هشام مروة يكشف لـ”هنا لبنان” رؤية المعارضة للمرحلة المقبلة.. فماذا قال؟
رؤية المعارضة للمرحلة الانتقالية: إصلاح شامل، عودة اللاجئين، وعلاقات دولية متوازنة… سوريا أمام مفترق طرق جديد
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
في ظلّ التغيرات السياسية الكبرى التي تشهدها سوريا، تقف الحكومة الانتقالية- حكومة تصريف الأعمال – أمام مرحلة مفصلية مليئة بالتحديات على المستويات السياسية والأمنية والاجتماعية.
ورغم أنّ الحكومة الانتقالية لم تُصدر حتى الآن بيانًا رسميًا يوضح سياساتها، غير أنّ التوجهات الأولية تشير إلى التركيز على الأمن والاستقرار، وإعادة بناء المؤسسات، وإرساء أسس العدالة الانتقالية، انطلاقاً من الرؤية التي سبق أن رسّختها المعارضة في المرحلة السابقة.
في هذا السياق، تحدث عضو الائتلاف الوطني السوري، هشام مروة، خلال مقابلة أجراها معه موقع “هنا لبنان” عن أهمية تشكيل لجنة قانونية لمراجعة الدستور وإجراء تعديلات جوهرية عليه، مشددًا على ضرورة تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية تستند إلى الدستور الجديد.
واعتبر – وفق رؤيته – أنّ هذه الخطوة ستكون حجر الأساس لبناء نظام ديمقراطي، مع التركيز على توفير الأمن والخدمات الأساسية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وهي مدة عمل حكومة تصريف الأعمال.
وفي ما يتعلق بمحاسبة رموز النظام السابق، أوضح مروة أنّ الحكومة الانتقالية ستعتمد غالباً على خطة للعدالة الانتقالية، ومن المتوقع أن تأخذ في الحسبان التجارب الدولية والمحلية.
ولم يغب موضوع بناء المؤسسات العسكرية عن الحوار، حيث أشار مروة إلى إمكانية تشكيل مجلس عسكري يجمع بين الضباط المنشقين وأولئك الذين لم يتورطوا في أيّ انتهاكات، وذلك بهدف إعادة بناء مؤسسة عسكرية مهنية تركز على حماية البلاد واستقلالها.
وأوضح مروة أنّه لا بدّ من إبعاد الجيش والقوات المسلحة عن التدخل في السياسة وعمل الأحزاب، لتمارس دورها الأساسي كحامية للتراب الوطني.
وعن موضوع اللاجئين السوريين، تحدث مروة عن بدء عودة المهجرين إلى سوريا من المناطق الحدودية، فيما من المرتقب أن تتزايد أعداد العائدين في الأيام والأسابيع المقبلة، مشيرًا إلى أنّ الحكومة الانتقالية تخطط حتماً لتوفير الخدمات الأساسية ودمج العائدين في المجتمع، وهذا ما ستعلن عنه رسمياً في الفترة المقبلة. كما ستُخصص برامج لإعادة الطلاب الذين انقطعوا عن التعليم أثناء اللجوء والنزوح.
وشدد مروة أيضاً، من وجهة نظره، على أهمية ترسيخ علاقات متوازنة مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، مؤكداً على التقدير للدعم العربي والدولي لإعادة تحقيق الاستقرار، ومشيرًا إلى أنّ هناك العديد من الرسائل الإيجابية التي تصل من المجتمع الدولي.
أما في ما يتعلق بحماية الممتلكات في ظل الفراغ الأمني، فقد أكد مروة أنّ الشرطة المحلية بدأت بالانتشار، بينما تعمل لجان شعبية على حماية الممتلكات العامة والخاصة. وأوضح أنّ هذه الجهود ستُعزز بمجرد إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية والشرطية، بما يضمن الاستقرار في المناطق المحررة.
وفي ختام حديثه، أكد مروة أنّ نجاح المرحلة الانتقالية يتطلب تعاون جميع الأطراف، وأوضح أنّ الخطط الحالية، والتي أوردها في أجوبته، تمثل رؤية أولية يمكن البناء عليها لتحقيق الاستقرار، أما الإعلان الرسمي فهو ما سيصدر لاحقاً عن الحكومة الانتقالية – حكومة تصريف الأعمال.