون بتسريحة شعر غادة عون!
فهل يبادر الرئيس، أو إن وجد عقلاء حوله، الى الاتصال بغادة عون للقول لها “بيكفّي هالقد… جرّصتينا”؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |