بري يحتار اي ورقة رئاسية يلعب


خاص 14 كانون الأول, 2024

حدّد رئيس البرلمان نبيه بري جلسة يبدو هذه المرة أنها ستكون جدية وحاسمة بعد أن تخلى عن شرط الحوار غير الدستوري وعن عقد جلسة وحيدة وإغلاقها بعد دورة إذا لم تتوفر فيها أكثرية الثلثين، وقرر الالتزام بعقد جلسة واحدة بعدة دورات حتى يتم انتخاب رئيس بحسب الدستور. فهل اقتنع رئيس حركة أمل أخيراً أن لا مجال إلّا باتّباع الطريق الدستوري أم لأنّ متغيرات سياسية خارجية ومحلية فرضت تعاطياً مختلفاً ومخرجاً دستورياً وحيداً؟

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

من إنهاك عزة إلى اغتيال نصرالله وقياديي “حزب الله” في لبنان إلى إسقاط النظام السوري وهروب بشار الأسد، وغيرها الكثير… ما زال لبنان من دون رئيس، الذي لا يقال أو يطلب أو يفرض بالقوة، وإنما لحسن الحظ يتم اختياره عبر انتخابات في صندوق الاقتراع، حتى عندما تكون شكلية أو بصيغة الإجماع. واليوم تعود إلى الواجهة بعد أن حدد رئيس البرلمان نبيه بري جلسة يبدو هذه المرة أنها ستكون جدية وحاسمة بعد أن تخلى عن شرط الحوار غير الدستوري وعن عقد جلسة وحيدة وإغلاقها بعد دورة إذا لم تتوفر فيها أكثرية الثلثين أي 86 نائبا، سواء حضوراً أو اقتراعاً، وإن لم يحصل أي مرشح على هذا الرقم، سيلتزم بري بعقد جلسة واحدة بعدة دورات حتى يتم انتخاب رئيس بحسب الدستور. وهذا لا يعني أنّ الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة مئة بالمئة ولكنها ستحصل. هل لأن رئيس حركة أمل اقتنع أن لا مجال إلا باتباع الطريق الدستوري وأنّ الرئيس لا يمكن إلا أن ينتخب عبر أكثرية تنتخبه أم عبر توافق حقيقي؟ أم لأنّ متغيرات سياسية خارجية ومحلية فرضت تعاطياً مختلفاً ومخرجاً دستورياً وحيداً. إذ إنّ تعيين الجلسة حصل بعد أن تجاوز الفراغ الرئاسي السنتين وآخر جلسة انتخاب مضى على عقدها سنة وستة أشهر (14 حزيران 2023)، وتحديداً بعد انتخاب دونالد ترامب للمرة الثانية رئيساً للولايات المتحدة في 5 تشرين الثاني الماضي، وقبل أن يحدث زلزال إقليمي بانهيار نظام حكم عائلة الأسد في 8 كانون الأول الفائت.

وبدأت تتوالى في هذه الأيام الاتصالات والتصريحات وبدأ بعض الطامحين بالخروج إلى العلن، فهذا النائب نعمة افرام أعلن رسمياً ترشحه بعد أن تردّد كثيرًا وزان مواقفه وخطواته، وسعى إلى البقاء في الوسط محاولاً الكسب يميناً وشمالا, وبالأخص مسايرة “الثنائي الشيعي” الذي أصبح اليوم “مفرد ونصف”. وهناك أيضاً نائب التيار السابق إبراهيم كنعان الذي بدأ يتحرك جدياً من دون أن يعلن عن ترشيح رسمي، إضافة إلى أنّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رداً على سؤال قال إنه ممكن أن يعلن ترشيحه، فهل يراهن على أكثرية ما؟ ناهيك عن أسماء مطروحة ومتداولة تتنقل من عسكريين سابقين أمثال جورج خوري الذي يقال انه المرشح الاحتياطي لبري بعد سليمان فرنجيه، وإلياس البيسري، ومرشحين كادوا يتحولون إلى دائمين أمثال زياد بارود. يبقى اسم المرشح الجدي الوحيد قائد الجيش جوزف عون لأنه يحظى كما يبدو بشبه إجماع، وأخيراً يظهر اسم النائب فريد الخازن كمناورة وهو المحسوب على فرنجية. فهل عودة ترامب فتحت شهية المرشحين وحمستهم؟ ربما لأن مستشار ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط اللبناني مسعود بولس قال إنه “إذا انتظر لبنان سنتين لانتخاب رئيس بإمكانه أن ينتظر شهرين بعد” ما فسر على أنه كان بمثابة غمزة إلى أنّ بري يريد ان تحصل الانتخابات قبل أن يدخل ترامب البيت الأبيض في 20 كانون الثاني 2025 فيما اعتبر آخرون على العكس أن رئيس المجلس يفضل تأجيل الانتخابات بضعة أسابيع لأنها ربما تحمل إلى بعبدا مرشحه المفضل فرنجيه الذي تربطه علاقة صداقة مع بولس.

الاحتمال الأرجح هو أن تركيبة المجلس النيابي الحالي لم تعد تصلح لإجراء طبخات او توليفات تفرض على النواب وخياراتهم من خارج توازن القوى السائد حالياً في داخله، كما أنه لم يعد لدى “محور الممانعة” الذي كان يجسده عملياً “الثنائي الشيعي” السطوة التي كانت سابقاً، بعد اغتيال نصرالله ومن ثم هروب الأسد رغم كل محاولات التيار العوني ورئيسه الحالي جبران باسيل محاولة ترقيع الخسائر التي أصابته هو أيضاً متلطيًا بغطاء “الوحدة الوطنية”!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us